21 مايو 1994م هو يوم إعلان فك الارتباط عن الجمهورية العربية اليمنية وجاء هذا الإعلان بعد شهر تقريباً من إعلان الحرب الظالمة على الجنوب من قبل حكام نظام صنعاء وكان إعلان فك الارتباط من قبل القيادة الجنوبية الممثلة بالسيد الرئيس علي سالم البيض رد فعل طبيعي وشرعي وقانوني على نقض المعاهدات والمواثيق وعلى إعلان الحرب التي حطت أوزارها على الجنوب الحبيب الذي كان دولة مستقلة ذات سيادة ومعترف بها إقليمياً ودولياً قبل أربع سنوات من وحدة طوعية غدر بها نظام صنعاء. إن 22 مايو 1990م لم يأتي هبه للشماليين بل كان يوماً تاريخياً شهده العالم وتم بين دولتين مستقلتين وبموجب اتفاقيات ووثائق لا يسمح العبث بها أو مخالفتها ولهذا فإن حكام صنعاء هم المسئولون الوحيدون أمام الله ومن ثم أمام التاريخ عن هذا العمل الإجرامي الكارثي الذي وضعوا البلدين فيه.
لقد قاموا بالتحالفات والإعداد والتحضير للحرب مستفيدين من ظروف وعوامل عدة كانت حينها لصالحهم وهي أن نظام الحكم في صنعاء كان متماسكاً رسمياً وشعبياً مصحوب بفتاوى تكفيرية على الطرف الجنوبي، وكان الطرف الجهادي للعرب الأفغان حاضراً وفاعلاً بقوة في ساحات الحرب وكان الطرف الجنوبي على العكس من ذلك يعاني من صداع مستمر اصطحبه معه ولم يحسب لحجم المتغيرات على الساحة وما خلفته الصراعات السابقة من تراكمات خطيرة على مستقبل أبناء الجنوب في الوضع الجديد وهذا ما عكس نفسه في نتيجة الحرب الظالمة على الجنوب من قبل نظام صنعاء.
المهم أن فترة 19 عاماً من الظلم والقهر والإذلال هي العناوين البارزة لوحدة القوة حيث استبدل السلام بحمامات الدم التي تروي ساحات الجنوب خلال 19 عاماً مضت واستبدل الأمان بالخوف وشبع بالجوع 19 عاماً من التبلد والفتن والنهب 19 عاماً من الكذب ، والدجل، والشعوذة 19 عاماً من الحصار، والحرب 19 عاماً من الفساد ، والرشوة 19 عاماً من مصادرات الحقوق والحريات والعبث بمقدرات الوطن 19 عاماً مشاهد لا تنسى من العذاب والتنكيل 19 عاماً من الدوس على رقاب الشعب وإن قبلنا بهم مرة أخرى فنحن نستحق كل ما وقع علينا.
كل هذا مخلفات الحروب التي لا زالت تتواصل على شعب الجنوب باسم الوحدة التي لا يوجد لها أساس في الواقع؛ أن نظام عصابات صنعاء لن يتعافى من أمراضه المزمنة ولم يستجيب للعلاجات والمساعدات التي يقدمها له المجتمع الدولي لأن هذه العصابات قد هد كيانها الزمن ولن تتحمل عمليات الترميمات والترقيعات الجارية عليه ولا يمكن لها اليوم أن تحل القضايا التي صنعتها بنفسها؛ لقد انتهت ثورة التغيير بالحصان التي تعني التشجيع على مواصلة الظلم والقهر والنهب وإحلال الفوضى وهذا ما ينتظره المجتمع الدولي طبعاً من دعمه المتواصل لنظام الاحتلال، أما إذا كان جاداً بإحلال السلام والأمن والاستقرار فما عليه إلا أن ينظر لثورة شعب الجنوب السلمية التي أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك قدرتها على إدارة المجتمع والاستجابة لمتطلبات العصر وأن شعب الجنوب يعشق الحرية ويحب الأمن ويريد بناء دولة مدنية حديثة ويكون عامل رئيس في استقرار المنطقة ومن المهم التأكيد عليه أن علامات مضيئة في مسار الثورة السلمية الجنوبية وأبرزها التصالح والتسامح الذي أظهر الجنوب بزينته العظيمة التي رفعت من مكانته وقّوت ثورته واستعادت هيبته وعززت من وحدته واحتل مكانته الصحيحة في معادلة الصراعات الوجودية. ست مليونيات خاطبت العالم بمراجعة حساباته والنظر إلى الجنوب الثائر وها هي المليونية السابعة التي تتميز بأن الدعوة إليها هي من السيد الرئيس علي سالم البيض وهذا يعني التأكيد على الإعلان التاريخي في 21 مايو 1994م لفك الارتباط وهذا الخيار لا بديل عنه في عام 2013م.
سقوط الشكوك التي تقلل من شرعية علي سالم البيض كرئيس شرعي للجنوب تحديد طرق التفاوض والحوار في المستقبل مع من.؟
ووقف السباق والاستهتار بالتمثيل الشعبي والتأكيد على وحدة الصف الجنوبي والتلاحم الشعبي العظيم الذي لم يسبق له مثيل في تاريخ الجنوب.