تستعد العاصمة الجنوبية عدن لاستقبال محافظها الجديد الأستاذ/ أحمد حامد "لملس" الذي أصدر الرئيس عبدربه منصور هادي في 29 يوليو 2020م قرارًا بتعيينه محافظًا لعدن بموجب التفاهمات التي تمت مع المجلس الانتقالي الجنوبي ودول التحالف العربي. ويأمل أبناء العاصمة الجنوبية عدن أن تستعيد عاصمتهم مكانتها الريادية ودورها المجتمعي على يديه بعد أن ظلت طوال الفترة الماضية تعاني الكثير والكثير من المشاكل والتردي الخدمي الذي ألقى بظلاله على حياة المواطنين المعيشية. ملفات شائكة تنتظر حلحلتها يؤكد مراقبون وسياسيون في تصريحات متفرقة أدلوا بها ل"الأمناء" بأن الطريق لم ولن تكون مفروشة بالورود أمام المحافظ "لملس" كون هناك تركة ثقيلة من الفساد والتردي المخيف الذي طال معظم المرافق والجوانب الخدمية، وهي تركة يرى المراقبون بأنها متراكمة منذ أكثر من عقد من الزمن ولا يمكن معالجتها إلا بتضافر جهود كافة القوى السياسية والمجتمعية في العاصمة عدن والتفافهم حول المحافظ "لملس". من بين أبرز الملفات الشائكة التي يرى الشارع العدني بأنها من المفترض أن تكون من أولويات المحافظ "لملس" هي ملفات الكهرباء والمياه والصرف الصحي ومرتبات الموظفين والفساد، بالإضافة إلى الملف الأمني الذي يعد من أهم الملفات التي تتطلب من المحافظ إيلاءها أهمية قصوى كونها مرتبطة بحياة المواطنين وأمنهم واستقرارهم ومعيشتهم. رسائل محافظ العاصمة من الرياض يدرك المحافظ "لملس" مدى العبء والمهمة الصعبة والشاقة، والتي تكاد تكون مستحيلة، الماثلة أمامه، غير أن الرجل وبحنكته السياسية وخبرته الكبيرة التي اكتسبها أثناء تقلده المناصب الحكومية والسياسية، والتي جعلته محل احترام وتقدير الجميع، ومنذ البداية - بحسب الشواهد العملية عند مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقه - إذ بدأ ومن العاصمة السعودية الرياض حراكًا سياسياً وإصراراً منقطع النظير على انتزاع حقوق أبناء العاصمة عدن وتلبية الاحتياجات الضرورية من المتطلبات والدعم اللازم. وقد بدا ذلك الحراك من خلال اللقاءات التي أجراها محافظ العاصمة عدن أحمد حامد لملس مع سفراء بعض الدول الأوربية، وهي الخطوة التي اعتبرها سياسيون بأنها هامة وفي الطريق الصحيح، وهي بداية قالوا بأنها تمهد الطريق أمام خطوات وتحركات قادمة من شأنها الدفع بعجلة التنمية في العاصمة عدن نحو التقدم والنماء. رسائل قوية أرسلها محافظ العاصمة عدن أحمد "لملس" من العاصمة السعودية الرياض أكد فيها عزمه وتصميمه على أن يأتي للعاصمة عدن بما عجز أن يأتي به الأوائل، وحرصه على أن يلمس المواطن في هذه المدينة انفراجة خدمية وتحقيق تنمية مستدامة تعود بالنفع على الجميع. لماذا تأخرت عودة المحافظ؟ كشف محافظ عدن الأستاذ أحمد حامد لملس أن اللقاءات التي يجريها في العاصمة السعودية الرياض مع الأطراف المعنية تهدف إلى تأمين تمويلات واعتمادات لمشاريع تنموية خاصة في الجوانب والقطاعات الأساسية في الكهرباء والمياه والصحة، بحيث يتم العمل عليها من داخل عدن. محافظ عدن في أول تصريح له لوسائل الإعلام منذ تعيينه محافظا لعدن قال: "نتابع يوميا الإخوة في حكومة الدكتور معين عبدالملك والأشقاء في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ما تحتاجه المحافظة بشكل عاجل، وأهمها في الكهرباء والصحة، بالإضافة لنقاشات مستفيضة مع الجانب الحكومي لاعتماد موازنة تنمية خاصة بالعاصمة عدن أسوة بمحافظات أخرى، تراعي خصوصيتها كعاصمة للدولة، خاصة أن عدن عانت كثيرا من غياب الميزانية التنموية". وأضاف لملس بالقول: "لا يزال الأمر قيد النقاش مع الحكومة، هناك تفهم من حيث المبدأ لكننا لا نريد العودة إلا بعد تحديد أرقام محددة تمثل المقياس الذي يمكن على ضوئه أن نقول للشارع في المحافظة: إن هذه هي إنجازات اتفاق الرياض الحقيقية التي ستلمس نتائجها الإيجابية ويمكن محاسبة كل الأطراف بناءً على ضوئها”. وعبر محافظ عدن عن ارتياحه للانفراجة التي أحدثتها آلية تسريع اتفاق تنفيذ اتفاق الرياض بين كل من الحكومة والمجلس الانتقالي، مثمناً تجاوب طرفي الاتفاق لإنجاح الآلية وتغليب المصلحة العليا للوطن والمواطن، ومعربا عن تقديره للدور الكبير لصاحب السمو الأمير خالد بن سلمان نائب وزير الدفاع في المملكة العربية السعودية وللمساعي الحثيثة والطيبة من الأشقاء في قيادة المملكة ودولة الإمارات العربية المتحدة لدعم وتحريك خارطة الطريق التي من شأنها تعزيز الجبهة الداخلية والإسهام في تطبيع الحياة وتحسين الخدمات. وأعرب لملس عن سعادته لما لمسه وسمعه من فخامة الأخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية ودولة رئيس الوزراء معين عبدالملك رئيس الحكومة التي يتم التفاوض على اختيار وزرائها حاليا وفقا للاتفاق، متمنيا أن تتكلل جهودهم الحريصة بالنجاح والسداد. وعبر لملس عن تطلعه وثقته في أن يسهم تشكيل الحكومة المقبلة في إعانة السلطة المحلية بعدن، وأن تكون خطوة متقدمة من شأنها رفع المعاناة عن أبناء العاصمة عدن وتعود بالخير على الشعب جنوبا وشمالا وبما يخدم المشروع العربي في مواجهة المؤامرات المحيطة بالمنطقة وتمتين وتوطيد العلاقة لحفظ الأمن القومي العربي بقيادة الأشقاء في التحالف. واختتم محافظ عدن تصريحه بالتأكيد على أنه يدرك أن “الاختبار الحقيقي هو في أن يلمس المواطن في عدن الفرق بين ما قبل الاتفاق وما بعده من حيث توفير الخدمات وإعادة تفعيل كافة الخدمات العامة وتوجيه الإيرادات المحلية والدعم الخارجي لما فيه مصلحة العاصمة عدن”... متمنيا أن تنجز اللقاءات مهامها في القريب العاجل من أجل العودة إلى عدن وخدمة مواطنيها.