نشرت مجلة (نيوزويك الأمريكية) تقريرا مهماً للخبير الاقتصادي الدولي (حبيب ولد داده) وهو أحد الاقتصاديين في بورصة نيويورك ومهندس سوق الاوراق المالية السنغافورية ومتخصص دولي في بيع اكبر اصول الشركات العالمي. ويتحدث حبيب عن وضع الجنوب الاقتصادي فيقول إن: "جنوباليمن الفقير في حقيقته سوف يكون من أقوى اقتصاديات العالم، يتخطى كل الحدود الاقتصادية عالمياً، بلد يمتلك أكبر الثروات"، ناصحا الجنوبيين بنبذ خلافاتهم والتمسك بالأرض؛ فالمستقبل القريب جدا هو لصالحهم رغم التحديات الحالية"، حسب وصفه. وقال أن: "ميناء العاصمة عدن أهم ميناء استراتيجي في العالم وهو عصب شريان التجارة العالمية، فقط الأمر يتطلب وضع الميناء للمنافسة التجارية بشفافية مطلقة، وهناك العديد من دول العالم ترغب في الاستثمار في هذا العصب، (75) مليار دولار أقل العائدات، ووظائف عمل لملايين من أبنائها". وأشار ولد داده إلى أن "الجنوب العربي وموانئه وأراضيه يقع ضمن نطاق طريق الحرير، الطريق التجاري البحري والبري الجديد الذي يربط الصين بأوروبا مروراً بالجنوب العربي، وميناء البريقة ورأس عمران وباب المندب، وكذا ميناء شقرة وبالحاف وبير علي والمكلا والغيظة تعد من أكثر الموانئ أهمية على خطوط التجارة العالمية وتطل على البحر العربي والمحيط الهادي، إضافة للبحر الأحمر، وهي أفضل من موانئ الدول المجاورة كموانئ السعودية والسودان وجيبوتي والقرن الأفريقي، والاستغلال الأمثل لهذه الموانئ سوف يجعلها من أكبر محطات الترانزيت وسيتجاوز دخلها السنوي أكثر من 80 مليار دولار إذا تم استغلال الترانزيت فقط، ناهيك عن الصناعات التحويلية والتجارة الحرة وإعادة تصدير الوقود والخامات المختلفة".
موانئ وجزر واعدة وتابع "تعد جزيرة سقطرى جوهرة لم تستغل بعد في قطاعات الموانئ العالمية والترانزيت وفي المجالات التجارية والثروات الطبيعية البحرية أو في باطن الأرض، وكذلك أنشطة السياحة والزراعة ومطارات العبور الدولية". واستطرد: "موانئ البحر العربي بالإضافة إلى الامتداد الساحلي سوف يجعل هذه الموانئ بعد تطويرها من قبل المستثمرين أكبر محطات ترانزيت عالمية تضاهي شبه القارة الهندية ودول شرق آسيا وبالإمكان أن تكون محطات للبواخر التجارية العملاقة ولحاملات الطائرات من كل بقاع العالم وعند إعادة النظر في ذلك سوف يجني الجنوب من هذا ما يتجاوز عن 100 مليار سنويا مع توظيف الملايين فقط في موانئ بحر العرب". وأكمل: "نحن إلى الآن لا نتحدث عن ثروات النفط الهائلة والثروات المعدنية والثروات البحرية والزراعية والصناعية، فالاستثمار في هذه المجالات ستتدفق مليارات الدولارات على خزينة دولة الجنوب، وعند الاستثمار العالمي بمشروع مدينة النور بمنطقة باب المندب والبريقة وإنشاء جسر بري يربط عدن بدولة جيبوتي، عليكم تخيل حجم المشروعات التي ستقام بمدينة النور وحجم التبادل التجاري بين الجنوب ودول القرن الأفريقي". وأضاف: "مضيق باب المندب الذي يتسابق ويتصارع العالم عليه للحصول على منفذ بحري لتصدير النفط، وهذا في حد ذاته سيدر مليارات الدولارات لو تم الاتفاق مع دول الخليج على إنشاء خط لأنبوب ناقل للنفط (بيب لاين) يمتد من السعودية إلى بحر العرب عبر أراضي حضرموت لتجنب تهديدات وسيطرة إيران الفارسية على مضيق هرمز بالخليج العربي، وستكون حصة الجنوب بحسب الاتفاقات الدولية هي نصف أجرة النقل من موانئ النفط إلى آخر نقطة للبيب لاين، وقس على ذلك الهند وباكستان مع تركيا، وروسيا مع أوروبا، وسوريا مع العراق، هناك المليارات تحققها الدول من مرور بيب النفط والغاز عبر أراضيها في الوقت الذى سيجني الجنوب أكثر من 200 مليار دولار سنويا وهو نصف أجرة النقل من موانئ الخليج إلى ميناء التصدير في بحر العرب بالإضافة إلى طلب ملايين العاملين في مجالات التصدير والضخ وغيرها".
نفط ومعادن ومياه وعن النفط بالجنوب، قال ولد داده: "محافظاتحضرموت وشبوة وابين وغيرها من مناطق النفط ببحر عدنوبمحافظاتلحج والمهرة وسقطرى توجد بها خزان هائل من النفط والغاز يحتوي على نفط أكبر من حقول عدة دول مجتمعة بالإضافة إلى ذلك حقول النفط". وأضاف: "محافظة حضرموت ومنطقة الضالع ولحج وأبين أرض غنية جدا بمعدن الذهب؛ حيث تتراوح نسبة الذهب فيه من 1 كيلو إلى 21 طن وهي نسبة عالية بالإضافة إلى ذلك تكاد تكون المناجم سطحية مقارنة بالمناجم الأخرى، وكما أنه لا يخفى على أحد مناجم الذهب في مناطق كثيرة أخرى وهذه الثروة الهائلة مطمع كبير لدول العالم". وتابع: "توجد في هضبة حضرموت أكبر خزان مائي في جزيرة العرب وهو عبارة عن تريلونات من الأمتار المكعبة، واستغلال ذلك سيجعل من الجنوب سلة العرب الغذائية بدلاً عن السودان، وأيضاً البُن، وكذا الثروة السمكية لأن الجنوب يتمتع ببحر مفتوح وسواحل هائلة ومتنوعة فيها أنواع الأسماك الفاخرة والمختلفة والكثيرة". وعن الموقع الاستراتيجي للجنوب، قال الخبير الاقتصادي أن: "موقع الجنوب الجغرافي المتميز يعتبر مرتكز للتجارة العالمية بين الشرق والغرب وشمال وجنوب الكرة الأرضية". واختتم حديثه بالقول: "متى سيعلم ابنا الجنوب حقيقة أن وطنهم غني للغاية وغني للغاية؟ ولا يحتاج سوى تلاحم اجتماعي والابتعاد عن التنازع وسفاسف الأمور".