span style=\"font-size: medium; \" يبدي البعض قلقه من طغيان الهويات الصغيرة على الهوية الجامعة في ظل تنامي نزعة التعصب والتمنطق في بلادنا والناتجة عن اسباب عديدة لم يتم اصلاحها والتوقف أمامها بمسؤولية باعتبارها أخطاء فردية لا ضرر منها فأصبحنا فجأة محاصرين بنتائجها الكارثية المدمرة. span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"هذا يكشف أن الدولة التي تلبي تطلعات أبنائها على اختلاف انتماءاتهم وميولهم والوانهم غير موجودة في الأساس وبالتالي يصبح النزوع نحو الهويات الصغيرة أمر لا مفر منه لدى البعض الذي يسعى للبحث عن ذاته الغائبة والمغيبة بفعل الاقصاء والتفرد. span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"لقد عجزت الأداة (السلطة) التي تدير الدولة عن انتاج الأسباب الكفيلة باستمرارها موحدة في ظل هوية واحدة ولما أحست أن الهوية الجامعة أضحت مهددة وظفت أدوات غير عصرية وعبثية في محاولة للدفاع عنها فتوسعت الفجوة بصورة أكبر. span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"تسأل أحد الزملاء عن سبب تأخر نزول الأرقام الموحدة للسيارات شاكيا من الممارسات الخاطئة التي تحدث في عدد من المحافظات الجنوبية ومنها عدن تجاه السيارات التي تحمل الأرقام (1،2) تحديدا معتبرا السكوت عن ذلك أمرا خطيرا يعزز نزعة المناطقية والكراهية في ظل غياب الحلول الناجعة من قبل السلطة..وفي الحقيقة أجد نفسي هنا متضامنا مع الزميل داعيا الجهات المسؤولة بالاسراع في انزال الأرقام الموحدة لعل وعسى أن تساهم في حل هذه المشكلة أو الحد منها. span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"تحدث أيضا أحد الزملاء عن ضرورة أيجاد بطاقات هوية (شخصية أوعائلية) موحدة تحمل أسم البلد الذي ينتمي اليها صاحب البطاقة وهي (اليمن) دون الاشارة إلى اسم المنطقة أو المحافظة التي ينتمي اليها صاحب البطاقة على ان يتم الاحتفاظ بالمعلومات كاملة في ملف خاص لدى الجهات المختصة يتم span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"العودة اليه وقت الضرورة عبر الرقم الشخصي أو رقم سري في حال تشابهت الأسماء. span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"الهدف من ذلك هو أن تستقيم معاملات الناس وتعاملاتهم مع بعضهم بناء على انتماءهم لهوية واحدة كبيرة ومشتركة وليس إلى هويات محلية وعصبية صغيرة بالاضافة إلى أن يكون الاختيار في الوظيفة العامة بناء على الكفاءة والقدرة وليس على الانتماء المناطقي والقبلي. span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"واذا ما اعتبرنا ذلك أمرا جيدا لتعزيز الانتماء لبلد واحد أسمه اليمن لانه في الأول والأخير يبقى هو القاسم المشترك بين كل المختلفين والمتخاصمين وهذا ما يؤكده منطق العقل وليس منطق القوة مهما حاول البعض الهروب منه أو انكاره على الأخرين. span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"لكن هل يكفي ذلك لحل المشاكل التي تعاني منها البلاد بامتداد الجغرافيا شمالا وجنوبا؟ في تقديري الوضع الراهن يقتضي القيام بخطوات إصلاحية واسعة وسريعة لتجنيب البلاد الدخول في الفوضى وما يدفع الى تعقيد الاوضاع أكثر مما هي عليه فيجد العقلاء انفسهم عاجزين عن ايجاد الحلول التي تحافظ على البلاد موحد الهوية والجغرافيا بصورة ربما أسهل مما هي ممكنة اليوم. span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"الحل ما يزال ممكن وفي متناول الأيدي لكنه يتطلب شجاعة كبيرة وتقديم تنازلات تبدأ من السلطة المتشبثه بكل شيء وتنتهي بالاحزاب والحراكات الأخرى. span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"- الأعتراف بالقضية الجنوبية أمر هام وضروري ندعو السلطة إلى القيام به دون تردد وبصورة عاجلة. span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"- إطلاق صحيفة "الأيام" هو الأخر مطلب ملح يمنح الأمل بانفتاح البلاد على عهد جديد من الحرية والديمقراطية في ظل مشاركة الجميع. span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"- تقديم ضمانات حقيقية وعملية لاسقاط مشروع التوريث نهائيا وتحديد مدة الرئاسة بعشر أو ثمان سنوات فقط غير قابلة للتمديد. span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"- تشكيل حكومة وحدة وطنية تمنح كافة الصلاحيات ويشارك فيها الحراك والحوثيين إلى جانب المعارضة على أن يكون رئيسها من الجنوب ويحضى بقبول جميع الأطراف مهمتها تهيئة البلاد لمرحلة جديدة من الحكم اللامركزي (حكم محلي واسع الصلاحيات ومن ثم الحكم الفيدرالي تدريجيا) كما وتهيئ لانتخابات رئاسية قادمة نزيهة وشفافة. span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"هذه الخطوات وغيرها هي الضامن الوحيد للحفاظ على السفينة من الغرق ولتحقيق التكافؤ والعدل وإنهاء الصراعات والمخاوف بين الفرقاء والخصوم سواء على مستوى الأحزاب أو على مستوى الشمال والجنوب. span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"إن الحديث عن الهوية والحفاظ عليها مما تقدم نفهم أنه يتطلب القيام بعملية كبيرة وشاملة لا تقتصر على أرقام السيارات وتغيير بطاقات الهوية فحسب رغم أهمية ذلك مرحليا ولكن الأهم هو أن يجد الجميع أنفسهم في وطن واحد يلبي تطلعاتهم ويحافظ على مصالحهم ويحقق احلامهم في العيش الكريم span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"والمشاركة السياسية وفي كل المميزات الجديدة التي ستمنح لهم. بهذا نكون اقتربنا عمليا من المشكلة وعالجنا أسباب التعصب المناطقي ومحاولة البعض الهروب لخلق هويات تتصادم مع الهوية اليمنية الجامعة واوجدنا أداة جديدة ومشتركة قادرة ومؤهلة لحمل المشروع الوطني لا مكان فيها للالغاء والاقصاء والتهميش..اننا بحاجة للتفكير بعقولنا وليس بعضلاتنا في هذه المرحلة.والله من وراء القصد. span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"span style=\"color: rgb(0, 0, 255); \"[email protected]