الشعر الديني 2 : لقد تحدثنا في الحلقة السابقة عن التميز الثقافي في الأدب اللحجي عن الشعر الديني لدى الشاعر المتصوف / عبدالله هادي سبيت و أخترنا له بعض مقاطع من قصائدة الدينية من كتابة (( رجوع إلى الله )) و اليوم نسجل لهُ بعض القصائد من نفس الكتاب والتي القاها بمناسبات دينية كثيرة , وعن شواهد دينيوية و تجليه فيها بالرجوع إلى الله و ربط هذه الشواهد باثبات قدرة الله عز وجل على كل شيئ , وهو الحكيم العليم , ليؤكد أن كتاب الله (( القرأن الكريم )) قد جاء بكل ما يُعمل به اليوم من تطور وقدرة الأنسان الا من قدرته . وقبل أن نعرج إلى هذا الحدث نقدم ما قاله الشاعر في المناسبات الدينية و منها ذكرى الأسرى و المعراج للرسول الأعظم (( صلى الله عليه وسلم )) و في ذكرى هجرة الرسول (( صلى الله عليه وسلم )) , وفي التفكير ففي التفكير عبادة وعن غزو الفضاء , وعن أجر المودة في القربى . لقد قال الشاعر المتصوف الأستاذ / عبدالله هادي سبيت رحمة الله في ذكرى هجرة الرسول محمد (( صلى الله عليه وسلم )) في مسجد ( المظفر) بمدينة تعز عام 1409ه الموافق 1988م . محمد شقلتنا اليوم دُنيانا
و أنْسَتْ الكل جناتٍ و رضوانا
وإن ثمه حسنى مع زيادةٍ أشْتاقت
إلى من إليها أشتاق إيمانا
وأن ما نحن فيه لا يُخفَضَّهُ
إلا بأن نلتقي في الله إخوانا
وأن رحمة ربيَّ في تراحُمنا
لبعضنا فيقينا كيد من خانا
وأن أعظم أنواع الخيانه خز
ن القوت عَمدًا و إصرارًا و إعلانا
وأن من شجع اليوم الغلا فقد
فقد أمسَى و أصبح للشيطان شيطانا
وأن أفقرنا في ذي الحياة و في ال
أخرى امرؤً باحتكار صار أغنانا
الى ان قال في القصيدة :
بسر جاهك يا أبن الأكرمين تقربنا
إليه لكيما يصلح الشانا
كم بيننا اليوم مجهول تقامحا
ذنباً على كل قلب كان قد رانا
صلاة ربي و تسليمِّ عليك على
آلٍ و صحبٍ و أتباع و من دانَى
وهذه بعض مقاطع من قصيدة قالها الأستاذ / عبدالله هادي سبيت رحمة الله و هو في ( أديس أبابا) عاصمة اثيوبيا الحبشة عام 1969م في ذكرى الأسرى و المعراج , في نفس الوقت نشرت أولى صور نزول الأنسان على سطح القمر في المركز الإعلامي الأمريكي و قد قال حينها الخبثاء , أن هذا دليل على معراج البشر فقال ابن هادي سبيت : يقولون قد جاز الفضاء عقل مارد
و فوق أديم البدر قد وضع الرِّجال
فسبحان من قد شق باسم محمد
بطريق بني الإنسان في كونه الأعلى
لقد قال للإنسان يمشي متأملاً
تجد كل صعب أن أردنا إذن سهلا
و قد قال إني جاعل لي خليفةً
على الأرض ما للبدر أصبح محتلا
أتاه سلطان العلوم و إنها
لمن بعض آيات الذي منح العقلا
فيا كافراً يا ملحداً قد بما
له حق قدر ذلك المنعمِ المولى
أمدكم بالعلم كيما تصيِّرا
بجهدكما أياته ملمساً تبلى
فمثلتما الأعمى الذي قاد غيره
إلى حيثما أستَنْأ و ذلك دنا وصلا
فسبحانه من منعم مَتفَضّّّّّّّّّّلٍ
على من إذا ما فاق علماً هوى جهلا
الى قوله في آخر القصيدة :
عليك صلاة الله ما دَقَ للهوى
فؤادُ مُحبِّ بالصَّبَابَةَ قد على
و أزكى سلام منه تار مؤمن
يُصَحِّحُ أوضاعاً لكي نبلغ الوصلا
و قال الشاعر في ( اجر المودة في القربى ) بعد سفر صديق طفولته السيد محمد علي الجفري للدراسة في الأزهر الشريف بمصر , و عدم سفره معه بسبب أنه وحيد أبوه وأمه و سبب لهما آلماً فقال : دَمِّ للحقيقة ما حببت أسيراً
تجد المهيمين حاففاً و نصيرا
فإخلص لوجه الله سعيك و أرتقب
منه المثابةَّ مبدءاً و مصيرا
و أنصب بأن الحق في ساحاته
يصلى الأباة المخلصون سعيرا
و أجبِ ضميرك إن دعاك لغاية
عَظَمُتْ وعش حر الضمير جسورا
لا تحلفنَّ بحاسدكم شنها
حرباً على أهل النبوغ دهورا
إلى أن قال في أخر القصيدة :
ليمحص الله العباد فَمَنْ سَعَى
نال الخلود وجنة وحريرا
أكرمْ به من عالم وكفى به
حرباً على أهل النبوغ دهورا
وقال الشاعر / عبدالله هادي سبيت في القصيدة من ( اجر المودة في القربى ) : يا مَنْ كشفت عن الحقائق ضُرَّها
وخلقت منْ ظُلمَ الجهالة نورا
و قطعت أسفار الحياةِ بهمَّةٍ
تَذَرُ الأشَمَّ مزعزعا مدحورا
تبقى الحقيقة و الحقيقةُ في الدَّني
تلقى جناءً خادلاً و نفورا
فحظيتَ بالصبر الجميل و فزت بالخلقَ
العظيم مكرماً منصورا
حُسن الشمائل في البرية أية
يحيا العدو بسحرها مسحورا
إلى أن قال في أخر القصيدة :
تشدوا البلابلُ في غصون بحُسنها
فنديعه في العالمين زهورا
والمرءُ بالذكر الحميد و انه
سر الخلود فكنْ ذلك جديرا
و انْصَبْ فمآ الأتعاب غبر بشارة
ضمُنت لأرباب النبوع نشورا
هذا هو الشاعر المتصوف الأستاذ / عبدالله هادي سبيت أبن لحج المحروسه بالله أبن هادي سبيت حمق عائل أسرة آل حمق من حارة ( مسجد الدولة ) شرق مدينة الحوطة حوطة ذي الجفار و لي الله احمد بن مزاحم و ضريحة بجوار مسجد الجامع الكبير في غربي مدينة الحوطة . وقد شب و ترعرع عبدالله هادي سبيت في اكناف ابوية وعمومته , وحفظة لصديق طفولته السيد محمد علي الجفري وحنان ال الجفري وقد عانى الشاعر المتصوف عبدالله هادي سبيت الكثير في حياته , وأهم هذه المعاناة حرمانه من الأطفال من زوجته بنت عمه , إلا أن أفرحه الله بالخلف من زوجته الثانية و هو كبير في السن بعد عام 1990م في مدينة تعز . غفر الله له و أسكنه جناته , و قد دفن في مسجد هائل بمدينة تعز , وأن الأولى ان يكون دفنه في مقبرة مسجد الدولة في ميدنة الحوطة بجوار أهلة و ذوية و مع عظماء من دفنوا من سلاطين وامراء العبادل و أهمهم المير م أحمد فضل بن علي القمندان . وندعوا أهل الخير و الفضيلة بنقل رفاته الى مقبرة مسجد الدولة يزف في موكب مهيب عند ذكرى وفاته من شهر مارس القادم , وجزاكم الله خيراً أن حققتم ذلك .ا