span style=\"color: #ff0000\"حياة عدن/متابعات يسود غموض على رأس الدولة اليمنية بعد نقل الرئيس علي عبدالله صالح الى السعودية للعلاج، فيما يحتفل الشباب الذين يقودون منذ اشهر انتفاضة واسعة ب"هروب" صالح وبما يعتبرونه "سقوطا للنظام". وفيما اكدت المعارضة اليمنية انها ستعمل "بكل قوتها" على منع صالح من العودة، اكد متحدث باسم الحزب الحاكم طارق الشامي لقناة العربية ان الرئيس "سيعود خلال ايام" الى اليمن. واكدت مصادر قريبة من الرئاسة لوكالة فرانس برس ان احمد نجل الرئيس اليمني وقائد الحرس الجمهوري، موجود في قصر الرئاسة بينما نائب الرئيس عبد ربه منصور الذي يفترض ان يدير شؤون البلاد في غياب الرئيس بموجب الدستور، موجود في منزله. ويخشى النشطاء من أن عبد ربه منصور هادي نائب الرئيس اليمني ، والذي نقلت إليه صلاحيات الرئيس ، لن تكون لديه صلاحيات واسعة كما أن أفراد عائلة صالح يشغلون أعلى المناصب الأمنية والحكومية. ولم يتحدد بعد محور السلطة في اليمن بعد رحيل صالح لكن أحمد أكبر أبنائه يقود الحرس الجمهوري ويسيطر ثلاثة من أبناء أشقائه على وحدات الأمن والمخابرات في البلاد. وليس من الواضح ما اذا كان أبناء صالح وأبناء أشقائه بين 35 من أقاربه رافقوا صالح الى السعودية. واذا تأكد ذلك فان هذا ربما يشير الى أن صالح لا يعتزم العودة لليمن خلال القصف. ويشعر عدد متزايد من الدائرة المقربة من صالح أن الهجوم ربما يكون من تدبير اللواء علي محسن الذي انشق عن صالح وانحاز إلى جانب المحتجين المناهضين للحكومة ووصف الرئيس بقوله "مختل متعطش للمزيد من الدماء". وقال خبير في شؤون اليمن تربطه علاقات وثيقة بالقيادة في صنعاء "لا يمكن لأحد أن ينفذ هذا الهجوم بمثل هذه الدقة العسكرية إلا رجل عسكري. وكان السفير الامريكي في صنعاء جيرالد فيرستاين قد ألتقى اليوم الاحد نائب رئيس الجمهورية حسبما افادت وكالة الانباء اليمنية وناقش معه "العديد من القضايا والموضوعات المتصلة بالمستجدات الراهنة على الساحة الوطنية". ولم يصدر اي بيان رسمي بشأن اجراءات ادارة شؤون البلاد في غياب صالح، فيما استمر التلفزيون اليمني ببث الاغاني المؤيدة للرئيس. وكان اجتماع عقد الليلة الماضية ضم عبد ربه منصور مع ابناء واخوة وابناء اخوة الرئيس الذين يشغلون ارفع المناصب في المنظومة العسكرية والامنية في اليمن، دون ان يرشح اي شيء عن هذا الاجتماع، بحسب المصدر المقرب من الرئاسة. وذكر المصدر ان الاجتماع ضم نائب الرئيس مع اخوي الرئيس علي صالح الاحمر مدير مكتب القائد الاعلى للقوات المسلحة وقائد العمليات العسكرية، ومحمد صالح قائد القوات الجوية. كما ضم نجله احمد وابني اخيه طارق محمد عبد الله صالح قائد الحرس الخاص، وابن اخيه ويحيى محمد عبدالله صالح قائد الامن المركزي. من جهته، اكد المتحدث باسم المعارضة اليمنية "محمد قحطان" اليوم الاحد بان المعارضة ستعمل بكل قوتها لمنع صالح من العودة ، مضيفا لوكالة فرانس برس عبر الهاتف "نعتبر هذا بداية النهاية لهذا النظام المستبد الغاشم الفاسد" في اشارة الى مغادرة صالح الى السعودية. وردا على سؤال حول ما اذا كان صالح سيعود الى اليمن برأيه، قال "بالنسبة لنا سنعمل بكل قوتنا لعدم عودته" مشيرا الى ان "صفحته السياسية طويت منذ زمن".، مؤكدا بان المعارضة مستعدة للتعاون مع نائب الرئيس اليمني الا انه يجب على حد قوله اجبار ابناء الرئيس صالح على تسليم السلطة اليه ، كما اكد ان المعارضة ستلتقي "في الساعات المقبلة" مع السفير الاميركي الذي التقى صباحا نائب الرئيس اليمني، ومع سفير الاتحاد الاوروبي. وقال قحطان "نحن على اهبة الاستعداد للتعاون مع عبد ربه منصور، ولكن الصعوبة تكمن في ما اذا كان +الاولاد+ (ابناء صالح) مستعدين ليسلموا السلطة اليه".. وقال "لا بد ان يتم اجبار اولاد صالح على تسليم السلطة الى عبد ربه منصور". من جانبه أخر يواصل السفير الأمريكي بصنعاء "جيرالد فاير ستاين" تحركاته بين القيادات العسكرية والسياسية العليا في اليمن بعد رحيل صالح حيث ألتقى اليوم برئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن أحمد علي الأشول وبحث معه علاقات ومجالات التعاون المشترك بين البلدين والجيشين الصديقين لا سيما في مجالات التدريب والتأهيل وتبادل الخبرات العسكرية بين جيشي البلدين الصديقين بحسب ما نقلته الوكالة الرسمية باليمن من جانبه قدم السفير الأمريكي تعازي الولاياتالمتحدةالأمريكية للشهداء الذين سقطوا في الاعتداء الغادر لمسجد النهدين بدار الرئاسة أثناء أداء فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية صلاة الجمعة ومعه عدد من المسؤولين. وتأتي هذه التحركات الداخلية في ظل المطالبة المستمرة من قبل "منظمة هيومن رايتس ووتش" من الحكومات الأجنبية إلى فرض حظر على السفر وتجميد للأصول على صالح ومسؤوليه الأمنيين، إلى أن تكف السلطات اليمنية عن حملاتها القمعية العنيفة، وحتى تجري تحقيقات معمقة في الهجمات وحتى تقاضي المشتبه بكونهم الجناة، وإلى أن يتم تعويض الضحايا. وأكدت المنظمة على دعواتها للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول الخليج، والمانحين الدوليين الآخرين، بأن يجمدوا أي مساعدات أمنية وصفقات أسلحة مع اليمن. وقالت إنه إذا وافق صالح على التنحي، فعلى الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي ودول الخليج رفض الوعد بتقديم حصانة مطلقة للرئيس وأسرته. كما دعت مجلس الأممالمتحدة لحقوق الإنسان إلى إصدار قرار يدين انتهاكات حقوق الإنسان الجسيمة بحق المتظاهرين في اليمن، وإنشاء آليات للمراقبة والكتابة عن الانتهاكات. انتقدت مجلس الأمن على تعطله عن معالجة أزمة اليمن. وعلى صعيد أخر قال مسؤول في الحزب الحاكم في اليمن اليوم الأحد إن الرئيس علي عبد الله صالح سيعود إلى البلاد بعد أيام. في الأثناء قال مصدر طبي لرويترز ان الرئيس صالح يخضع لجراحة لاستخراج شظايا من الصدر بمركز طبي سعود. وكان صالح قد وصل الليلة الماضية إلى السعودية لتلقي العلاج من إصابات لحقت به جراء قصف استهدف مقره. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) عن مصدر مسؤول أن أسرة صالح لم تغادر معه إلى السعودية وأن من رافق صالح هم عدد من المسئولين في الدولة والحكومة الذين أصيبوا معه في القصف. ونقل "راديو سوا" عن مصادر أمريكية لم يكشف عنها، اليوم الأحد، أن هناك توقعات بألا يعود الرئيس اليمني علي عبدالله صالح مجددا إلى الرئاسة بعد قيامه بنقل سلطاته إلى نائبه عبد ربه منصور هادي، إثر إصابته بجروح في قصف استهدف المجمع الرئاسي.. وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن السعوديين الذين استقبلوا صالح في الرياض لعلاجه من الإصابات التي لحقت به سعوا منذ البداية إلى تنحية صالح عن السلطة ونقلها إلى نائبه، كما جاء في مبادرة خليجية رفض الرئيس اليمني توقيعها لأسابيع. وأضافت أنه بالرغم من أن مغادرة صالح لليمن قد تحد من التوترات في صنعاء على المدى القصير فإنه لا توجد خطة واضحة موجودة لتحقيق تحول سياسي دائم في اليمن، مشيرة إلى أن ثمة مخاوف في ظل هذا الفراغ أن تبدأ فصائل المعارضة والمحتجين الشباب في قتال بعضهم البعض. ونسبت الصحيفة إلى مسئولين سعوديين رفضوا الكشف عن هويتهم القول إن صالح وافق فقط على مغادرة اليمن عندما ساءت حالته بعد الهجوم على قصره أمس الأول الجمعة. وأكدت "نيويورك تايمز" -استنادا إلى محللين لم تسمهم- أن "المغادرة المفاجئة لصالح فاجأت اليمنيين وقد تمثل تحديا خطيرا للولايات المتحدة التي تشعر بقلق شديد حيال الفوضى المتصاعدة في اليمن". وبدورها قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن مغادرة صالح لليمن "تجعل من غير المحتمل أن يعود إليها مجددا"، معتبرة أن توجه الرئيس اليمني إلى السعودية "على ما يبدو لتلقي العلاج" زاد من فرص فقدان أحد الحلفاء الرئيسيين للولايات المتحدة في الحرب ضد القاعدة بعد أن فقد صالح سيطرته على السلطة وترك خلفه دولة تنزلق نحو الفوضى.