span style=\"color: #ff0000\"حياة عدن/إبراهيم علي ناجي برزت على السطح في الآونة الأخيرة خلافات قوى "الحراك الجنوبي" لتعطي مؤشرا قويا على تدخل قوى "الحراك" في الخارج وتأثيرها في حراك الدخل, الأمر الذي تنفيه مكونات الحراك المختلفة, وهو ما انعكس على شعبية الحراك وانخفاض حجم ومعدل الفعاليات سواء في الضالع أو في أبين أو لحج أو غيرهما من المحافظات والمناطق الجنوبية التي أغلقت أمام السلطة وأحزاب المشترك على حد سواء . بدأ "الحراك الجنوبي" بجمعيات المتقاعدين ثم توالت التشكيلات والمسميات, وصولا إلى مرحلة التشظي والتمزق والخلاف وأخيرا التصريحات والاتهامات المتبادلة هنا وهناك .. لسنا ضد الحراك السلمي بقدر حبنا للنضال السلمي الحضاري الجنوبي الذي ضرب أروع الأمثلة وصار تجربة فريدة أشاد بها الجميع, لكن الخلاف المسكوت عنه بين قيادات الحراك وصل مؤخرا حد القطيعة والتشفي حال تعرض مكون من المكونات لمكروه, رغم عدم انجرار قواعد الحراك الجماهيرية وراء خلافات القيادات بل إن القواعد الجماهيرية هددت يوما تلك الزعامات بالخروج بمظاهرات عارمة وإيجاد قيادات أخرى ومن وسط الفعاليات نفسها إن لم تقض على الخلافات بينها . أتذكر أننا كنا في اتصال بأحد قيادات المجلس الوطني أثناء الاشتباكات في مديرية جحاف فقال:"لقد هزم الجماعة بسبب القائد الأحمق هناك (يقصد مجلس الحراك)"..!! ؛ كان هذا دليلا على التشفي بما حصل, وزد على ذلك قيام هذا القيادي بمنع أنصاره في إحدى المديريات من المشاركة في مهرجانات المكونات الأخرى, الأمر الذي جعل الخلاف بين قيادات الحراك واضحا للعيان ولا ينكره إلا جاهل أو متجاهل لما يدور بين قيادات تلك المكونات، ففي البداية كان الخلاف حول التسمية ثم ارتقى إلى خلاف حول المصطلحات؛ جناح يفضل استخدام مصطلح (فك الارتباط) وآخر يستخدم شعار (التحرير والاستقلال) وخلاف آخر نشب بين قيادات المكونات حول شرعية البيض من عدمها والحوار والفيدرالية...الخ. وفي ردة فعل مغايرة لمألوف الخطاب الإعلامي لمكونات الحراك سارع المجلس الوطني للتنديد بحادثة مقتل الجنود الصبيحة وإدانة مرتكبيها والتعريض بمنافسه (مجلس الحراك السلمي) واتهامه بتبني العنف المسلح، عبر جناح عسكري كما ورد في بيانه الذي صدر عقب الحادثة، وذكر المجلس الوطني أنه يحمل مجلس الحراك السلمي وما سمي بجناحه العسكري المسئولية الكاملة عن قتل الأبرياء، ونبه المجلس الذي يعد من أقدم فصائل الحراك وأكثرها تنظيما وأقلها شعبية (من يقدم التمويل والتوجيه لهذه الأعمال الطائشة والفوضوية أنهم سيتحملون المسؤولية الكاملة عن مثل تلك الأعمال .. مؤكدا الوقوف ضد محاولات تدمير نضال شعبنا السلمي وإقحامه في طريق الفوضى وارتكاب الجرائم التي لن تسقط بالتقادم على أي كان). ودعا المجلس الوطني (المكونات والشخصيات الجنوبية للوقوف على ما يجري والتحري عن الممارسات التي يرتكبها مثل هؤلاء والعمل على صدها وردعها وعدم السماح لها بتهديد نضال شعبنا في مسيرته الظافرة والإضرار بها وحرفها عن خطها الواضح..) مجلس الحراك الذي يتزعمه البيض وعبر مواقعه الالكترونية نقل تصريحا نسب لرئيس المجلس الوطني حسن باعوم الموجود خارج البلاد ينفي فيه صدور البيان المذكور ، فيما استبقت قيادة المجلس الوطني مثل هذه المواقف قبل أكثر من عام حين أقرت في اجتماع طارئ تكليف نائب رئيس المجلس أمين صالح بمهام الرئيس باعوم حتى يعود من رحلة علاجه، وهو ما يخول القيادة الموجودة بالداخل برئاسة القيادي أمين صالح وزملائه حق إصدار مثل هذه البيانات المعبرة عن المجلس. والمعلوم أن المجلس الوطني يتبنى خطابا مناهضا للبيض ويتهمه ومجلسه بإعاقة توحيد المكونات، على خلفية رفضه ما أسماه الدمج القسري في مايو 2009م بإشراف طارق الفضلي الذي أعلن حينها عن تشكيل (مجلس قيادة الثورة) فيما عرف بإعلان زنجبار، قبل أن يتراجع الفضلي عن هذه التسمية ويطلق على المكون الجديد اسم (مجلس الحراك السلمي) أواخر العام الماضي. ومما يؤخذ على المجلس الوطني أنه أصبح ظاهرة صوتية فقط ومن دون قاعدة جماهيرية بعد أن سحب البساط من تحت قدميه بانضمام شلال شائع لمجلس الحراك وسفر رئيسه باعوم إلى الخارج الأمر الذي أدى إلى انحسار قواعده عدا بعض المديريات كالأزارق التي تعد معقلا من معاقل المجلس الوطني. وبالمقابل يحاول "مجلس الحراك السلمي" ابتلاع المكونات الأخرى مستخدما قوته العددية والمادية الأمر الذي عدته بعض "القوى الجنوبية" الأخرى ضما وإلحاقا بحقها وعدم القبول بالتنوع والتعدد بحسب القيادي في "المجلس الوطني" محمد علي شائف الذي أشار إلى أن الجناح الآخر يريدنا كسجناء وإظهارنا كقصر, لايملكون لا حق ولا كفاءة في اتخاذ القرار في المستقبل. وكان محمد علي شائف قد أشار إلى أخطاء مجلس الحراك التابع (للبيض والفضلي والخبجي والشنفرة وشلال ويحيى غالب والداعري) واتهمه بإعادة الخطاب السياسي الشمولي , وكذا تمجيد الفرد, لدرجة التقديس كسلوك يظهر في تجريم النقد والرأي المخالف, وإخراج أصحابها, أفرادا كانوا أو جماعات من (مملكة الثورة) وثورة (القائد الأوحد) الذي يوزع صكوك الإدانة والغفران قبل الأوان . حتى مسيرات التشييع لم تسلم من الخلافات, ففي مسيرة تشييع (نبيل سرور) اختلف المشيعون في حمل صور البيض والهتاف باسمه بعدما اعترض أنصار "المجلس الوطني" وبرزت هذه الخلافات مؤخرا في تشييع قتيل اشتباكات جحاف ("محمد محسن كباس) حيث كتب تحت صورته "المجلس الوطني" فاعترض أنصار مجلس الحراك السلم " على ذلك وقاموا بإنزال الصورة وشطب العبارة محل الخلاف. لم يقف الأمر عند هذا بل تعداه إلى هتافات المهرجانات والفعاليات المختلفة حيث لا تتوحد الأصوات والحناجر فالبعض يهتف للبيض وآخريون للتحرير وعدم القبول بالفيدرالية في إشارة لمجلس الحراك الذي يتهم برضاه بالفيدرالية وأنصاف الحلول, حتى الدعوات الصادرة من هذه المكونات متباينة هي الأخرى ومختلفة الزمان والمكان في بعض الأحيان كما حدث العام الماضي في ردفان عندما دعت مكونات (المجلس الوطني, وهيئة الاستقلال التي يتزعمها النوبة, وشباب الجنوب) لمهرجان13أكتوبر, بينما مجلس الحراك" أقام فعاليته اليوم الثاني, وعلى شاكلة ذلك حدث في الضالع في رمضان الماضي نفس التباين فالأول يدعو لمهرجان الشهداء في ملعب الصمود والآخر يفاجئ الجميع بإقامة أمسية تقييمية في زبيدجنوب الضالع في نفس التوقيت وبأمر مستعجل ينبئ بما تكنه الصدور والعقليات التي تخاطب الجماهير الغاضبة بعدم قدرة السلطة على تمزيق الصف الجنوبي وهم من يمزقونه بأيديهم متجاوزين القيم النضالية والدماء التي سقطت وأنين الثكالى الموعودين بالوطن الوهم والغد الجميل الذي جعل هؤلاء المطحونين وأمثالهم يخرجون لمواجهة آلة الموت بصدور عارية متجاوزين صراعات الزعامة وحب الظهور لقيادات هلامية مجسدة الماضي الشمولي بكل صوره وأفكاره. في المقابلة التي أجرتها "(الأمناء" مع القيادي في المجلس الوطني (محمد العقلة) قامت الدنيا ولم تقعد وضاقت قيادات كبيرة بالرأي والرأي الآخر ومارسوا الشمولية بحذافيرها ووصل الأمر إلى حد السب والتشهير والتخوين..ومثل ذلك حصل مع الذين قالوا آراءهم في حوارات متعاقبة فيما بعد..فأين القيم التي ينادي بها أمثال هؤلاء وأين الحرية والشورى في أجندتهم ياترى؟