span style=\"color: #ff0000\"حياة عدن/تحليل د. سعيد شحاتة عناصر القاعدة باليمن أثناء التدريب تزايد الحديث عن تواجد القاعدة في اليمن والخطر الذي تمثله للغرب والدول الخليجية بعد القبض علي عمر فاروق عبد المطلب الذي حاول تفجير الطائرة الأمريكية بالقرب من "ديترويت" في أمريكا. وعلى الرغم من أن للقاعدة تواجد في اليمن منذ فترة إلا أنه تزايد بعد إضعاف القاعدة في أماكن أخرى ولاسيما أفغانستانوالعراق. هناك أسباب لمشاعر القلق لدي الغرب من معسكرات تدريب المتطرفين الإسلاميين التابعة للقاعدة ولكن رد الفعل الغربي يجب أن يتميز بالتعقل وعدم التسرع حتى لا يحدث في اليمن ما حدث من قبل في أفغانستانوالعراق. فإذا قامت الولاياتالمتحدة بإتباع نفس الأساليب سوف تكون النهاية كارثية علي اليمن ومواجهة الإرهاب علي حد سواء. أما أسباب القلق فتأتي من كون اليمن تمثل تربة خصبة لتجنيد العناصر المتطرفة ولنمو فكر القاعدة المعادي للغرب. فالقاعدة هي فكرة وأيدلوجية أكثر منها تنظيما. وهي فكرة معاداة الغرب وكراهيته ومحاولة التخلص من التواجد الغربي من الأراضي الإسلامية. ومع تزايد مشاعر الكراهية للغرب من جراء الدعم غير المتوازن لإسرائيل ولاسيما من قبل الولاياتالمتحدة واحتلال العراق وغزو أفغانستان وغيرها من الأمثلة التي لم يخفف منها وصول الرئيس أوباما إلي سدة الحكم في الولاياتالمتحدةالأمريكية, يسهل انتشار فكر القاعدة وتجنيد المساندين لها من أماكن مختلفة من العالم الإسلامي وبل من المسلمين الذين يعيشون في الأقطار الغربية. span style=\"color: #800000\"القاعدة في اليمن تعد اليمن بيئة مناسبة لعناصر القاعدة بجانب الصومال بعد إضعاف القاعدة في كل من أفغانستانوالعراق. ولئن كانت الدولة فاشلة في الصومال فإنها ضعيفة في اليمن. لجأت عناصر القاعدة إلي اليمن هربا من السعودية والعراقوأفغانستان وأصبح هناك ما يسمي قاعدة شبه الجزيرة العربية التي نفذت محاولة اغتيال للأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية السعودي من قبل أحد عناصر القاعدة القادمين من اليمن وهو عبد الله عسيري. وتبعه الشاب النيجيري الغني عمر فاروق عبد المطلب الذي حاول تفجير الطائرة الأمريكية. يضاف إلي ذلك ضعف السلطة المركزية اليمنية في السيطرة علي أرجاء اليمن المختلفة المسيطر علي معظمها من قبل القبائل ولاسيما في الجنوب؛ فحكومة الرئيس علي عبد الله صالح لا تسيطر علي أجزاء من اليمن، وكثيرا ما يتم اختطاف أجانب من تلك القبائل التي تقايض الرهائن الأجانب من أجل خدمات أو أموال. وظهرت تلك الهشاشة الأمنية بوضوح عند التعامل مع الحركات المطالبة بالانفصال وما يدور الآن مع عناصر القاعدة، ويزيد من ضعف تلك السلطة الحرب في الشمال مع الحوثيين ومطالب الحراك الجنوبي في الجنوب بالانفصال عن الدولة اليمنية. span style=\"color: #800000\"الفقر كدافع للتطرف يساهم أيضا في جاذبية اليمن لعناصر القاعدة انتشار الفقر والفساد مما يكثر عدد الناقمين علي السلطة والمستعدين للانضمام للقاعدة, فقد وصل معدل الفقر وفقا لآخر تقرير للأمم المتحدة في اليمن إلي 59.9% أي أن أكثر من نصف السكان تحت خط الفقر. لا أربط بالضرورة بين الفقر والقيام بأعمال انتحارية ولكن عامل الفقر لا يمكن استبعاده كأحد مكونات معادلة العمليات التفجيرية. ففي حالة عمر فاروق ومن قبله أسامة بن لادن والبريطانيين المسلمين المتورطين في أحداث يوليو 2005، فلم يكن الفقر عاملا في دوافعهم للقيام أو تدبير أعمال انتحارية ضد الغرب. ومع ذلك هناك الكثير من الفقراء في العراقوأفغانستان ومصر واليمن تم تجنيدهم للقيام بعمليات انتحارية لسهولة التأثير عليهم واستغلال عوزهم المادي ونقمتهم علي الحياة غير العادلة وتحويل تلك الطاقة إلي عمل انتحاري. span style=\"color: #800000\"الطبيعة الجغرافية إلي جانب ذلك الطبيعة الجغرافية الوعرة لليمن تسهمل من مهمة تدريب واختباء عناصر القاعدة وصعوبة القضاء عليهم، فقد واجهت القوات الدولية المصاعب العديدة في بعض المناطق علي الحدود الباكستانية-الأفغانية للقضاء علي العناصر المرتبطة بطالبان والقاعدة. واليمن تتميز بطبيعة جغرافية وعرة تسهل مهمة عناصر القاعدة وتصعب من مهمة القوات التي تحاول القضاء عليهم. وإن كانت الحكومة اليمنية تعلن من وقت لآخر عن قتل عدد من عناصر القاعدة, إلا أنه من الصعوبة بمكان القضاء الكامل علي عناصر القاعدة بالقوة المسلحة. وبالتالي هناك وسائل أخرى يجب استخدامها بجانب العمل العسكري منها مواجهة الأفكار المتطرفة ومعالجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة لبعض مناطق اليمن وتقوية وجود السلطات الأمنية في كافة أرجاء اليمن وبناء تحالفات إستراتيجية مع قادة القبائل في تلك المناطق. وأخير فان حركة الشباب المسلم بالصومال أعلنت تأييدها للقاعدة في اليمن واستعدادها عن إرسال متطوعين للعمل معهم ضد الغرب ومن يدعم الغرب. بالنسبة لرد الفعل الغربي تجاه اليمن فقد تعددت صوره منها إعلان رئيس الوزراء البريطاني براون عن عقد مؤتمر بالتوازي مع مؤتمر حول أفغانستان في أواخر شهر يناير الحالي وذلك من أجل مناقشة الوسائل الواجب اتخاذها للقضاء علي عناصر القاعدة باليمن وعدم تحول اليمن إلي أفغانستان أو عراق آخر يشكل مأزقا جديدا للقوات الغربية ولاسيما الولاياتالمتحدةوبريطانيا. يضاف إلي ذلك زيارة مسئولين أمريكيين اليمن للتباحث مع الحكومة اليمنية حول سبل التعاون للقضاء علي عناصر القاعدة الموجودة باليمن, ومنها أيضا إغلاق بعض السفارات مثل السفارة البريطانية والأمريكية وغيرها تحسبا لأي اعتداءات وان فتحت بعض تلك السفارات أبوابها بعد ذلك. وقد استجاب الغرب لنداءات من الحكومة اليمنية وتلبية لحماية المصالح الغربية للقضاء علي عناصر القاعدة باليمن. ولكن تعد الحكومة اليمنية في نظر البعض أنها حكومة فاسدة ونظام سلطوي لم يلب حاجات المواطنين ومن هنا فإن ارتباط الغرب بدعم غير مشروط لليمن قد ينفر البعض من اليمنيين من تلك المساعدات الغربية وقد يزيد عدد المنضمين إلي القاعدة كتعبير عن الغضب الشديد من قيام الغرب بالحرب علي المسلمين مع نظام سلطوي لم يلب حاجات شعبه. span style=\"color: #800000\"إستراتيجية مواجهة ومن هنا أرى أن هناك حاجة لوضع إستراتيجية واضحة المعالم لحجم وكيفية التعاون مع الحكومة اليمنية في مواجهة خطر القاعدة. تلك الإستراتيجية تتطلب تغييرا في النظام اليمني ليكون أكثر تعبيرا عن تطلعات المواطنين, كما تقتضي أيضا عدم قيام القوات الأمريكية بضربات عسكرية مباشرة لمعسكرات القاعدة بل يكون ذلك من خلال الجيش اليمني وان بمساعدة فنية من خلال معدات عسكرية متطورة مستوردة من الغرب. ولابد أيضا من دور لجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي في هذا الخصوص. أن تدخل تلك المنظمتين قد تخفف من معارضة اليمنيين للتدخل الغربي في القضاء علي القاعدة باليمن. هناك حاجة للتعامل مع أوضاع المواطنين اليمنيين في تلك المناطق المتواجد بها عناصر القاعدة وهناك حاجة ماسة لتبادل المعلومات بين أجهزة المخابرات المختلفة حتى يتم تفعيل وسائل القضاء علي العدو المشترك وهو الأعمال المسلحة التي تضر بالإنسان والمجتمع. يضاف إلي ذلك وضع إستراتيجية واضحة المعالم لمواجهة الفكر المتطرف لان البيئة والعوامل المشجعة علي التطرف قائمة ولا يتم التعامل مع تلك البيئة بصورة جذرية ومن هنا فسوف تتكرر تلك الأحداث الانتحارية. هناك حاجة لفقه جديد يحدد مفهوم الجهاد وشروطه ومتى يتم استخدامه من خلال جهة دينية تحظي باحترام المسلمين حتى يكون صوتها أعلى من أصوات العناصر المتطرفة. كما يجب إعادة النظر في القضايا التي تشعر بعض المواطنين بالظلم والكيل بمكيالين في عدد من القضايا مثل القضية الفلسطينية وغيرها. إلى جانب ذلك يجب أن يتحلي الغرب بالمصداقية عند الحديث عن الديمقراطية وحقوق الإنسان ويتخلي عن مساندة النظم السلطوية وان كان ذلك صعبا. فالتوازن بين محاربة القاعدة ونشر الديمقراطية قد يبدو معادلة صعبة التحقق. تلك المعضلة متحققة في اليمن وغيرها من البلدان التي تتواجد بها عناصر القاعدة وغيرها من العناصر التي تكره الغرب والسياسات الغربية. إن الحديث عن القاعدة واليمن يتخطي اليمن ليشمل أقطار أخرى مجاورة ولاسيما الصومال. فهل ينتظر العالم إلى أن يخرج عمر فاروق آخر من الصومال حتى يتم التوجه للصومال ومساعدتها لتجفيف منابع وشرايين حياة القاعدة وغيرها من الأيدلوجيات والمنظمات التي تضر بأمن وسلامة المواطنين أينما كانوا؟ يجب التعلم من الخبرات السيئة حتى لا نعيش تلك الخبرات بصورة مستمرة. نقلا عن إسلام أون لأين أكاديمي مصري مقيم في بريطانيا