span style=\"color: #ff0000\"حياة عدن/سامي نعمان كشفت وول ستريت جورنال الامريكية الشهيرة أن مصلحة خفر السواحل اليمنية، تقوم بتأجير دوريات بحرية تشمل جنود نظاميين وزوارق عسكرية، بما في ذلك الزوارق المقدمة من الولاياتالمتحدةالامريكية كمساعدات لها، خلافا لاتفاقات منح تلك المساعدات التي تشترط عدم استخدامها في الاعمال التجارية. وأشارت الصحيفة أن خفر السواحل اليمني تؤجر الدوريات البحرية عبر شركات خاصة، لحماية السفن التجارية التي ترغب بحراسة مسلحة للحماية من عمليات القرصنة البحرية في خليج عدن وباب المندب. وتثير مثل هذه الخدمات تساؤلات جديدة عما اذا كانت حكومة صنعاء تستخدم المساعدات العسكرية الأميركية بفعالية.. في ظل جدل محتدم في واشنطن حول مضاعفة المساعدات العسكرية المقدمة لليمن، بهدف تعزيز قدرات مكافحة خلايا القاعدة المتواجدة في اليمن. وقال الرئيس الجديد للجنة الامن الداخلي بالكونجرس الامريكي بيت كينج، إن تحويل المساعدات العسكرية الأميركية المقدمة لليمن تثير تساؤلات خطيرة، سيجري منافشتها قبل لجنة الأمن الداخلي،" في الجلسة القادمة للكونجرس . ووفقا لوول ستريت ذكر مسؤولون في وزارة الدفاع الامريكية ان الاتفاقيات التي بموجبها زودت واشنطن قوات خفر السواحل اليمنية بتلك القوارب تشترط ضمان عدم استخدام تلك المعدات في العمليات التجارية الخاصة... ووفقاً لأحد مسؤولي وزارة الدفاع الامريكية " القوارب التي زودت بها الولاياتالمتحدةالامريكية قوات خفر السواحل اليمنية ليس الهدف منها تقديم عمليات الحراسة المسلحة" "، مشيرا بذلك الى العمليات التجارية والمرافقة المسلحة الربحية للشركات الخاصة.
وقد قدمت الولاياتالمتحدة عدداً من الزوارق البحرية لليمن لاستخدامها في حماية السواحل اليمنية ودعم جهود مكافحة الارهاب ومواجهة التهديدات الأمنية الأخرى. وذكر أربعة مسؤولون يمنيون مطلعون على التفاصيل الامنية الخاصة، إن تأجير الدوريات لشركات خاصة للقيام بعمليات الحراسة البحرية للسفن التجارية يأتي بهدف الاثراء عبر إشراك مسؤولين رفيعي المستوى في وزارة الداخلية ومصلحة خفر السواحل التابعة للوزارة في عائدات عمليات المرافقة. ووفقا للمسؤولين والعملاء فهناك شركتان بارزتان تتوليان ترتيب معظم الاعمال المتعلقة بالحراسة البحرية، هما شركة لوتس للخدمات الامنية البحرية، ومقرها صنعاء، وشركة خليج عدن ترانزيتس (جوجات) المحدودة، وتتحصل كل شركة على رسوم حماية تبلغ 55000 دولار عن كل عملية مرافقة، يقوم بها زورق بحري مدرع يتكون طاقمه من 9 افراد يرتدون ملابس عسكرية نظامية، يرافقون السفن التجارية على طول الشريط الساحلي اليمني من المهرة إلى الحديدة لمدة ثلاثة ايام. وقال مسؤول في خفر السواحل انه يحصل على مبلغ 200 دولار، أي ضعف الراتب الشهري المتوسط تقريباً، مقابل المشاركة في عملية الحراسة التي نظمتها لوتس. ولم يتحدث عن الجهة التي تدفع له المبلغ مقابل خدماته. ودافع مسؤول حكومي مطلع على نظام خدمات الحراسة البحرية على هذه الاجراءات مشيراً أنه على حد فهمه، لا يوجد اثراء شخصي من وراء الاستخدام التجاري لقوارب خفر السواحل اليمنية والجنود، وأن كل العائدات من جبايات رسوم الخدمات تعود للحكومة. ورفض المدير التنفيذي لشركة لوتس عبدالله الحريبي ونيك دافيس المؤسس والمدير التنفيذي لشركة جواجت التعليق، كما لم تحصل جريدة وول ستريت على تعليق من وزارة الداخلية اليمنية، فيما لم يرد رئيس مصلحة خفر السواحل العميد علي راصع على الاتصالات والرسائل النصية للتعليق حول الموضوع. ووفقا لمسؤول في مصلحة خفر السواحل اليمني، يشارك في تنظيم قطاع الحراسة البحرية الخاصة إن القوارب الامريكية تستخدم في قرابة 30% من عمليات الحراسة التي تقوم بها كلا الشركتان، مضيفاً بأن المصلحة توفر لعمليات المرافقة الخاصة بالشركتين بحارة دربتهم الولاياتالمتحدة على اساس روتيني على اعمال المرافقة، مشيراً ان مسؤولي خفر السواحل يحيلون طلبات شركات الشحن المتخوفة من القرصنة إلى شركة لوتس. ,منذ عام 2003، سلمت قوات خفر السواحل الامريكية ازيد من عشرين قاربا لنظيرتها اليمنية، ومن المقرر أن تتسلم السلطات اليمني قاربين من اكبر "قوارب الحماية الساحلية" هذا العام، وعلى صعيد التدريب قدمت سلطات خفر السواحل الامريكية دورات تدريبية مكثفة لما يقارب 1800 عنصر من افراد خفر السواحل و 200 ضابط، . ولدي المسؤولين الامريكيين مخاوف مزمنة حول حسابات المساعدات المقدمة للقوات العسكرية اليمنية، مستندة على ان اعتقاد الحكومة اليمنية التي ترى ان اولوياتها مواجهة حالتي تمرد في الشمال والجنوب، وتعتبرها تهديداً امنيا اكثر الحاحاً من القاعدة. غير ان الولاياتالمتحدة تعول على صنعاء لمساعدتها في تضييق الخناق على طرق الإمداد التي تستخدم لتهريب الاسحلة والمحضورات الاخرى بين أفريقيا واليمن، إذ يعتبر خليج عدن مساراً رئيسياً لتنظيم القاعدة لإعادة التسلح وتبادل الخبرات، وفقا لمسؤولين في الاستخبارات الامريكية الذين يعتبرون خليج عدن وباب المندب من اكثر الممرات المائية العالمية التي تعج بعمليات القرصنة. وتظهر مواقع الشركتين على الانترنت صورا لجنود يرتدون الزي العسكري والسفن البحرية، وتقول لوتس في موقعها انها "تعمل بتعاون ودعم كامل من الحكومة. منتصف ديسمبر الماضي اعلنت كلا الشركتان في مواقعها على الانترنت ان كل شركة نفذت قرابة 300 عملية حماية منذ عام 2008. وقد اعلنت شركة جوجات على موقعها عن فض شراكتها السابقة مع لوتس. وقد ساهمت الولاياتالمتحدةالامريكية في تطوير قدرات خفر السواحل اليمنية بعد هجوم القاعدة على المدمرة الامريكية يو اس اس كول، التي كانت على وشك الرسو في عدن عام 2000، واودت تلك العملية بحياة 17 بحارا أمريكيا. وبلغت المساعدات العسكرية الامريكية المقدمة إلى اليمن عام 2010 قرابة 155 مليون دولار، وينتظر مقترح برفع تلك المساعدات إلى مبلغ 155 مليون دولارعام 2011 مصادقة الكونجرس الامريكي، رغم أن واشنطن خفضت مساعداتها لليمن إلى ما يقارب الصفر مطلع العقد الماضي، بسبب الفساد المستشري في البلاد.