ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي على غزة إلى 55,908 شهيدا و 131,138 مصابا    الرهوي يشيد بجهود وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية    نجم مانشستر سيتي في طريقه للدوري التركي    الطوارئ الإيرانية: إصابة 14 من طواقم الإسعاف وتضرر 7 سيارات جراء العدوان الصهيوني    السلطات الإيرانية تقبض على جاسوس أجنبي للموساد في يزد    ليفاندوفسكي يحدد وجهته بعد حقبة برشلونة    تقرير دولي يحذر من عودة قوات صنعاء لهجماتها البحرية في حال توسع الصراع الإيراني الإسرائيلي    الشغدري يتفقّد مشاريع خدمية في دمت بالضالع    وزيرالكهرباء ومحافظ المحويت يناقشان أوضاع مشاريع المياه والصرف الصحي    تشيلسي يقترب من إبرام صفقة مؤجلة    إخماد حريق في منزل بمنطقة شملان    تفكيك عبوة ناسفة إلكترونية لشبكة تجسس صهيونية غرب طهران    الصهاينة يشكون التكتيكات الإيرانية ويصفونها بحرب استنزاف    اسعار الذهب في صنعاء وعدن السبت 21 يونيو/حزيران 2025    رئيس الوزراء يناقش مع وزير العدل مستوى تنفيذ خطة الأولويات العاجلة    نقاط تقطع مسلحة للحرابة ودعوة المتحاربين إلى حضرموت    الترجي التونسي يهدي العرب أول انتصار في كأس العالم للأندية 2025    عن "حروب الانهاك والتدمير الذاتي واهدافها"    فساد الاشراف الهندسي وغياب الرقابة الرسمية .. حفر صنعاء تبتلع السيارات    الاتحاد الأوروبي يقدّم منحة مالية لدعم خدمات الصحة الإنجابية في اليمن    على مركب الأبقار… حين يصبح البحر أرحم من اليابسة    من يومياتي في أمريكا .. بين مر وأمر منه    بين حروف الرازحي.. رحلة الى عمق النفس اليمني    قصر شبام.. أهم مباني ومقر الحكم    البحسني يكشف عن مشروع صندوق حضرموت الإنمائي    مقتل عريس في صنعاء بعد أيام من اختطافه    هل أعداء الجنوب يلبسون طاقية الإخفاء    الأرصاد يتوقع هطول امطار على بعض المرتفعات ورياح شديدة على سقطرى ويحذر من الاجواء الحارة    مليشيا درع الوطن تنهب المسافرين بالوديعة    شبكة حقوقية تدين إحراق مليشيا الحوثي مزارع مواطنين شمال الضالع    بوتين: روسيا تبني لإيران مفاعلين نوويين إضافيين في بوشهر    علي ناصر يؤكد دوام تآمره على الجنوب    بقيادة كين وأوليسيه.. البايرن يحلق إلى ثمن النهائي    الأحوال الجوية تعطل 4 مواجهات مونديالية    حشوام يستقبل الأولمبي اليمني في معسر مأرب    صنعاء .. موظفو اليمنية يكشفون عن فساد في الشركة ويطالبون بتشكيل لجنة تحقيق ومحاسبة جحاف    هذا أنا .. وفي اليمن روحي    «أبو الحب» يعيد بسمة إلى الغناء    قبل أن يتجاوزنا الآخرون    بين ملحمة "الرجل الحوت" وشذرات "من أول رائحة"    علي ناصر محمد أمدّ الله في عمره ليفضح نفسه بلسانه    الأمم المتحدة تقلّص خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن وسط تراجع كبير في التمويل    كارثة كهرباء عدن مستمرة.. وعود حكومية تبخرّت مع ارتفاع درجة الحرارة    الذهب في طريقه لتكبد خسائر أسبوعية    المبرّر حرب ايران وإسرائيل.. ارتفاع أسعار الوقود في عدن    ديدان "سامّة" تغزو ولاية أمريكية وتثير ذعر السكان    نجاح أول عملية زرع قلب دون الحاجة إلى شق الصدر أو كسر عظم القص    نتائج الصف التاسع..!    حين يُسلب المسلم العربي حقه باسم القدر    كأس العالم للاندية : ميسي يقود انتر ميامي لفوز ثمين على بورتو    فعاليتان للإصلاحية المركزية ومركز الحجز الاحتياطي بإب بيوم الولاية    جماعة الإخوان الوجه الحقيقي للفوضى والتطرف.. مقاولو خراب وتشييد مقابر    كيف تواجه الأمة الإسلامية واقعها اليوم (2)    الخطوط الجوية اليمنية... شريان وطن لا يحتمل الخلاف    الصبر مختبر العظمة    شرب الشاي بعد الطعام يهدد صحتك!    الصحة العالمية: اليمن الثانية إقليميا والخامسة عالميا في الإصابة بالكوليرا    وزير الصحة يترأس اجتماعا موسعا ويقر حزمة إجراءات لاحتواء الوضع الوبائ    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بحاح: الحوثيون وصالح جزء من التطرف والأيام المقبلة ستشهد تحدي كبير مع «القاعدة» و«داعش»
نشر في حياة عدن يوم 05 - 11 - 2015

قال نائب الرئيس اليمني ورئيس الحكومة خالد بحاح إن من مسؤولية حكومته مواجهة أي تطرف سواء ذلك الذي يقوده الحوثيون وصالح، أم تنظيم القاعدة وداعش، وبكل الوسائل بها فيها وسيلة العمل العسكري.

وفي حوار أجرته صحيفة «الرياض»، تحدث بحاح عن حوار جنيف 2 وقال إن الدخول في الحرب أصلاً كان اضطراراً، بهدف إعادة كل الأطراف إلى طاولة الحوار.

وأرجع بحاح السبب في عدم بقاء الحكومة بمحافظة عدن، إلى الظروف التي تعيشها المدينة، وقال إنها لم تكن مفاجئة، وهي جزء مما يعانيه المواطن العادي بشكل يومي، لكنه قال إنهم فضلوا العودة إلى الرياض للبحث عن خيارات آمنة.

وفي إطار اتهام نائب الرئيس لصالح بالإسهام في وصول الحوثيين من معقلهم بمحافظة صعدة إلى العاصمة، قال أيضاً أن هناك من ساهم في ذلك بالتخاذل «وسنترك ذلك للتأريخ، فسوف يكتب كل ذلك في وقت قريب».

نص الحوار:
حاورته: أسمهان الغامدي

- زرت عدن مؤخرا فكيف كانت الأوضاع هناك صعيد الأرض ؟
*امتدت زيارة الحكومة لمدينة عدن مايقارب أربعة أسابيع، فكانت مهمتنا في اطار تطبيع الحياة في المناطق المحررة بعد الجهد الكبير الذي بذلوه الأشقاء في دول مجلس التعاون لدعم الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، ولله الحمد كانت النتائج طيبة وكانت بدايتها في عدن التي بدأنا بها في إطار عمل نموذجي نبني المدينة عليه ونستنسخه في باقي المدن اليمنية أجمع، وكانت الخطوات عملية وليست سهلة على اعتبار أن هذه المدينة مرت في مرحلة صعبة وفي حالة احتراب دام لأشهر حتى انقطعت السبل عنها حتى الوصول لها بريا وبحريا وجويا، فقد عانت المدينة في أصعب مراحلها على مدى سنوات طويلة ولكن طبيعة الناس طبيعة حية مدنية مقاومة مكنتهم من أن ينجحوا في إعادة الحياة بشكلها التدريجي على الرغم من كل التدمير الذي لحق بها من ناحية البنية التحتية والتدمير النفسي الذي حصل لها، ولكنها لا تزال بحاجة إلى مزيد من الوقت لتستعيد وضعها الطبيعي.

كما أننا عملنا بشكل مكثف خلال وجود غالبية الحكومة في إحدى المقرات التي تم تجهيزها كمقر مؤقت للحكومة، وكنا على تواصل مباشر ومستمر مع الأشقاء في قوات التحالف، حتى بدأت تنتعش الحياة من ثم اتجهنا للقطاعات المختلفة وكان قطاع الصحة بالنسبة لنا أولوية ومن ثم التعليم الذي انعشناه خاصة في مراحله الأساسية ثم قبل مغادرتنا بأربعة أيام كان من المفترض أن تفتح جامعة عدن والحمدلله افتتحت، فكان تركيزنا وقت زيارتنا لعدن هو تطبيع الحياة بشكلها المجمل

سحب الحكومة من عدن
- لكن هناك من يرى أن عودة الحكومة اليمنية إلى العاصمة الرياض المقر المؤقت لاقامتها كان بسبب الاعتداء الذي استهدف الحكومة في عدن، فهل هذا هو السبب؟
*ما حصل هو ظرف طبيعي أمني فنحن نعرف أننا لم نذهب إلى عدن للنزهة، وما واجهناه يعتبر جزء بسيط مما واجهه المواطن العادي في الشارع في فترات سابقة، حتى أصبح المواطن البسيط يعرف أنواع الأسلحة جميعها بل وسمع أصوات الأسلحة بأنواعها وبات يميز كل نوع، والأستهداف المؤسف الذي حصل لمقر الحكومة المؤقت في عدن، عمل نوع من الارباك الأولي خاصة وأن أغلب المقرات الحكومية والفنادق ضُربت في فترة الحرب.

فأصبحت عملية البديل لتواجد الحكومة في مكان ما صعبة في ظل تلك الظروف، فحاولنا البقاء بعد الضربة عدة أيام ولم نغادرها واستمرينا لمدة ثلاثة أيام مابين الدخول والخروج في مناطق آمنة ولكن فضلنا العودة إلى الرياض المقر المؤقت للحكومة من أجل التفكير وإيجاد حلول من الناحية الأمنية.

فرئاسة الجمهورية والحكومة هي رمز الدولة وعلينا ألا نغامر بها، ويجب أن نعطي الجانب الأمني أكثر أهميته البالغة بعد ظهور القاعدة والمتطرفين كعنصر آخر في القضية اليمنية إلى جانب الحوثيين، مما أعطى بُعد آخر وجديد للتعامل على أرض الواقع ولذلك سحبنا الحكومة بشكلها المؤقت فقط من اجل استعادة الاستراتيجية الأمنية وكذلك ايجاد بديل لمقر الحكومة القادم بإذن الله.

- بعد دخول القاعدة في المشهد هل تم التخاطب مع قوات التحالف بشأن توجيه ضربات استباقية للحوثيين والقاعدة في وقت واحد خاصة بعد الحادثة الأخيرة؟
*اليمن كان جزءاً من المجتمع الدولي في محاربة التطرف بكل أنواعه، ثم جاء الدخيل الآخر وهم الحوثيين الذين هم جزء من هذا التطرف، وعلى الرغم من انشغال المجتمع في فترة معينة في معركة الحوثيين وصالح إلا أن حرب التعاون مع التطرف اجمالا هي حرب مؤجلة، فبدأوا هذه الحرب مرة أخرى والبداية كانت مع الحكومة واعتقد أن الاتجاه الآن مزدوج بمعنى أن يتم في اطار محاربة الحوثيين وصالح وكذلك التركيز بشكل كامل على العناصر والكيانات المتطرفة في اليمن بشكل أجمع، وخاصة بعد ماحدث في مدينة عدن الذي لن يمر مرور الكرام، فلدينا تحدي في عدن وتحدي كذلك في المكلا عاصمة حضرموت واعتقد أن الأيام والأسابيع المقبلة ستشهد تحدي كبير مع من يسمي نفسه القاعدة أو داعش، وكل من يتجه في اتجاه التطرف اللاسلمي فالحكومة من مسؤوليتها أن تتعامل مع هذه الجهات بكل الطرق بما فيها الجانب العسكري.

الحرب من اجل السلام
- نعلم بأن اليمن يمر الآن بمرحلة جديدة وهي الدخول في دائرة التشاور مع الانقلابيين من خلال (جنيف2)، فما هي الخطة البديلة للحكومة في حال عدم انعقاد المؤتمر لتطبيق قرار مجلس الأمن 2216، وهل سيظل القرار مجمداً لحين قبول المتمردين بالتشاور مع الحكومة؟
*دائما نقول بأن الحوار من أجل السلام، وبعض الأحيان نضطر أن تكون الحروب من أجل السلام، فنحن خضنا الحوار من أجل السلام في الداخل ولم ينجح هذا المشروع الوطني من خلال مؤتمر الحوار الوطني بكل مخرجاته إلى أن وصلنا إلى الدستور، وكنا في إطارالحوار السلمي الذي للأسف انحرف في فترة معنية مما اضطرنا إلى أن ندخل في عملية عسكرية بعد عملية الانقلاب الذي احدثها مليشيا الحوثي صالح من أجل اعادة المسار السلمي، فهذا هو الاتجاه الرئيسي للحكومة، فحتى الحرب التي قامت ليست بناء على رغبة كل من ساهم فيها ولكنها جاءت لهدف نبيل وهو أن يعود اليمن بمكوناته على طاولة الحوار، وأن نعالج مشاكل اليمنيين التراكمية بالحوار وهو الحل الوحيد، فلا نستطيع أن نحمل السلاح ضد بعضنا البعض، واعتقد أن رسالة قوات التحالف كانت واضحة وهو أن يكون هذا المسار في الإطار السلمي وللأسف تمنينا في الأشهر الماضية ألا يدخل اليمن في هذا المنحنى ولكن هذا الانقلاب الذي حصل اضطرنا أن نطلب التدخل العسكري من دول التحالف لاعادة المسار لسياقه السلمي.

تمنينا أن يكون اتجهنا في هذا المسار من اليوم الأول من بدأ العمليات العسكرية فليس ضعفا أن نعود الى المسار السلمي، ولكن للأسف الحوثيين وصالح لم يكونوا واعين لذلك وكان لديهم نوع من النزق السياسي دعاهم للإستمرا في عبثهم العسكري الذي أوصلنا إلى تحطيم بنية تحتية عسكرية بنيت على مدى سنوات طويلة لم نتمنى أن نفقدها نتيجة تصرفات فردية وأطماع سياسية متهورة.الآن لدينا فرصة أخرى من خلال المشاورات المقبلة، فنحن بدأنا في مرحلة سابقة في جنيف، وكانت فرصة تمنينا أن يكتب لها النجاح التام، لكن من حضرمن الانقلابيين لم يحضر بنوايا صادقة ولكنه حضر من أجل العبث واستهلال الوقت وفي الغالب هم كانوا مسيطرين على مناطق كثيرة بما فيها عدن ومناطق أخرى.

الآن تحول المسار العسكري، وعلى ذلك نحن لا نتعامل على أساس أن هناك نصر وخسارة، فنحن نريد أن نصل إلى الوطن وليس الأطراف، نحن نقول أن الوطن انتصر بتحرير الكثير من المناطق سواء من خلال الجانب العسكري أو السلمي، فالهدف الرئيس هو عودة شرعية الدولة التي لا يمثلها أفراد بل تمثلها سيادة وطن، قدمنا الآن الفرصة للمرة الثانية، والحكومة وجهت عبر فخامة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي ردا كتابيا إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بأننا مستعدون للتشاور بما يؤدي لتنفيذ قرار مجلس الأمن 2216 الذي يعد بمثابة خارطة الطريق للوصول إلى المرحلة السلمية.

الأسس واضحة
- كأنك تقول بأن المنفذ الوحيد هو الدخول لدائرة التشاور، فلماذا هذا التخاذل في التطبيق أمام القرار الأممي الذي تملكه الحكومة الشرعية؟
*اليمن بدأ المشوار منذ عام 2011م، فالأشقاء في المملكة كانت مبادرتهم هي الأساس في اطار ارساء العملية السلمية في اليمن من خلال المبادرة الخليجية التي أسست لذلك، وللأسف لم نتلقفها ثم اتجهنا إلى البرنامج التنفيذي لعملية المبادرة الخليجية، ثم دخلنا في اطار مرحلة الحوار الوطني وكان حوارا وطنيا مدعوما من الأمم المتحدة ولكنه على قاعدة اساسية وهي قاعدة المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ثم انتقلنا إلى مسودة الدستور التي تأتي امتداد للمبادرة الخليجية، فنسير نحن في وضع تراكمي ابتداء من المبادرة الخليجية التي صيغت بدعم كبير من الأشقاء في المملكة العربية السعودية في اطار آليتها التنفيذية وتحت مظلة الحوار الوطني ومسودة الدستور حتى اتجهنا إلى الحرب وهذا التحالف الذي دخلنا فيه بقيادة السعودية، الآن بعد كل ذلك أصبح لدينا قاعدة ننطلق منها في أي موضوع تشاوري، فلسنا بصدد بناء أسس جديدة، فالأسس والمرتكزات واضحة وعلينا أن نعتمد فقط على هذه الأسس بما فيها القرارات الدولية، وفي أى عملية تشاور نحن نتجه إلى عملية التنفيذ حول ما تبقى من المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومسودة الدستور وكذلك ماتم مؤخرا من قرارات دولية التي أساسها قرار مجلس الأمن 2216 فالتشاور يصب في هذه المرتكزات الثلاث.

توحيد الجبهة الداخلية
- لكن هناك من يعتقد بأن السبب في تراجع الحوثيين ( المعلن من خلال الناطق الرسمي لهم) عن الدخول في دائرة التشاور يعود لتدخلات ايرانية، فهل لديك معلومات حول هذا؟
*بالتآكيد الأمور الأقليمية ذات تأثير على اليمن وهو وضع طبيعي، أوجدت ضعف في المنظومة السياسية، ففي فترة معينة حصل ترهل سياسي أوجد لدينا هذه الشقوق التي تدخلت منها أطراف أخرى فنحن نعرف التحدي الذي يمر به اليمن، وأهمية اليمن وتدخل الايرانيين الذي كان ملموسا في الشأن اليمني، فنحن الآن لا نعيب على الآخرين بقدر ما يتحتم علينا أن نحمي أنفسنا من الداخل، فاعتقد الفترة التي مرت جعلت اليمن محميا بأشقائه في دول الخليج العربي.

لذلك لن نكرر أصوات عالية ضد الغير، بقدر مانعزز الداخل من خلال لحمتنا الوطنية ووحدتنا وأن نعزز قربنا من أشقائنا في دول التحالف العربي وبالأخص المملكة، فأعتقد أن هذا الضمان والحامي الوحيد لنا اليوم وغدا وبعد الغد، فكل ماكانت الأمور أقوى بالداخل كان صعب اختراقها، لذلك نحن لا نلوم الآخرين بقدر مانلوم أنفسنا وكيف أن نوحد جبهتنا الداخلية.

- دولة الرئيس بصراحة.. كيف تمكنت ميليشيات صغيرة من احتلال اليمن؟
اتذكر كلمة قالها جمال بن عمر وذلك بعد احتلال صنعاء وهو كان حاضر في تلك الفترة فقد اجاب بدوبلوماسية قائلا (سوف يكتب التاريخ ذلك)، وهو أن ظهرت هذه الجماعة في منطقة صغيرة في جبال مرآن في محافظة صعده الغالية علينا لأن صعده لايملكها الحوثيين فهي يمنية أصيلة، ثم انتقلوا لعمران ثم الى العاصمة صنعاء ثم الانتشار على الجمهورية اليمنية، فبقدر ما نقول أن صالح ساهم سنجد أن منا من ساهم في ذلك في بالتخاذل، وسنترك ذلك للتأريخ، فسوف يكتب كل ذلك في وقت قريب بإذن الله .

- نعلم بأنه لا يزال هناك عدد من القائمين بأعمال السفارات اليمنية في الدول المختلفة من المتواطئين مع الحوثي والمخلوع ولازالوا يقومون بمهامهم الدبلوماسية، فلماذا لم تتم اقالتهم حتى الآن؟
*أولا لايوجد لدى اليمن سفراء، ولذلك الحل الأفضل هو أن نأتي بسفراء جدد، من خلالهم نستطيع أن نبني بشكل صحيح، فإذا إخترنا سفراءنا بعناية ستتحسن صورتنا في العالم، وفي الفترة المقبلة نسعى لتعيين سفراء في كل دول العالم، وبالتالي ستحل كل هذه القضايا، فما حدث الآن عبارة عن فراغ، وانشغال الحكومة في اطار علمها الوطني الداخلي خلق نوع من الارباك لبعض الأعمال في الخارج.

- يعني هل هذا اعتراف بأنه يوجد من يمارس مهامه الدبلوماسية وأنتم تعلمون بأنه متواطأ مع الحوثي وصالح؟
*لا لم أقل ذلك، ولكن إذا كان هناك أي خلل فيجب أن يعالج عن طريق تعيين سفراء محترفين في هذه الدول.

لا مباحثات سرية
- غيابك عن الاعلام جعل الشائعات تطالك، فيشاع عن وجود مباحثات سرية بينك وبين الحوثيين في مسقط، فما مدى صحة هذه الأقاويل؟
*أنا أسمع في الاعلام عن ذلك، فليس هناك أية محادثات سرية فكل المحادثات التي تتم تكون علنية، ويجب أن يعلم الجميع أن اليمن لم يقم بأي مباحثات لا من قريب أو من بعيد، وما يشاع يبقى في دائرة الأقاويل المغلوطة، وأؤكد أنه لم يتم من قبل رئاسة الجمهورية ولا الحكومة أي مباحثات مع جانب الحوثيين أو صالح، فالمباحثات الوحيدة التي تمت جاءت من خلال الأمم المتحدة فقط وهي مباحثات مباشرة ومعلنة من خلال مؤتمر جنيف.

- دولة الرئيس دعنا نعود للجانب الانساني، ماهي آخر الحلول التي يسعى لها اليمن في الجانب الانساني خاصة بعد الوضع الكارثي في تعز؟
*تحديات كثيرة تواجهنا، فقد دخلنا في الحرب أولا ومن ثم جاءت اعصار (تشابالا) ولعله خير وهو خير وبركة للأرض اليمنية بعد جدب في فترة سابقة، وبالنسبة للكارثة الانسانية في تعز فقد جاءت في سياق الحروب التي عانت منها بعض المناطق، فعدن عانت في وقت سابق بشكل كامل، والآن نواجه مشكلة مشابهة في تعز، فهناك جهد وطني كبير وجهد مماثل اقليمي ودولي وخاصة من قبل الدعم الكبير المقدم من مركز الملك سلمان للاغاثة والأعمال الانسانية ومنظمات الأمم المتحدة الداعمة للمشاريع الانسانية، نعرف أن ما يصل إلى تعز في الوقت الحاضر قليل جدا جدا جدا مقارنة بالعوز الكبير وماتحتاجه المحافظة، فتعز لديها أكبر كتلة سكانية في اليمن تتجاوز الثلاثة ملايين نسمة واعتقد أن أي دعم انساني بسيط لن يفي بحاجة تعز في المرحلة المقبلة.

تحرير تعز قريب
- إذا ماهي استراتيجية الحكومة المقبلة لمواجهة هذه الكارثة؟
*استراتيجيتنا المقبلة هي فك كل الحصار عن تعز ومعركة تحرير كامل لها بالتعاون مع قوات التحالف بقيادة المملكة والجيش الوطني والمقاومة الشعبية، تمنينا أن يكون سلميا ولكن للأسف لم يستجب الطرف الآخر وأنا أؤكد بأننا سنسمع خيرا خلال الفترة المقبلة بفك الحصار كليا والتعامل معها كمنطقة محررة بالكامل مثلها مثل غيرها من المناطق المحررة، فهذا هو اتجاهنا المقبل بعد فقداننا الأمل بأن يكون هناك أي صوت للعقل مع أطراف الحوثيين وصالح.

مخاطبة القمة
- تستعد المملكة خلال أيام قلائل لاحتضان القمة العربية اللاتينية فهل ستكون القضية اليمنية ومؤتمر جنيف2 حاضرة على طاولة الاجتماع، وماهي أبرز الأجندات التي ستطرحها الحكومة؟
*نحن اعتدنا دائما على دعم ومساندة دول أميركا اللاتينية للدول العربية بشكل كبير جدا ولها مواقف نحن نقدرها دائما في المحافل الدولية، لذلك العلاقة العربية الأميركية الجنوبية علاقة متميزة منذ سنوات طويلة، والآن نبني عليها الكثير من العمل المشترك، فلدينا الكثير من الأعمال السياسية المشتركة.

القضية اليمنية أصبحت اليوم هي أحد المحاور الرئيسية التي يتم التحدث فيها وأميركا اللاتينية هي جزء سواء في العمل السياسي أو الاقتصادي المستقبلي،فقد اصبحت من اقتصاديات الدول المتقدمة وكثير من الدول التي ظهرت كالبرازيل والأرجنتين وغيرها صارت دول تشترك معها الدول العربية في أمور كثيرة وخاصة في الجانب الاقتصادي بما فيها الأعمال السياسية، ونحن سعيدين بالقمة المقبلة وسعيدين أن نكون مشاركين من قبل رئيس الجمهورية الذي سيكون خطابه يتضمن القضية اليمنية وأن تكون أميركا اللاتينية داعمة للحكومة الشرعية والشرعية اليمنية.

- هل سيكون طلب الدعم الذي سيقدمه الرئيس هادي موجه للجانب السياسي أم الجانب السياسي والاقتصادي؟
*نحن نتحدث اليوم عن الجانب السياسي ولكننا نأمل أن نكون يوما ما وقريبا في الجانب الاقتصادي، لدينا تمثيل في كوبا من بين دول الأميركية اللاتينية كلها، وكنا على وشك أن نفتتح سفارات أو سفارة واحدة على الأقل في إحدى دول أميركا اللاتينية ولكن هناك الكثير من العمل السياسي يجب أن يتغير في اطار اليمن واصدقائها في اميركا اللاتينية، وأنا أؤكد بأنه ستكون علاقتنا السياسية والاقتصادية المقبلة قريبة جدا مع دول أمريكا اللاتينية
الامناء نت | متابعات


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.