span style=\"font-size: medium;\" span style=\"color: rgb(255, 0, 0);\"حياة عدن/سمير حسن* انتقد ناشطون وسياسيون يمنيون التقرير الصادر عن بعثة الأممالمتحدة لحقوق الإنسان، الذي اتهم السلطات اليمنية باستخدام القوة المميتة بشكل مفرط، واصفين إياه باحتوائه على العديد من جوانب القصور، في حين وصف السكرتير الإعلامي للرئيس علي عبد الله صالح التقرير بأنه "عمل استشاري وفني غير ملزم للأخذ به". وقال المتحدث الرسمي باسم تكتل أحزاب اللقاء المشترك المعارض في اليمن، محمد قحطان، إن تقرير بعثة الأممالمتحدة لحقوق الإنسان جاء في الشكل العام إيجابيا من حيث إدانة السلطة على جرائمها ضد المحتجين سلميا، إلا أنه احتوى جوانب قصور ونقص في المعلومات كانت بحاجة إلى مزيد من التوضيح من قبل المعارضة والثوار. وأضاف قحطان إن التقرير -بالرغم مما اكتنفه من قصور- "يعد مقدمة جيدة ومشجعة للثوار في التفاعل الدولي لملاحقة مرتكبي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في اليمن". وأعرب في تصريح -للجزيرة نت- عن أمله في أن تلي هذه الخطوة خطوات أخرى، كفتح تحقيق أممي مستقل وإصدار مذكرات اعتقال دولية بحق المسؤولين عن قتل واستهداف آلاف اليمنيين. وأضاف "نعتبر هذا التقرير مقدمة وبداية حقيقية لعمل دولي من شأنه أن يعلي من حقوق الإنسان، وأن يضع منتهكي حقوق الإنسان وقاتلي المتظاهرين السلميين تحت طائلة العقوبات الدولية". قوة مفرطة وكانت بعثة الأممالمتحدة لحقوق الإنسان بشأن تقصي الحقائق في اليمن -التي زارت عدنوصنعاءوتعز في الفترة من الثامن والعشرين من يونيو/حزيران حتى السادس من يوليو/تموز من العام الجاري- اتهمت في تقرير لها أواخر الأسبوع الماضي السلطات اليمنية "باستخدام القوة المميتة بشكل مفرط وغير متناسب ضد المتظاهرين". وقال التقرير إن الدولة اليمنية "قتلت المئات وأصابت الآلاف، ودعا إلى اتخاذ إجراءات فورية لحماية المدنيين وبخاصة الأطفال، واحترام الحق في التظاهر السلمي ومواجهة ما وصفه التقرير بالوضع الإنساني المتدهور في البلاد". وطالب التقرير بتشكيل لجنة دولية مستقلة ومحايدة لإجراء تحقيقات بشأن مزاعم انتهاكات حقوق الإنسان، المتعلقة بحركة الاحتجاج السلمي في اليمن. span style=\"color: rgb(128, 0, 0);\"رؤية رسمية غير أن السكرتير الإعلامي للرئيس علي عبد الله صالح قلل من أهمية التقرير، واصفا إياه بأنه تقرير غير ملزم لكل هيئات الأممالمتحدة أن تأخذ به، مشيرا إلى أن "الدول لها حق تفسيره وحق التعاطي معه أو تجاهله". وبالرغم مما أكد عليه الصوفي -للجزيرة نت- من أن مضمون التقرير جاء -إلى حد ما- متوازنا ومقبولا في كثير من جوانبه، وأنه وزع المسؤولية عن العنف والانتهاكات بشكل متساوٍ على الطرفين، إلا أنه ألمح أيضا إلى أن التقرير كان من الممكن أن يكون أفضل بكثير مما هو عليه، لو استطاع أعضاء البعثة الأممية الوصول إلى المعلومات التي حُجبت عنهم من قبل المعارضة. ولفت إلى أن تلك المعلومات تحديدا هي المتصلة بساحة اعتصام الجامعة بالعاصمة صنعاء، التي باتت -على حد وصفه- مغلقة ويكتنفها الكثير من الأسرار، ويتعرض فيها المعتصمون لأصناف مختلفة من التحديات والانتهاكات، وبالأخص استغلال الأطفال في عروض تلفزيونية مثيرة للريبة ومحرضة على استخدام الأطفال في العنف -على حد قوله-. span style=\"color: rgb(128, 0, 0);\" عنف وتعذيب وكانت منظمة سياج لحماية الطفولة رحبت -عقب صدور التقرير الأممي- بما ورد فيه بخصوص الانتهاكات التي تعرض لها الأطفال في الاحتجاجات السلمية التي اندلعت في فبراير/شباط الماضي. واعتبرت المنظمة -في بيان صحفي تلقت الجزيرة نت نسخة منه- أن ما ورد في التقرير هو "محل قلق لديها"، داعية الأممالمتحدة إلى تحرك عاجل لوقف الانتهاكات واتخاذ تدابير عملية لملاحقة مرتكبيها قضائيا. وجاء في تقرير البعثة الأممية أنها رصدت بلاغات تؤكد تعرض العديد من الأطفال للعنف المفرط، بما في ذلك القتل والإصابة والاختناق بالغاز والتعذيب والاعتقال التعسفي والتجنيد. وقال التقرير إنه تم الإبلاغ عن مقتل 63 طفلا على الأقل في وقت زيارة البعثة لليمن، توفي معظمهم بالرصاص وبسبب الهجمات بقذائف الهاون والمدفعية على البيوت أو السيارات التي كانت تقلهم، بالإضافة إلى الكثير من الجرحى. وأشار التقرير إلى أن الانتهاكات الأكثر شيوعا ضد الأطفال كانت حوادث الاختناق بسبب التعرض للغازات التي تستخدمها قوات الأمن. وألمح التقرير إلى تلقى البعثة لقطات مصورة توثق مثل هذه الحوادث، بالإضافة إلى تلقيها مرارا مزاعم باستخدام التعذيب ضد الأطفال، وصورا لطفل عمره 15عاما وعليه آثار تعذيب، إضافة إلى إشارة التقرير الأممي إلى أن صبيا تعرض للاغتصاب على يد قوات الأمن الحكومية في عدن في شهر أبريل/نيسان، بعد أن اتهمت والدته قوات الأمن بقتل أحد المدنيين. span style=\"color: rgb(128, 0, 0);\"انتصار حقوقي من جانبه وصف رئيس منظمة سياج لحماية الطفولة في اليمن أحمد القرشي التقرير الأممي بأنه بمثابة انتصار حقوقي لضحايا الاحتجاجات السلمية في اليمن والمؤسسات التي تتبنى مساندتهم في ظل "الضغوط التي تمارسها بعض القوى الإقليمية المتورطة في دعم من وصفهم بمجرمي الحرب ضد الشعب بالمال والسلاح والدبلوماسية". وقال في تصريح للجزيرة نت إن منظمة سياج -بدعم من اليونيسيف والاتحاد الأوروبي- استطاعت حتى الآن جمع أدلة دامغة على قتل القوات الموالية للرئيس صالح أكثر من مائة طفل وطفلة، وإصابة ما يزيد على ثلاثمائة غالبيتهم بالرصاص الحي والأسلحة الثقيلة. أما رئيس حزب التجمع اليمني للإصلاح بمحافظة تعز عبد الحافظ الفقيه، فوصف التقرير الأممي بأنه حمل إجمالا إدانة واضحة لانتهاكات السلطة في تعزوصنعاءوعدن، إلا أنه حسب وصفه "لم يأت بالحقيقة كاملة". وأعرب -في تصريح للجزيرة نت- عن أمله في أن يمثل هذا التقرير بداية الانطلاق لتحرك دولي واسع في اتجاه إدانة نظام صالح ومحاسبته على كل المجازر المرتكبة في حق المتظاهرين سلميا، بإحالة هذه الجرائم إلى المنظمات الدولية لمحاكمة مرتكبيها من رموز النظام اليمني. span style=\"color: rgb(102, 102, 153);\"* الجزيرة نت