أنهى بعض قادة الحراك الجنوبي مؤتمرهم الخميس الفائت، ذلك المؤتمر الذي حاولت الكثير من الأطراف اليمنية والعربية وحتى الدولية استغلاله منطلقة من التباينات التي صاحبت المؤتمر، حيث سخر الاعلام اليمني المعادي مختلف وسائله للترويج لتلك التباينات والمبالغة فيها وذهبت بعض وسائل الإعلام العربية وبالذات الخليجية إلى التعاطي مع الحدث من زاوية إبراز ما اسمتها خلافات وكررت وبملل ان تلك الخلافات قد عصفت بالحراك الجنوبي حسب مزاعمها، الشارع الجنوبي الذي كان بالفعل يتوجس مخاوف كبيرة من التباينات، لكن تلك المخاوف سرعان ما تبددت في ظل الحملة الإعلامية المسعورة التي اتكأت للترويج لمزعوم خلافات في جسد الثورة الجنوبية، ودفعت بالشارع الجنوبي إلى إدراك مغازي ذلك الترويج . الرئيس علي سالم البيض من مقر اقامته في بيروت تدارك التعاطي الخطير لوسائل الإعلام تلك وكذب مكتبه تقرير نشرته صحيفة الحياة يسلط الضوء على ما زعم أنها خلافات، ونفى الرئيس البيض ما أوردته صحيفة الحياة اللندنية من معلومات خاطئة، الزعيم حسن احمد باعوم هو الآخر أدرك خطورة الترويج الإعلامي حيث نفى في مؤتمر صحفي عقده عقب ختام جلسات المؤتمر وجود أي خلافات مؤكدا أن الرئيس علي سالم البيض هو الرئيس الشرعي للجنوب .
نقابة الصحافيين الجنوبيين استنكرت حملة الترويج التي اتبعتها ما اسماها البيان إعلام سلطات الاحتلال اليمني محذرة من وسائل الإعلام تلك والتي تتخذ الكثير منها أسماء جنوبية وخاصة اسم العاصمة عدن، الشارع الجنوبي الذي روج الإعلام لما اسماها توقعات عن وقوع مشاكل ومصادمات بين الأوساط الشعبية خرج عقب المؤتمر بمسيرات رافضة لأي خلافات على حساب قضية الجنوب وصعد الشارع الجنوبي من انتفاضته مع تمسكه بهدف الاستقلال والتحرير ورفض الدخول في مزعوم الحوار اليمني، إلا إذا كان قائما بين دولتين وعلى قاعدة استعادة دولة الجنوب واستقلاله .
مراقبون أكدوا ان الشارع الجنوبي اليوم بات أكثر من أي وقت مضى يعي مجريات الأمور ويعرف ماهو في صالح قضية الجنوب وما هو عكس ذلك وهو الأمر الذي معه يستحيل تمرير أي مؤامرات على الحراك الجنوبي، هذا في حين يذهب بعض المراقبون إلى إحتمال ان تتحول الانتفاضة السلمية إلى ثورة مسلحة مع استمرار وتزايد الضغط الخارجي على الجنوب من خلال تجاهل مطالب الاجماع الشعبي في الجنوب والحصار الاعلامي المضروب على الحراك الجنوبي ومواصلة تقديم الدعم العربي والدولي لصنعاء التي يجمع معظم المراقبون على استحالة قيام دولة مدنية هناك في ظل قوة القبيلة ذات الجذور العميقة ودخول القبيلة في منظومة الفساد وتقاسم الثروات والسيطرة والتملك خارج سيادة القانون مع امتلاك السلاح بالاضافة إلى جملة من التحديات التي يصعب على المنضومة العالمية تجاوزها مهما قدمت لليمن من مساعدات .
ويؤكد مراقبون أن استمرار اليمن موحدا من شأنه أن يبقي الباب مفتوحا لتنامي دوامة العنف والصراع وستكون النتيجة الحتمية ميلاد أفغانستان جديدة في أهم منطقة استراتيجية من شأنها ستقوي الجماعات الارهابية في القرن الأفريقي وستشجع على نمو خلايا الارهاب في منطقة الخليج العربي، وهو ما يستحيل السيطرة عليها.
