بثت قناة ال"BBC" العربية مساء أمس الأول تقريراً مطولاً حول احتفالات أبناء الجنوب في ولاية شيكاغو الأمريكية بمناسبة الذكرى ال"49" لعيد الاستقلال الوطني المجيد ال"30" من نوفمبر بحضور سفير الحكومة الشرعية في أمريكا الدكتور / أحمد بن مبارك ، والسفير / خالد اليماني مندوب اليمن الدائم لدى الأممالمتحدة ، وكذلك القنصل اليمني العام في نيويوك السفير / علي عبادي ، وكان حضورهم جميعاً تحت راية وعَلَم دولة الجنوب . وقالت القناة بأن حضور ممثلين رسميين عن الحكومة الشرعية قد أثار جدلاً واسعاً والسبب كما قالت القناة ليس حضورهم بمناسبة ذكرى رحيل آخر جندي بريطاني من عدن في ال"30" من نوفمبر عام 1967م نضمه عدد كبير من أبناء الجنوب وإنما لما يحمله ذلك الحضور من دلالات تؤكد القناعة التامة التي باتت لدى جميع الجنوبيين باستحالة الاستمرار في مشروع الوحدة اليمنية , وأكدت القناة في مستهل تقريرها بأن انفصال الجنوب بات شبه واقع بعد فرض سيطرة الجنوبيين على الأرض وظهور نتائج فشل استمرار مشروع الوحدة بين شمال اليمن وجنوبه . واعتبر مراقبون تناول قناة ال"BBC" لهذا الحدث الهام وإفراد تلك المساحة من التغطية بأنه تدشيناً لمشروع انفصال الجنوب واعتراف رسمي بدولة الجنوب من قبل بريطانيا . وتعمدت حكومة الشرعية اليمنية هذه المرة إقامة احتفالات ذكرى الاستقلال تحت أعلام دولة الجنوب وذلك في رسالة قوية وردّ صادم للرئيس اليمني السابق علي صالح وجيشة اليمني ومليشيات الحوثي الذين أعلنوا عن حكومة يمنية في صنعاء لغرض إحباط الشرعية اليمنية وهزيمتها ، لكن رسالة حكومة هادي من عدن وضعتهم أمام خيارين أحلاهما مُر ، حيث يقول لهم إما أن تنصاعوا للسلم وتسلموا صنعاء وسلاحكم الثقيل للشرعية وإلا فإن انفصال الجنوب جاهز ونظام صالح والحوثيين ومعهم حزب الإخوان المسلمين (الإصلاح) يعملون في تنسيق متكامل على عدم إعطاء الجنوبيين أي حق في أرضهم ووطنهم ، مستغلين علاقتهم بغالبية قيادات الشرعية الذين يؤيدونهم لإفشال أي جهود جنوبية لتطبيع الأوضاع على أرضهم المحررة خوفاً من الانفصال كما يدّعون. ولتأكيد رسالة حكومة هادي الأولى من عدن أقامت الجالية الجنوبية في أمريكا حفلاً فنياً وخطابياً إحياءً لذكرى عيد الاستقلال بحضور سفير الحكومة الشرعية في أمريكا الدكتور / أحمد بن مبارك ، والسفير / خالد اليماني مندوب اليمن الدائم لدى الأممالمتحدة ، وكذلك القنصل اليمني العام في نيويورك السفير / علي عبادي وكان حضورهم جميعاً تحت راية وعلم دولة الجنوب . وأُلقيت خلال الحفل العديد من الكلمات والأغاني الجنوبية التي تدعوا إلى فك الارتباط واستقلال الجنوب في رسالة أخرى واضحة من موقع القرار الدولي إلى صالح والحوثي وحزب الإصلاح الإخواني تؤكد لهم جميعاً بأن انفصال دولة الجنوب بات جاهزاً وعليهم ترتيب دولتهم في الشمال كيفما شاءوا وكيفما أرادوا. وأثارت هذه الفعالية ردود أفعال واسعة وجدل كبير لدى نخب الشمال التي اعتبرت حضور السفيرين بن مبارك واليماني مؤشراً خطيراً وتوجهاً صريحاً للشرعية اليمنية نحو الانفصال . وفي كلمة لسفير الجمهورية اليمنية بواشنطن أحمد عوض بن مبارك أثناء الاحتفاء بذكرى 30 نوفمبر ، والذي أحيته الجالية الجنوبية في مدينة شيكاجو قال سعادة السفير : "كنت متواجدًا في صعدة قبل اجتياح صنعاء بعدة أيام بجانب المبعوث الأممي بن عمر ، فقال عبدالملك الحوثي : أنا مع علي عبدالله صالح متفقين على عدم صلاح مشروع الدولة الاتحادية والأقاليم ولا يمكن أن نقبله , قال له المبعوث الأممي : وهل تعتقد أن تعز وتهامة ومأرب ستقبل بالمركزية بعد اليوم ؟! ردّ عبدالملك وقال وهو يرفع يده ( الشمال حقّنا ) !!! سأله المبعوث الأممي : والجنوب ؟ ردّ عبدالملك : الجنوب سنقاتل فيه حتى آخر رجل! " .
