بدأ خزان النفط العائم صافر برسم ملامح الكارثة البيئية التي ستضرب السواحل اليمنية وتمتد لتشمل كل دول المنطقة مع رصد بقعة نفطية على مقربة من الخزان الذي تعيق ميليشيا الحوثي إصلاحه وتفريغه منذ عدة أشهر. وحذرت السعودية مجلس الأمن من أن «بقعة نفطية» شوهدت على مسافة 50 كيلومتراً إلى الغرب من الناقلة المتهالكة التي تحوي 1.1 مليون برميل من الخام قبالة سواحل ميناء رأس عيسى غرب اليمن، وأن الوضع يشكل تهديدا خطيرا لكل الدول المطلة على البحر الأحمر .
وقالت مصادر يمنية ل«البيان» إن ميليشيا الحوثي وبعد مراسلات مع الأممالمتحدة فرضت شركة يديرها أحد قادتها للقيام بمهمة إصلاح الناقلة ورفضت مقترح قطرها وتفريغها.
وأوضحت المصادر أن ميليشيا الحوثي رفضت كل المقترحات التي قدمتها الأممالمتحدة وبالذات فكرة قطر الناقلة المتهالكة إلى ميناء قريب لإفراغ حمولتها ومن ثم تقييم حالتها التي يؤكد خبراء يمنيون وأمميون أنها غير قابلة للإصلاح والاستخدام إلا أن الميليشيا تريد الاحتفاظ بها لاستخدامها كدرع تحتمي خلفه عناصرها بعد أن قامت بزرع الميناء ومحيطه بالألغام والمتفجرات.
في الأثناء، طالب وزراء البيئة العرب بإجراءات عاجلة لتفادي الكارثة التي قد يتسبب فيها خزان النفط العائم قبالة سواحل البحر الأحمر «صافر» والمملوك لشركة النفط اليمنية.
وأقر الاجتماع بتكليف رئيس مجلس وزراء البيئة العرب بمخاطبة رئيس مجلس وزراء الخارجية العرب لمخاطبة الأممالمتحدة لاتخاذ إجراءات سريعة وعاجلة لإنهاء هذه الكارثة.
وأكد مجلس الوزراء العرب أن خزان «صافر» العائم يمثل أكبر كارثة بيئية في البحر الأحمر في حال تسرب النفط منه، مطالباً بضرورة تفادي هذه الكارثة بشكل عاجل. ومنذ عام 2015 ترسو قبالة ميناء رأس عيسى النفطي في محافظة الحديدة، الناقلة «صافر» التي تحتوي على كمية كبيرة من النفط الخام، ومن الممكن أن تتسبب في أكبر كارثة بيئية في البحر الأحمر في حال تسربت إلى البحر.
ولم يخضع خزان «صافر» لصيانة منذ 5 سنوات، وهو ما قد يتسبب في حدوث كارثة بيئية واقتصادية وإنسانية خطيرة تتخطى آثارها اليمن.
وشدد مجلس الوزراء العرب على ضرورة توفير الآليات المناسبة لتفادي كارثة بيئية محتملة من جراء عدم صيانة الخزان العائم، مؤكداً دعوة الدول العربية والمجتمع الدولي وممثل الأمين العام للأمم المتحدة في اليمن، للضغط على الحوثيين للسماح للجهات ذات العلاقة في الأممالمتحدة بتقييم حالة السفينة، ومن ثم صيانتها وتفريغها.
وأوضح الاجتماع حجم الجهود المبذولة في المنطقة العربية للتعامل مع المخاطر البيئية والاقتصادية المحتملة للخزان العائم صافر، وقدم جميل مطور رئيس سلطة جودة البيئة في فلسطين، رئيس الدورة، ورقة تقديرية لوضع خزان صافر تناول فيها وصف الوضع الحالي والسيناريوهات والمخاطر البيئية المتوقعة في حال تسرب النفط من الناقلة.