span style=\"color: #ff0000\"حياة عدن في كتابه الصادر حديثاً في بيروت تحت عنوان "القاعدة في اليمن والسعودية" يتناول الباحث والخبير في شؤون اليمن بشير البكر تطور بنية تنظيم القاعدة في اليمن عبر ثلاثة أجيال, ويرسم بورتريهات لأبرز شخصياته السابقة والحالية, كذلك للسعوديين الذين التحقوا به, بعد توحيد التنظيمين اليمني والسعودي في مطلع عام 2009, على يد اليمني ناصر الوحيشي, سكرتير بن لادن السابق, والسعودي العائد من معتقل غوانتانامو, سعيد الشهري, وفي العناوين يتحدث عن: اليمن تورا بورا, عمليات حدثت كالمعجلة, أرحب, أمانة العاصفة, رفض, ديترويت, عملية التوريث, تسليم الزنداني للأميركيين, الوضع الاقتصادي والسياسي المأزوم, الجهاد وبدايات الجهاد المسلح في اليمن, المدمرة كول: مغارة علي بابا, الفشل في كشف هجمات 11 سبتمبر, ثم الولادة الجديدة للقاعدة في اليمن... والتعاون الأمني بين صنعاء وواشنطن, وامتدادات القاعدة خارج اليمن (الجزائر والعراق). بداية يتحدث الكاتب معرفاً عن ابن لادن الذي يتصدر اسمه منذ سنوات عشر نشرات الأخبار, وهو موضع اهتمام ومطاردة من قبل أجهزة الاستخبارات عبر العالم, فهذا الرجل الذي زرع الرعب في كل مكان يقول الكاتب, نجح بعد انسحاب السوفيات من أفغانستان في أن يشغل العالم بأسره من الشرق الى الغرب, ومن الشمال الى الجنوب. وقد لعب دوراً كبيراً في قيام حركة طالبان, انطلاقاً من الباكستان, لتدخل أفغانستان وتقيم فيها دولة "أمير المؤمنين", وبعد انتصار هذه الحركة وسيطرتها على غالبية الأراضي الأفغانية, بدأت بناء دولة وفق النموذج الذي يؤمن به, وينظر الى العالم من خلاله, وما لبث "بن لادن" أن حول تلك "الامارة" النائية والفقيرة الى معسكر غير معلن ومختبر طموح وملجأ مفتوح, يستقطب كل الهاربين من الحياة والعاشقين للموت في سبيل المبادئ التي روجها, وغدت مدرسة ينطلق منها الدعاة والمبشرون الى شتى أنحاء العالم, يبحثون عن مواقع جديدة يتبوأونها من خلال ظروف قريبة الشبه بظروف أفغانستان, كما هي الحال في الصومالوالعراق والشيشان وجنوب الفيليبين والبوسنة وكوسوفو, فضلاً عن دول مستقرة كاليمن والسعودية والجزائر ومصر وغيرها. ويلفت بشير البكر في هذا السياق الى هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 وما عقبها من تطورات أدت الى سقوط دولة طالبان وزوالها في أفغانستان, واختفاء "بن لادن" وزعيم طالبان "الملا عمر", حيث قررت الولاياتالمتحدة الأميركية ملاحقة جميع قادة تنظيم "القاعدة", مشكلة تحالفاً عالمياً غير مسبوق. وبعد مرور أكثر من عام على سقوط دولة طالبان, واختفاء بن لادن أو موته على رأي بعض الخبراء, اتضح للعالم أن الخطر لا يكمن في ما سقط أو في من مات, أو اختفى, وانما في التيار الذي يمثله هؤلاء وما يشكله من تهديدات كونية. ويرى المؤلف هنا أن السنوات الأخيرة من القرن المنصرم المتمثلة في عقدين من الزمن, شهدت بداية تطور جديد في فاعلية هذا التيار, اذ خرج عن صمته تجاه "المشركين" في العالم الاسلامي, وتجاه "الكفار" في مختلف أنحاء العالم, وقام نشطاؤه بأعمال عدة ومثيرة, وتتالت الأحداث في مختلف مناطق العالم, بدءاً بمصر واليمن, مروراً بالجزائر, ثم الفيليبين واندونيسيا والأردن, فضلاً عن السعودية والعراق وحتى الولاياتالمتحدة وبريطانيا واسبانيا وتركيا وشرق أفريقيا. ويرى الكاتب أن الكثير من التنظيمات التي تتبنى هذا التيار الاسلامي المتطرف نشأت في أغلب الدول الاسلامية ومن بينها: تنظيم طالبان في أفغانستان, تنظيم جند الصحابة في الباكستان, حركة أبو سياف في جنوب الفيليبين, الجماعة الاسلامية في اندونيسيا, الجماعة الاسلامية المسلحة في ماليزيا, وجيش عدنأبين الاسلامي, وجماعة الجهاد الاسلامي في اليمن, والجماعة الاسلامية وجماعة الجهاد في مصر, والجماعة الاسلامية المقاتلة في ليبيا, والجماعة الاسلامية المسلحة في الجزائر, وأنصار الاسلام, وجند الاسلام في كردستان العراق, بالاضافة الى مجموعات صغيرة أخرى كمجموعة زهير هلال الثبيتي السعودي في المغرب, وخلية ميلانو من التونسيين في ايطاليا, ومجموعة عبد السلام المغربي في بلجيكا, ومجموعة خطاب الذي قُتل بالسم في الشيشان, ومجموعة محمد يلماز في تركيا, فضلاً عن العشرات من التنظيمات والمجموعات الأخرى في ألبانيا, كوسوفو, البوسنة وكشمير, اضافة الى الصومال والسودان وأثيوبيا وبلدان الخليج وسنغافورة, كذلك الأمر في أغلب الدول الأوروبية والولاياتالمتحدة الأميركية وأستراليا وغيرها. يركز الكتاب على تجربة البلد الذي تتحدر منه عائلة بن لادن وهو اليمن, وهي تجربة مثيرة بكل المقاييس, وتشكل حسب المؤلف المختبر الأول ل¯"تنظيم القاعدة", كما أنها معقدة الى حد أن المخفي منها أكثر من المعلوم, اذ تتداخل فيها عوامل كثيرة سياسية وقبلية وثقافية, وتتقاطع عبرها مصالح محلية واقليمية ودولية, فضلاً عن أنها تطورت بصورة لافتة ومختلفة عن بقية التجارب التي اعتمدت على العنف المسلح. فقد حصلت أول عملية رسمية ل¯"تنظيم القاعدة" في اليمن عبر الهجوم على المدمرة الأميركية "يو اس اس كول" في الثاني عشر من أكتوبر 2000, وها هو التنظيم يبرز مجدداً في اليمن مع اكتمال العقد الأول من الألفية الثالثة, وبعد رحلة الشتات الطويلة ليتصدر الأحداث الدولية ويضع القوى الكبرى أمام تحدي فتح جبهة جديدة في الحرب ضد الارهاب, بعد أفغانستان والباكستان. ويؤكد بشير البكر عدم المعرفة الحقيقية لعدد أعضاء تنظيم "القاعدة" السعوديين الجدد والذين التحقوا باليمن أخيراً, ولكن من المؤكد "يقول انهم في تزايد, وعرف عددهم طفرة قوية خلال عامي 2008 و2009, وبحسب تقديرات الخبير في شؤون مكافحة الارهاب مصطفى العاني يبلغ عددهم بين 40 الى 50 سعودياً, في حين قدر عدد أعضاء القاعدة في اليمن بنحو 150 عنصراً, وقال انهم عبارة عن خليط من جنسيات باكستانية وأفغانية ومصرية, الا أن اليمنيين يشكلون معظم عناصر التنظيم, ورغم أن التقديرات الرسمية اليمنية وغير الرسمية تفيد بأن العدد أكبر من ذلك بكثير, فان مسؤولاً في شعبة مكافحة الارهاب اليمنية قدر أخيراً عدد عناصر "القاعدة" الأجانب الذين تعتقد السلطات أنهم لا يزالون في البلاد بنحو 30 الى 40 عنصراً, يحملون الجنسية السعودية, الى جانب آخرين من بلدان عدة يُقدر عددهم ب¯30 شخصاً يحملون الجنسيات الأوروبية والأميركية الى جانب جنسياتهم العربية والاسلامية. وفي الوقت ذاته من غير المعروف عدد السعوديين الذين قتلوا في العمليات الاستباقية الأخيرة. يتوقف الكتاب أمام العمليات الاستباقية التي بدأت في اليمن نهاية 2009, ورؤية صنعاء وواشنطن لمواجهة القاعدة, وفتح جبهة دولية جديدة, بعدما بات اليمن مرشحاً لأن يتحول الى ملاذ أساسي للقاعدة بعد أفغانستان وباكستان, ووجود الكثير من الأجانب الذين جرى تدريبهم واعدادهم للقيام بعمليات نوعية في الغرب, كما يكشف التداخل بين نشاط القاعدة وعمل الأجهزة الرسمية واستفادة القاعدة من ذلك, ويتوقف عند أبرز عمليات القاعدة, وملف الاغتيالات السياسية.