ليس بالمستغرب ان تحشد قوات الجيش اليمني قواتها وآلياتها العسكرية بما فيها الطائرات لضرب منطقة من مناطق الجنوب إو أي مقاومة مسلحة تدافع عن أرضها أو تطالب بأبسط حقوقها في أي منطقة من مناطق الجنوب في الوقت الذي لا تتورع فيه من تسليم معسكراتها بكل عدتها وعتادها دون إطلاق رصاصة واحدة أمام من أعلنوا تمردهم عن الدولة في المحافظات الشمالية وأشهروا أسلحتهم بوجهها حتى وصلوا إلى القصر الرئاسي . تفاصيل التصعيد والمواجهات في ملاح ردفان منذ أخلت قوات الجيش مواقعها في منطقة "البويبين" الواقعة بين مديريتي الملاح والحبيلين بردفان بمحافظة لحج يوم الأربعاء الماضي وسيطرة مسلحين من أبناء المنطقة على تلك المواقع رغم خلوها من أي أسلحة أو معدات ثقيلة أو حديثة كما جرى الترويج لها عدا بعض الأسلحة البسيطة شهدت المنطقة تصعيداً عسكرياً غير مسبوق بلغ ذروته فجر الجمعة حين فرض مسلحون حصاراً على موقع الكتيبة العسكرية المرابطة شرقي عاصمة مديرية الملاح لتدخل فيه المنطقة مرحلة جديدة من مراحل الصراع والعنف والأقتتال والذي كان لأبناء ردفان جولات وصولات مع قوات الجيش قدموا خلالها قوافل من الشهداء والجرحى واضرار بالمنازل والممتلكات لاتزال قائمة حتى اللحظة لتكون شاهداً من شواهد التاريخ على مدى عنجهية وصلف قوات نظام امتهن التلذذ بدماء وأشلاء الجنوبيين المطالبين باستعادة دولتهم . تعزيزات عسكرية وقصف بالدبابات والمدفعية وتحليق للطيران منذ ساعات الصباح الأولى من فجر الجمعة وبعد مرور حوالي "24" ساعة على الحصار الذي فرضته عناصر "المقاومة الشعبية" على موقع الكتيبة العسكرية التابعة للواء "201" المتمركز في منطقة العند شهدت المنطقة تصعيدا عسكرياً غير مسبوق واشتباكات مسلحة دخلت المنطقة على إثرها مرحلة جديدة من مراحل أعمال العنف والاقتتال . طائرات حربية تحلق على علو منخفض تفتح جدار الصوت فوق مناطق مأهولة بالسكان , قصف بالمدفعية والدبابات والدوشكا وإطلاق للنار بأسلحة خفيفة ومتوسطة , تعزيزات عسكرية مكونة من قاذفات للصواريخ وعربات مدفعية وكاتيوشا وعربات محملة بعشرات الجنود تغادر مقر اللواء "201" متجهة صوب مديرية الملاح لمواجهة من تصفهم قيادة اللواء ب"الخارجين عن النظام والقانون" , غير انها لم تتمكن من الوصول إلى المنطقة وتمركزت في منطقة بلة القريبة من مواقع المواجهات في الوقت الذي شوهد المئات من المسلحين القبليين يتوافدون إلى مديرية الملاح من كافة مديريات ردفان ويافع والضالع للانضمام إلى جموع المسلحين في قتالهم ضد قوات الجيش . وتحولت منطقة الملاح إلى ساحة للمعارك والقتال بين العشرات من شباب من يطلقون على انفسهم اسم "شباب المقاومة الجنوبية" بأسلحتهم التقليدية وقوات الكتيبة العسكرية التي تمتلك الدبابات والمدفعية والأطقم العسكرية وسط مخاوف من توسع دائرة المواجهات أو أن تطال قذائف المدفعية والدبابات مناطق سكنية مأهولة بالسكان خاصة بعد سقوط بعضاً من تلك القذائف ظهر الجمعة بالقرب من مناطق سكنية مثيرة حالة من الخوف والفزع في نفوس السكان , ولم تسجل حتى اللحظة سقوط ضحايا من الطرفين عدا إصابة واحدة بين شباب المقاومة بشظايا قذيفة مدفعية وصفت بالمتوسطة . "3" شهداء و "4" جرحى من المدنيين حصيلة الاجتياح يوم أمس السبت ومع بزوغ الفجر وبحسب مصادر مؤكدة ل"الأمناء" أصدرت قيادات عسكرية بالتنسيق مع قيادة المحافظة توجيهات لقوات الجيش المتمركزة في سائلة بلة بتنفيذ اجتياح عسكري لمديرية الملاح لاستعادة هيبة الدولة المفقودة وفرض هيبة المؤسسة العسكرية لفك الحصار عن موقع كتيبة عسكرية لا يتجاوز عدد الجنود المرابطون فيها "30" جندي يطالب أبناء ردفان منهم إخلاء الموقع والمغادرة بسلام وبأسلحتهم الشخصية غير أن لغة الانتقام والحقد على أبناء ردفان خاصة والجنوب عامة قد دفعت بتلك القيادات والتي للأسف الشديد بأن البعض منهم ينتمون إلى الجنوب إلى إصدار التوجيهات بتنفيذ الاجتياح العسكري ومواجهة وقتال شبان لا يتجاوز عددهم العشرات يحملون الأسلحة التقليدية الخفيفة , حيث شنت قوات الجيش المعززة بالأطقم والمدرعات وعشرات الجنود هجوما مباغتاً على مدينة الملاح متزامناً مع قصف عشوائي لمحيط المدينة وبعض القرى والمناطق القريبة من عاصمة المديرية الملاح , وبحسب شهود عيان فقد قام الجنود المشاركون في عملية الاجتياح وبنشوة المنتصر بإطلاق الرصاص الحي من أسلحتهم الشخصية وسلاح الدوشكا على كل ماهو حي أو أي جسم يتحرك وكانت حصيلة ذلك التهور سقوط "3" شهداء و "4" جرحى جميعهم من المدنيين , وبحسب مراسل "الأمناء" في ردفان الزميل رائد الغزالي فقد أطلقت قوات الجيش على سيارة كان على متنها مواطنين قادمة من منطقة السرايا وكانت في طريقها إلى مدينة الملاح وسيارة أخرى كان ايضا على متنها مواطنين مما أدى إلى استشهاد كل من علوي محمد محسن عبدالرحمن من الملاح , ومروان فضل القرد من أبناء منطقة الجدعاء 25 عام , ويسلم عبدالله علوي اليافعي من أبناء الحد يافع وجرحى اربعة آخرين بإصابات مختلفة . وأعادة قوات الجيش سيطرتها على مبنى المجمع الحكومي الذي كانت تتمركز فيه قوات عسكرية تابعة للواء "ابو عوجاء" والتي انسحبت منه العام الماضي وفقا لاتفاق ابرم بين قيادات السلطة المحلية والمشايخ والحراك وقيادات الجيش , كما تمكنت قوات الجيش من فك الحصار على الكتيبة التي كان مسلحون يفرضون حصارهم عليها منذ مساء الأربعاء وانسحاب المسلحين إلى المواقع العسكرية التي سيطروا عليها الأسبوع الماضي في منطقة البويبين , وتقوم قوات الجيش ومنذ الصباح بقصف متقطع للمواقع التي يتحصن فيها المسلحون والجبال المحيطة بالمدينة والمتاخمة للمناطق المأهولة بالسكان . المجيدي يبرر الاجتياح ويتوعد محافظ لحج، أحمد عبد الله المجيدي برر عملية الاجتياح العسكري لمديرية الملاح قائلاً بأن تلك المجاميع المسلحة التي تحاصر الكتيبة العسكرية في الملاح والتي قال بأنها تثير الفتنة ووصفها ب" الخارجة عن القانون" تتلقى دعماً من جهات خارجية وداخلية تدفع بها وتمولها بهدف افتعال المشاكل في ردفان. وأضاف : "إن المسلحين الذين حاصروا السرية العسكرية في مدينة الملاح قدموا من خارج مديريات ردفان، التي يرفض أبناؤها الأعمال الخارجة عن القانون". وعزا المجيدي محاصرة المجاميع المسلحة لأفراد السرية المتواجدة في القطاع العسكري لمديرية ردفان منذ أربعة أيام، إلى النزعة المناطقية، التي قال إنها تولدت لدى تلك المجاميع . وأضاف المجيدي : ان استمرار محاصرة السرية من قبل المجاميع المسلحة ستزيد الوضع تعقيداً وسيخلق قتالاً بين أبناء الجنوب باعتبار الجنود، الذين يجري محاصرتهم وهم من أبناء الصبيحة والحواشب والضنابر ومن الحبيلين بمحافظة لحج أبرياء ولم يقوموا بالاعتداء على المهاجمين . وحذر المجيدي من أن قيام المجاميع المسلحة بمحاصرة السرية في الملاح يعد تمهيداً لدخول العناصر الإرهابية، مشيراً إلى أن الجنود في سرية الملاح قاموا بحفر قبورهم داخل السرية للدفاع عن أنفسهم لمواجهة أي هجوم يتعرضون له. مشايخ ردفان : نحمل المجيدي المسئولية الكاملة وحمل مشايخ وأعيان ووجهاء مديريات ردفان الأربع قيادات محافظي لحجوعدن وقائد المنطقة العسكرية الرابعة المسئولية الكاملة عن هذه التداعيات والأحداث التي تشهدها ردفان .وقالوا في بيان صادر عنهم بأن اللجنة الأمنية ممثلة بمحافظ لحج احمد المجيدي ومحافظ عدن عبدالعزيز بن حبتور وقائد المنطقة الرابعة وقائد معسكر العند مرزوق الصيادي يتحملون مسؤولية ما يجري اليوم من قصف لقرى ومناطق ردفان بشكل عشوائي براجمات الصواريخ والمدفعية من معسكر العند والكتائب المتواجدة في سائلة بلة وتحليق الطيران الحربي , مؤكدين بأن شيوخ القبائل لن يكونوا إلا في صفوف أبناء ردفان بل وسيكونون في مقدمة الصفوف للتصدي لأي حملات عسكرية يجري التحضير لارسالها الى ردفان . وأضاف البيان : ان محافظ لحج ومحافظ عدن وقيادات ما يعرف ب"أقليم عدن" اصدروا بيان قبل ايام بعدم تحرك الجيش الا بناءً على تعليماتهم , وتساءلوا بالقول : هل ما يتم اليوم في ردفان هو بناء على تعليماتهم ؟ أم أن هناك ما يدور من خلف الستار ؟. الخبجي : الجيش اليمني أسد في الجنوب وفي الشمال نعامة القيادي البارز في الحراك الجنوبي الدكتور ناصر الخبجي قال : " بأن ما يجري في الملاح يأتي ضمن مخطط مدروس الغرض منه زرع عناصر الإرهاب في منطقة (ردفان - يافع - الضالع " ثم عزل هذه المناطق عن عاصمة الجنوب عدن وفي نفس الوقت محاصرة ثورة شعب الجنوب السلمية في مناطق نفوذ الثورة . وكشف الخبجي في تصريح صحفي تلقت "الأمناء" نسخة منه حقيقة مايدور في الملاح والأسباب التي دفعت إلى تفجير الوضع وقال :ما جرى من خلاف بين قيادة وأفراد الكتيبة في (منطقة الملاح ردفان ...المنطقة التي تربط مديريات ردفان بمحافظة أبين - وردفان بعاصمة الجنوب ) كانت البداية عندما رفض عدد من الجنود تعليمات قيادتهم بتسليم الكتيبة ومعداتها لعناصر الإرهاب وبعد أن عجزت المجموعة عن مقاومة تلك المؤامرة قامت بابلاغ شباب وأهالي المنطقة الذين كان لهم الشرف في التحرك السريع والتصدي لذلك العبث وقرروا أن يفرضوا طوق أمني على المنطقة والكتيبة ، للضغط على تلك القيادات المعتوهة ان تتراجع عن قرارها من تسليم الكتيبة ومعداتها لانصار الشريعة بدلاً من تسليمها لابناء المنطقة حتى يمنعوا تسلل عناصر الإرهاب إلى مناطقهم ، وكانت المفاجئة إرسال تعزيزات عسكرية إلى منطقة الملاح ورافق ذلك قصف مدفعي صاروخي وتحليق الطيران الحربي ، بينما هناك في الشمال معسكرات ووحدات قتالية بالكامل تسقط بيد عصابات وقبائل دون ايه مقاومة تذكر وينطبق على ذلك المثل (أسد في الجنوب وفي الشمال نعامة)" . وأكد الخبجي بأن : ردفان لن تخضع ...ولن تركع إلا لله سبحانه وتعالى . .. وأن على تلك القوات ومن تقف خلفها أن تتوقف عن تدمير الأرض والإنسان وان تدرك بأن مخططاتها باتت مكشوفة وعملية تصدير الإرهاب مرفوضه ، ولن تمر وأضاف بالقول : ستجدون مقاومة شعبية لا مثيل لها، تتصدى لقواتكم وللأجسام القريبة التي تحاولون زراعتها في بيئة طاردة لاتقبل وجودها وتقاومها بكل ما تستطيع وتملك من إمكانية "حسب قوله". جهود محلية وحلول هشة لإيقاف المواجهات في الوقت الذي ماتزال فيه المواجهات مستمرة فإن ثمة جهود ومساع يبذلها عدد من الشخصيات القبلية والمسئولين من ابناء ردفان لإيقاف المواجهات المسلحة والحيلولة دون سقوط ضحايا من الطرفين أو من المدنيين من خلال وضع الحلول والمقترحات لدى قيادة المحافظة وقيادة المنطقة العسكرية الرابعة والتي تضمن إخلاء القوات العسكرية من مواقعها أو تسليمها لقيادات عسكرية من أبناء ردفان , وبهذا الصدد علمت "الأمناء" بأن قيادة المنطقة العسكرية قد أصدرت توجيهات لقائد اللواء "201" بإصدار قرار بتغيير قائد الكتيبة العسكرية المرابطة غربي مدينة الحبيلين والتي يفرض المسلحين عليها حصارا عسكريا منذ اسبوع والذي ينتمي إلى المحافظات الشمالية وتكليف ضابط برتبة عقيد ينتمي إلى ردفان تحتفظ "الأمناء" باسمه قائدا للكتيبة في الوقت الذي تجري فيه المشاورات لتعيين قائدا اخر من ابناء مديرية الملاح للكتيبة العسكرية المرابطة في المديرية واستبدال جميع الجنود في الكتيبتين المنتمين إلى المحافظات الشمالية بجنود من أبناء الجنوب .