يبدو أنه لم يعد بمقدور قيادات السلطة المحلية والأجهزة الأمنية ولا الحراك واللجان الشعبية في ردفان بمحافظة لحج القيام بدورها في وضع حد للمعاناة التي يرزح تحت وطأتها العشرات من التجار والمواطنين البسطاء من أبناء المحافظات الشمالية العاملين في مدينة الحبيلين كبرى مدن رباعيات ردفان والذين ماتزال محالهم التجارية مغلقة ومصالحهم معطلة منذ انطلاق الهبة الشعبية في العشرين من ديسمبر من العام الماضي , كما لم يعد بمقدورهم ضمان عدم حدوث أي ردود أفعال قد يقدم عليها مواطنون من ابناء المحافظات الشمالية جراء تعرض مصالح أقاربهم وذويهم للأذى ومصادر دخل إعالة أسرهم للتوقف تبدو مؤشراتها وبوادرها تلوح في الأفق , إضافة إلى كل ذالك فأن عجز قيادات السلطة المحلية والأمن والحراك واللجان الشعبية وشيوخ القبائل عن إيقاف تلك الأعمال والممارسات سوف يعطي مبرراً لقوات الجيش للتدخل والعودة إلى فرض حصارها على المدينة واقتحامها إن لزم الأمر لحماية المواطنين وملاحقة المسلحين الذين عجزت السلطات المحلية والأمن واللجان الشعبية عن إيقافهم عن ممارسة أعمال التنكيل والتهديد وإجبار المواطنين والتجار من ابناء المحافظات الشمالية على إغلاق محالهم التجارية بقوة السلاح وهي الأعمال والممارسات التي أعلنت قيادات الحراك الجنوبي في المنطقة رفضها لها وأعلنت بأن الحراك لا صلة له بمن يمارسون تلك الأعمال التي اعتبرتها منافية لأخلاقيات ومبادئ الثورة السلمية الجنوبية . استئناف معرقل : وعلى إثر دعوات أطلقتها منتصف الأسبوع الماضي قيادات الحراك الجنوبي والسلطة المحلية واللجان الشعبية وبعضاً من شيوخ القبائل للتجار من أبناء المحافظات الشمالية بالعودة إلى ممارسة نشاطهم التجاري وفتح محالهم وممارسة حياتهم الطبيعية في مدينة الحبيلين فقد سارع أمس البعض من التجار واصحاب الأكشاك المغلقة بفتح محلاتهم وممارسة نشاطهم التجاري . وقال قائد اللجان الشعبية في ردفان الشيخ علي بارجيلة في تصريح خاص ل"أخبار اليوم" بأن اللجان الشعبية وبالتعاون مع كل الشرفاء من أبناء ردفان قد قاموا صباح اليوم (أمس) بالإشراف على عملية فتح المحال التجارية التي يعمل فيها تجار ومواطنين من أبناء المحافظات الشمالية والتي تم إغلاقها اثناء انطلاق الهبة الشعبية في ال(20) من ديسمبر من العام الماضي . وأوضح الشيخ بارجيلة بان البعض من المواطنون والتجار المنتمين إلى المحافظات الشمالية قد بدءوا صباح أمس وبشكل تدريجي باستئناف نشاطهم التجاري ومزاولة عملهم في مدينة الحبيلين , مشيراً إلى وجود بعض العراقيل التي قال بان البعض من الشباب وكذالك البعض من التجار من ابناء المحافظات الشمالية يختلقونها لأغراض خاصة بهم , مؤكداً بأن اللجان الشعبية وكافة الشرفاء من أبناء ردفان سوف يواصلون حملتهم في حماية وتأمين عودة المواطنين والتجاور لمزاولة عملهم ونشاطهم التجاري , داعياً في الوقت ذاته أصحاب المحلات التجارية من أبناء المحافظات الشمالية الذين غادروا المدينة إلى العودة لفتح محالهم التجارية واستئناف نشاطهم التجاري في المدينة . وتستمر المعاناة معاناة المواطنين والتجار من أبناء المحافظات الشمالية العاملين في مدينة الحبيلين لن تتوقف بمجرد السماح لهم بفتح محالهم التجارية ومزاولة نشاطهم التجاري بل أنها سوف تستمر لعدة أشهر بسبب ما لحق بهم من أضرار وخسائر مالية طائلة جراء التوقف القسري عن مزاولة نشاطهم التجاري والممتد لأكثر من أربعة أشهر تحملوا خلالها دفع إيجارات السكن والمحلات التجارية إضافة إلى تعرض بضائعهم للتلف فيما تعرضت محلات وبسطات البعض منهم للبسط والتخريب . وتلقت "أخبار اليوم" سيلاً من الاتصالات الهاتفية من عدد كبير من المواطنين والتجار من أبناء المحافظات الشمالية المتضررين من الإيقاف القسري لهم عن مزاولة نشاطهم التجاري في مدينة الحبيلين – ناشدوا خلالها الجهات المختصة في السلطة بتعويضهم عما لحق بهم من خسائر مادية ومعنوية وفقدان البعض منهم لمصدر رزقهم طوال أربعة أشهر وأكثر لم تقم السلطة خلالها بواجبها في رفع الظلم عنهم وإنصافهم , مؤكدين بأن الغالبية منهم وحتى مساء الاثنين لم يتمكنوا من فتح محلاتهم التجارية في المدينة خوفاً من أي اعتداءات قد تطالهم خاصة في ضل ماتشهده المدينة من انفلات أمني وانتشار للكثير من المسلحين .