عشرات الغارات استهدفت ثلاث محافظات    وقفة نسائية في حجة بذكرى الصرخة    ثلاثة مكاسب حققها الانتقالي للجنوب    شركة النفط توضح حول تفعيل خطة الطوارئ وطريقة توزيع البنزين    برعاية من الشيخ راجح باكريت .. مهرجان حات السنوي للمحالبة ينطلق في نسخته السادسة    رسالة من الظلام إلى رئيس الوزراء الجديد    الافراج عن موظفة في المعهد الديمقراطي الأمريكي    الثقافة توقع اتفاقية تنفيذ مشروع ترميم مباني أثرية ومعالم تاريخية بصنعاء    تواصل اللقاءات القبلية لإعلان النفير العام لمواجهة العدوان الامريكي    سوريا .. انفجار الوضع في السويداء بعد دخول اتفاق تهدئة حيز التنفيذ    من أسبرطة إلى صنعاء: درس لم نتعلمه بعد    وزير الصحة يدشن حملات الرش والتوعية لمكافحة حمى الضنك في عدن    الخليفي والمنتصر يباركان للفريق الكروي الأول تحقيق كأس 4 مايو    الرهوي يناقش مع الوزير المحاقري إنشاء منصة للأسر المنتجة    بمتابعة من الزبيدي.. إضافة 120 ميجا لمحطة الطاقة الشمسية بعدن    الزعوري يبحث مع الأمم المتحدة تعزيز حماية وتمكين المرأة في اليمن    الكثيري يبحث مع فريدريش إيبرت فتح آفاق دعم دولي للجنوب    وزارة الشباب والرياضة تكرم موظفي الديوان العام ومكتب عدن بمناسبة عيد العمال    إلى رئيس الوزراء الجديد    عطوان ..لماذا سيدخل الصّاروخ اليمني التّاريخ من أوسعِ أبوابه    مليون لكل لاعب.. مكافأة "خيالية" للأهلي السعودي بعد الفوز بأبطال آسيا    أرواحهم في رقبة رشاد العليمي.. وفاة رجل وزوجته في سيارتهما اختناقا هربا من الحر    الأرصاد تتوقع أمطاراً رعدية بالمناطق الساحلية والجبلية وطقساً حاراً بالمناطق الصحراوية    تفاصيل جديدة لمقتل شاب دافع عن أرضه بالحسوة برصاص من داخل مسجد    بيع شهادات في جامعة عدن: الفاسد يُكافأ بمنصب رفيع (وثيقة)    من أين تأتي قوة الحوثيين؟    رسميًا.. بايرن ميونخ بطلًا للبوندسليجا    تشيلسي يضرب ليفربول ويتمسك بأمل الأبطال    تدشين برنامج ترسيخ قيم النزاهة لطلاب الدورات الصيفية بمديرية الوحدة بأمانة العاصمة    نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور عبدالله العليمي يعزي في استشهاد عمر عبده فرحان    بدء تنفيذ قرار فرض حظر على الملاحة الجوية لمطارات الكيان    وسائل إعلام غربية: صدمة في إسرائيل..الصاروخ اليمني يحرق مطار بن غوريون    يادوب مرت علي 24 ساعة"... لكن بلا كهرباء!    ورطة إسرائيل.. "أرو" و"ثاد" فشلا في اعتراض صاروخ الحوثيين    وزير الصحة ومنظمات دولية يتفقدون مستشفى إسناد للطب النفسي    قدسية نصوص الشريعة    صرخةُ البراءة.. المسار والمسير    فيما مصير علي عشال ما يزال مجهولا .. مجهولون يختطفون عمه من وسط عدن    اليمن الصوت الذي هزّ عروش الظالمين    متى نعثر على وطن لا نحلم بمغادرته؟    تطور القدرات العسكرية والتصنيع الحربي    الاجتماع ال 19 للجمعية العامة يستعرض انجازات العام 2024م ومسيرة العطاء والتطور النوعي للشركة: «يمن موبايل» تحافظ على مركزها المالي وتوزع أعلى الارباح على المساهمين بنسبة 40 بالمائة    ملفات على طاولة بن بريك.. "الاقتصاد والخدمات واستعادة الدولة" هل يخترق جدار الأزمات؟    المصلحة الحقيقية    أول النصر صرخة    أمريكا بين صناعة الأساطير في هوليود وواقع الهشاشة    مرض الفشل الكلوي (3)    التحذير من شراء الأراضي الواقعة ضمن حمى المواقع الأثرية    وسط إغلاق شامل للمحطات.. الحوثيون يفرضون تقنينًا جديدًا للوقود    إلى متى سيظل العبر طريق الموت ؟!!    قيادي حوثي يفتتح صيدلية خاصة داخل حرم مستشفى العدين بإب    ريال مدريد يحقق فوزًا ثمينًا على سيلتا فيغو    أطباء تعز يسرقون "كُعال" مرضاهم (وثيقة)    الأهلي السعودي يتوج بطلاً لكأس النخبة الآسيوية الأولى    المعهد الثقافي الفرنسي في القاهرة حاضنة للإبداع    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    القاعدة الأساسية للأكل الصحي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الرئيس علي ناصر محمد يدعو الى تشكيل حكومة جديدة ويؤكد ان لا حل للأزمة اليمنية بدون حل القضية الجنوبية
نشر في حياة عدن يوم 30 - 12 - 2016

اجرت صحيفة الاخبار المصرية حوارا مطولا مع الرئيس الجنوبي الاسبق علي ناصر محمد تحدث فيه عن مسارات الحل للازمة اليمنية وموقفه من جملة من القضايا .
و في الحوار الذي اختص به »الأخبار» قال لا أبحث عن سلطة ولكن أسعي إلي حل للأزمة اليمنية فالشعب اليمني هو من يدفع ثمن تلك الأزمة داعيا إلي اختيار قيادة وحكومة جديدة للخروج من المأزق اليمني.
كيف تري مسار الأزمة اليمنية بعد مرور أكثر من عامين علي سيطرة الحوثي وصالح علي صنعاء وعام ونصف علي عاصفة الحزم؟
– لا يخفي علي أحد بأن الأزمة اليمنية صعبة ومعقدة، وتزيدها الحرب الدائرة منذ أكثر من عام ونصف تعقيداً وتلقي عليها مزيداً من الظلال والتعقيد. ومنذ بداية الحرب حذرنا من الآثار السلبية لها ومن نتائجها وتداعياتها علي اليمن شمالاً وجنوباً وعلي أمن واستقرار هذه المنطقة الحيوية من العالم.. وقلنا إن الذي يدفع الثمن هو الشعب اليمني الذي عاني من الحروب والصراعات علي مدي أكثر من خمسين عاماً.
وكان من المهم الاستفادة من ظروف مآسي تلك الحروب ومن دروسها حتي تكون ضمانة لعدم تكرارها، لكن للأسف الشديد هذا لم يحدث فكانت حرب 2015م دليلاً علي أن شيئاً لم يحدث في العقل اليمني والعربي الذي يغلب منطق القوة والغلبة لحل الخلافات والصراعات السياسية.. لقد أكدت مراراً أن المنتصر في هكذا حروب مهزوم.. وأن النصر العسكري هو نصر مؤقت ولا يعني بالضرورة نصراً سياسياً، ودعوت إلي الاحتكام إلي لغة الحوار بدلاً من السلاح.. وقلت إن المستفيد الوحيد من هذه الحروب هم تجار الحروب الذين يتاجرون بدماء وأرواح الناس الأبرياء، فهم باختصار وقود هذه الحروب ونارها وهم أول من يحترق في أتونها لهذا طالبنا ونطالب بوضع حد فوري لها والشروع في حوار جاد يحقق الأمن والسلام لليمن ولجيرانها باعتبار أمن اليمن جزءاً لا يتجزأ من أمن الخليج والجزيرة والأمن القومي العربي.
تراجع أمريكا
في رأيك لماذا تراجعت الولايات المتحدة عن السير في تمرير مقاربة » كيري » التي تم الإعلان عنها في اجتماعات مسقط مع الحوثيين؟
– حتي الآن لم تعلن الإدارة الأمريكية رسمياً تراجعها عن مقاربة » كيري » التي أعلن عنها في مسقط.. ولو أنها أي المقاربة قدمت في الوقت الذي تتهيأ فيه الإدارة الحالية لمغادرة البيت الأبيض بوصول دونالد ترامب إلي سدة الحكم في الولايات المتحدة بعد فوزه في الانتخابات وكما نعلم فالإدارة الأمريكية منشغلة بالتسليم للساكن الجديد للبيت الأبيض ولا ندري كيف سيتصرف في ملفات وأزمات المنطقة بما في ذلك في اليمن.
هل نجاح ترامب في الانتخابات الأمريكية سيؤثر علي المنطقة العربية والأزمات التي يمر بها وخاصة الأزمة اليمنية؟
– السياسة الأمريكية بوصفها إحدي الدول العظمي في العالم، والبعض يصفها بالدولة الأولي تحددها مصالحها في المنطقة والعالم، ومقاربة أي رئيس أمريكي جديد تكون ضمن تحقيق المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة.. لكن هذا لا ينفي أن يكون للرئيس في لحظة تاريخية ما مقاربة خاصة لأزمات المنطقة أو واحدة منها، فتكون له رؤية ما لحلها لكن هذا يتم في إطار المؤسسات والقوانين الحاكمة.. ونأمل أن تعمل الإدارة الجديدة بحكم موقعها في مجلس الأمن الدولي كإحدي الدول الدائمة العضوية، أو بحكم مسئولياتها والأسرة الدولية عن الأمن والسلام العالميين، وأيضاً بحكم مصالحها الاستراتيجية في المنطقة علي المساعدة في وقف الحرب في اليمن.
تهديد مباشر
هناك مخاوف من أن يشكل إعلان وزارة في شمال اليمن تهديداً مباشراً لفكرة وحدة اليمن بحيث نصبح أمام حكومة في الشمال وأخري في الجنوب.. هل تعتقد أن خطوة إعلان تشكيل الحكومة الأخيرة بالاتفاق بين الحوثي وصالح تعقيداً للأزمة؟
– كما سبق أن أشرت فإن اليمن يمر بظروف صعبة ومعقدة، وليس في حاجة إلي المزيد، وعلي كل القوي وخاصة تلك المنخرطة في الصراع اتخاذ خطوات من شأنها تقريب وجهات النظر وسد الهوة ومنع المزيد من التدهور في حال البلد الذي وصلت فيه الأوضاع الإنسانية إلي درجات مخيفة وكارثية، وأن تعمل علي كل ما يقربها من الحل السياسي والسلمي وليس في تعقيد الأمور. ونري أن الخطوة الأولي في هذا السبيل هي وقف الحرب فوراً، والعودة إلي الحوار والشروع في متطلبات الحل السلمي.. وبعد ذلك يصبح الطريق مفتوحاً عبر الحوار لمناقشة كل القضايا الخلافية والبحث عن حلول توافقية بما في ذلك مسألة الحكم، والوحدة، وغيرها. وبعد الذي صار منذ تحقيق الوحدة عام 1990 والحرب علي الجنوب عام 1994م ومحاولة الانفصال بعدها.. وما لحق بعد ذلك بالجنوب وأبنائه من إقصاء وظلم شديد وما خلفته تلك الحرب وأضافت إليه حرب 2015م، من نتائج وآثار سلبية وأحياناً مدمرة للوحدة في القلوب والنفوس فإن هناك ثمة أمل بالحفاظ علي الوحدة اليمنية عبر حل الدولة الفيدرالية من إقليمين، إقليم في الشمال وإقليم في الجنوب، وهذا ما اقترحناه كحل للقضية الجنوبية العادلة التي بدون حلها حلاً عادلا يرضي أبناء الجنوب لا يمكن حل الأزمة اليمنية المستفحلة.. وقد أقر ذلك المؤتمر الجنوبي الأول في القاهرة عام 2011. ويزداد المؤيدون لهذا الحل في الجنوب والشمال علي السواء وندعو إلي تشكيل قيادة جديدة وحكومة وطنية بالتوافق بين الأطراف المعنية بالصراع في اليمن مع بقية القوي السياسية من أجل وضع حد لازدواجية السلطة حتي لا تقودنا الأمور إلي ما هو أسوأ أو إلي نماذج لا يرغب فيها احد.
دور إيران
هل تعتقد صحة ما تردد عن دور إيراني في الأزمة ساهم في تعقيدها وإدخال اليمن في صراع ذي طابع إقليمي وتجاوز جغرافية اليمن؟
– يجب الاعتراف بأن اليمن أصبح ساحة للصراع الإقليمي والدولي شأنها شأن سوريا والعراق وليبيا وغيرها التي تشهد صراعات وحروب.. والخيارات السياسية لبلد ما هي التي تجعل القوي الإقليمية والدولية تدخل طرفاً في سياساتها وصراعاتها الداخلية.. وللأسف ثمة من يستدعي هذه القوي الخارجية لتحقيق الغلبة في الداخل علي من يفترضهم خصومه.. دون شك أن تدخل قوي أجنبية يساهم في تعقيد المشهد اليمني المعقد أصلاً، وفي إطالة أمد الحرب.
ماذا عن المعلومات المتداولة بشأن تزويد إيران الحوثيين بالأسلحة؟
– من المعروف أن اليمن ترسانة سلاح بما في ذلك السلاح الثقيل بكل أنواعه، بعض الإحصائيات تشير إلي أن هناك نحو سبعين مليون قطعة سلاح في حوزة المواطنين.. والحوثيون كغيرهم يمتلكون السلاح، بما في ذلك الثقيل مما استولوا عليه خلال حروبهم الست السابقة مع نظام صنعاء.. وبعد دخولهم صنعاء في سبتمبر 2014م استولوا علي المزيد من سلاح الدولة »الجيش والأمن المركزي والحرس الجمهوري».. كما لا ننسي أن هناك حصاراً بحرياً وجوياً تفرضه دول التحالف علي اليمن، ومثل هذه المعلومات التي تشير إليها تظل في حكم المعلومات حتي يثبت عكسها.
ما وجهة نظرك من تصريحات عدد من كبار المسئولين عن التخطيط لإقامة قاعدة إيرانية علي البحر الأحمر؟
– من حيث المبدأ نحن ضد إنشاء القواعد العسكرية في الماضي والحاضر والمستقبل لأن وجودها عكس ما يشاع يشكل تهديداً لأمن اليمن والبحر الأحمر والجيران ودول المنطقة.. وأعتقد أن هذه مرحلة من تاريخ الشعوب قد طواها الاستقلال وجلاء القواعد العسكرية والقوات الأجنبية من بلداننا.. هذه مرحلة طواها الزمن.
فشل الحوار
من يتحمل مسئولية فشل الجولات الثلاث للحوار في جنيف والكويت؟
– أعتقد أن الكل يتحمل مسئولية فشل جولات الحوار، حيث تشبث كل طرف بموقفه ولم يقدم تنازلات من شأنها وقف الحرب وتحقيق السلام. وفي اعتقادنا أن الدول الإقليمية قادرة علي أن تؤثر علي مسار الحوار والحرب في اليمن، وإخراج البلد من أزمته.. كما ليس بخاف أن التباينات بين دول الإقليم أثرت وتؤثر هي الأخري إلي حد ما علي مسار الحرب والحل السلمي.
هل من الملائم إعادة النظر في أسس الحل المتمثل في القرار 2216 وهل يحتاج الأمر إلي قرار جديد في ظل الخلاف حول تراتبية البنود الخمسة الواردة في القرار؟
– أعتقد أنه جرت مستجدات جديدة في مشهد الحرب منذ صدور قرار مجلس الأمن الدولي رقم (2216).. ومراجعة أو إعادة النظر فيه تعود إلي مجلس الأمن وإلي اقتناعه بالتقارير التي يقدمها إليه مبعوثه الدولي إسماعيل ولد الشيخ.. وإذا كان المجلس يري أن من المصلحة إعادة تراتبية بنوده الواردة في القرار المشار إليه، وأن ذلك يصب لمصلحة وقف الحرب وتحقيق الأمن والاستقرار لليمن والمنطقة ففي تقديرنا أن الدول المعنية لن تتردد في الإقدام علي مثل تلك المقاربة، وقد لاحظنا شيئاً من ذلك في إعلان الرباعية الذي جري الأحد 18 ديسمبر التي دعت إلي حل شامل للأزمة.
ماهي رؤيتكم للدور المصري في حل الأزمة؟ وهل تستطيع مصر لعب دور في الوقت الذي تشارك فيه في التحالف؟
– مصر كان ومازال لها دور محوري في الوطن العربي وستظل كذلك في المستقبل، بحكم ثقلها الحضاري ووزنها السياسي والثقافي والعسكري.. فمصر هي ميزان العالم العربي.. وعلاقة مصر باليمن تعود إلي عهود الفراعنة، وفي العهد الحديث اختلط الدم المصري اليمني عندما ساند الرئيس جمال عبد الناصر الثورة في الشمال بالرجال والمال والسلاح.. ثم دعم الثورة في الجنوب حتي تحقق له الاستقلال من الاحتلال البريطاني.. لهذا أعتقد أن مصر بحكم ذلك تستطيع أن تلعب دوراً وازناً في حل الأزمة اليمنية انطلاقاً من تجربتها وعلاقاتها التاريخية القديمة والحديثة باليمن وأيضاً بحكم علاقاتها الممتازة مع دول المنطقة، انطلاقاً من أن الأمن والاستقرار في اليمن بما تمثله من عمق استراتيجي للأمن القومي المصري والعربي، يهم مصر ويقوي مركزها ودورها المحوري، ونحن واثقون بأن الرئيس عبد الفتاح السيسي ومصر بقيادته قادران علي لعب دور مؤثر في حل الأزمة اليمنية بالتعاون مع دول الإقليم، وشعبنا في اليمن يتطلع إلي مثل هذا الدور.
بعد نجاح الدور الروسي في إنهاء الأزمة السورية هل تعتقد أنه نموذج قابل للتكرار في اليمن؟
– ليست هناك نماذج قابلة للتكرار مائه بالمائة، فلكل بلد ظروفه، ولكل أزمة أسبابها وتعقيداتها، ما يحدث في سورية جعل من روسيا جزءاً من الحرب الدائرة هناك وتداعياتها قد لا تقف عند حدود سوريا ولا أعتقد أن هذا النموذج يمكن أن يتكرر في اليمن.. لكننا نرحب بأية جهود سياسية من أية دولة كانت خاصة من الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن للمساعدة في حل الأزمة اليمنية ووقف الحرب المدمرة الدائرة فيها.
ظهرت في فترة من الفترات مجموعة تسمي »الطريق الثالث».. هل يمكن البناء فوق مثل هذا التوجه لإيجاد حل يمني يمني بعيداً عن أي تدخل خارجي؟
– نرحب بأية جهود تبذل من قبل هذا الفريق أو غيره الهادفة إلي إيجاد حل للأزمة اليمنية انطلاقاً من الحرص علي المصلحة الوطنية العليا، وعلي أمن الوطن وسلامته وإنقاذه من مآسي الحروب والفتن.
المشهد السياسي
هل تصدر حزب التجمع اليمني للإصلاح المشهد السياسي ودوره في عمليات تحرير اليمن وراء عدم تحمس دول عديدة لإيجاد حل للأزمة؟
– حزب الإصلاح هو أحد أعضاء »اللقاء المشترك» في اليمن وتربطه علاقات مع بعض دول المنطقة وبدول إسلامية، لكنه ليس الوحيد في المشهد السياسي اليمني أو في الحرب الدائرة هناك.. ما نريد التأكيد عليه أن جميع القوي السياسية اليمنية ينبغي أن تكون جزءاً من الحل السياسي السلمي إذ لا يمكن لقوي بعينها الانفراد بالحل أو بحكم اليمن.. ونتمني ألا تغيب هذه الحقيقة ليس عن القوي المتصارعة في الداخل بل علي إخواننا من الدول التي تعمل علي مقاربة الأزمة اليمنية والمساعدة في إيجاد حلول لها، لأن وقف الحرب يصب في مصلحة اليمن والمنطقة وليس في مصلحة حزب بعينه.
اليمن يتعرض إلي مخاطر مزدوجة منها الصراع حول الشرعية ومواجهة تنظيم القاعدة وداعش والمخاوف علي الوحدة.. كيف يمكن التعامل مع مثل هذه التحديات؟
– اتفق معكم بأن الوضع في اليمن معقد جداً ويتعرض إلي مخاطر عديدة ومخاوف جدية لا يمكن التقليل منها بأية حال.. ومثل هذا الوضع لا يحتمل الانتظار بل يتطلب تضافر كل الجهود المحلية والإقليمية والدولية لمعالجة الأزمة التي تمر بها اليمن، وأولها الوقف الفوري للحرب وهناك مصلحة مشتركة للجميع في وضع حد عاجل لها ومن ناحية أخري فإن مواجهة هذه التحديات يتطلب من اليمنيين تحديداً إيجاد مشروع سياسي وطني جديد يلبي المعطيات الجديدة علي أرض الواقع، ويلبي طموحات الشعب في العدل والمساواة والعيش الكريم وفي الأمن والاستقرار والتنمية. كما أن محاربة الإرهاب بكافة أشكاله ومسمياته وتجفيف منابعه يحتاج ليس فقط إلي الحلول الأمنية أو المحلية، بل تضافر الجهود الإقليمية والدولية ولا سبيل إلي ذلك إلا عبر منظومة متكاملة تعليمية وفقهية واقتصادية واجتماعية لتجفيف منابع الفقر والجهل والبطالة الخ.
أما بشأن المخاوف علي الوحدة التي أشرت إليها فلا يمكن إيجاد حل للأزمة اليمنية بدون إيجاد حل عادل للقضية الجنوبية بما يرضي أبناء الجنوب ونري في حل الدولة الفيدرالية من إقليمين واحد في الشمال وآخر في الجنوب المدخل لمثل هذا الحل كما سبق أن أشرت.
الصراع الطائفي
العالم العربي يعيش حالة من الصراع الطائفي تدفع ثمنه العديد من الدول مثل اليمن والعراق وسوريا ولبنان.. كيف يمكن الخروج من مأزق الطائفية؟
– من خلال حكم ديمقراطي، ونظام حكم عادل يتساوي فيه المواطنون من كافة الطوائف والشرائح الاجتماعية أمام القانون، وإنشاء وطن يتعايش فيه الجميع بدون تمييز ويمارسون فيه حرياتهم الدينية والثقافية والإرادة الحرة لجميع الناس.. أعتقد أن ذلك هو ما يمكن أن يخرج بلداننا من مأزق الطائفية المقيتة حيث تدفع شعوبنا أثماناً باهظة نتيجة هذه الصراعات كما يظهر في الصراعات التي نشهدها اليوم في أكثر من قطر عربي.. أعتقد أنه في غياب الأهداف الاستراتيجية الكبري، وفشل الدولة القطرية في حل مشاكل العدل والمساواة، وحل مشاكل المواطنين الأمنية والمعيشية، ظهرت مثل هذه الصراعات الطائفية، كما أن العامل الخارجي الذي يستغلها ليس بغائب عنها.
بعد ما حدث من تطورات سريعة في عالمنا العربي وخاصة أنه يمر علينا 6 سنوات منذ بدء الربيع العربي.. هل تعتقد أن ظروف المنطقة والعالم العربي لم تكن مهيأة لقبول التغيير.. أم كانت مجرد مؤامرة علي المنطقة لتفتيتها؟
– ما حدث من تطورات في الوطن العربي، وخاصة منذ عام 2011م فيما يسمي بالربيع العربي، كانت حركات شعبية انطلقت عفوية ضد الظلم والفساد والاستبداد والديكتاتورية في البلدان التي شهدتها، بعض هذه الحركات أصابت الهدف وحققت النصر ووجدت طريقها إلي المستقبل، والبعض تحول إلي الفوضي والفشل، والأسباب لذلك عديدة لعل أهمها أن بعض القوي السياسية المنظمة استغلت حماس الجماهير وركبت الموجة ووظفت هبة الجماهير لصالحها، كما دخل علي المشهد قوي خارجية أجهضت مشروع التغيير كما حلمت به وأرادته الجماهير وخرجت من أجله مقدمة التضحيات.. ما أريد قوله إن الشعب يستطيع أن يسقط أعتي النظم المستبدة، لكنه لا يقدر علي إيجاد البديل وإنشاء الدولة.. هذه مهمة النخب والقوي السياسية الحية في المجتمع.. ويبدو لي أن تلك القوي لم تكن مستعدة أو جاهزة في تلك اللحظة فضاع النصر الذي كان مرمي البصر، وماتزال التحديات تكبر في كل يوم.. الثورة تتحقق حسب تعبير الأستاذ هيكل »ليس عندما تغير رجلا بل عندما تغير واقعاً» وهذا لم يحدث إلا بنسبة ضئيلة.
رؤية الحل
ماذا عن رؤيتكم لحل الأزمة وخاصة أنكم طرحتم أكثر من مرة مبادرة للحل؟
– تقدمت برؤية لحل الأزمة اليمنية كما تقدم غيرنا بمبادرات أخري، وتكونت مبادرتي من عشر نقاط أهمها وقف الحرب، والعودة إلي الحوار، وإيجاد حل للقضية الجنوبية العادلة التي نري في حلها المدخل الأساسي لحل الصراع في اليمن شمالاً وجنوباً بما يحقق أمن واستقرار اليمن والمنطقة، وتشكيل حكومة وحدة وطنية وتسليم السلاح من كل القوي المتصارعة لوزارة الدفاع بعد تشكيل الحكومة.
اسم علي ناصر محمد مطروح كنائب لرئيس الجمهورية أو لرئاسة الوزراء كحل في كل الأفكار المثارة أخيرا.. هل تمت مشاورات بهذا الخصوص معك؟
– أنا لا أبحث عن سلطة، فأنا أبحث عن حل للأزمة التي يمر بها اليمن، فقد جربت السلطة واكتويت بنارها، وتدرجت بها من منصب محافظ ثم وزير ورئيس وزراء حتي رئيس دولة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.