ويح حكام العرب ويح ما أرى على وجوههم هذه الأيام الذي ينتظرون فيه رأي أسيادهم فيما يعنيهم الأمر ! ما أقبح ما أرى على وجوههم هذه الأيام من خوف واكتئاب وذل ...... يحيط بهم ذل واصب يعصف بنفوسهم عصفاً ويكاد يمزقها تمزيقاً ...... وما ذلك إلا لأن نفسهم قد فقدت قيمتها الذاتية وفقدت طمأنينتها الداخلية وأدركت أنها لا تعدو أن تكون قشة يحركها من يملكون أمرهم كما يشاءون..... ويح حكامنا العرب ينظرون إلى موت الشمس في سماء غزة , وأصبح النهار ليل , ظلاماً من نوع جديد يدمر غزة حجراً حجر , ومن يرفع رأسه قليلاً في غزة يشاهد لهباً في أفق الجهات الأربع , أن امرأة مثل شجرة الدر كانت أيقظ وأذكى وأيمن على قومها من هؤلاء الزعماء الذين مستهم حرارة الولاء والانتماء لموطن غير وطنهم ..... فمن المستنكر اليوم أن يكون اليهودي صادق الانتماء لعقيدته عالي الصياح بها , على حين ترى حكام العرب مسلمين في ولائهم لدينهم غش , وفي انتمائهم إليه في خفوت , وفعلاً أن ضعف الإيمان بالحق يُهزم أمام قوة الإيمان بالباطل لا محالة . فيا أمة العرب بدون حكاماً .....هل حقاً سقطت كل الأشياء الجميلة ؟ هل من المستحسن أن لا نترك اليأس يتحكم فينا , وأن نخط طريقاً مقنعة لإحلال مفهوم حقيقي للقومية والعروبة والإيمان والحب والوفاء والدم الذي يحث على الأهل والأحباب واللغة والدين اللذان يربطانا ......فاليوم غزة تُدمر بمرأى ومسمع حكامنا وهم يعيشون في هيلمانهم ..
فعلنا اليوم أن نوقظ الهمم إلى معركة , ليست معركة الخبز التي لها ضجيجاً يُصم الأسماع , والشعوب العابدة لرغيفها سوف تموت دونه , وإنما هي معركة الأرض والعرض معركة الأرض والسماء , معركة الإسلام والعروبة الذي يترنحا من تتابع الضربات على كيانهما الجلد. فهذا جانب يُعد من جوهر وليس فرعاً , مصيراً وليس ظرفاً محدداً....... ولنقلها صريحة أن النوم معناه الموت , وإذا لم نواصل النضال والكدح غلبنا المتربصون في كل جبهة .