اللواء ثالث حرس جمهوري في صنعاء عدن أون لاين/ عبداللاه سُميح/ خاص: ربط نازحو محافظة أبين المقيمين في عدن، خبر تحرير مدينتي زنجبار وجعار بأبين صباح اليوم، بإنهاء التمرد في اللواء ثالث حرس جمهوري بصنعاء قبل يومين، عن طريق انتفاضة لعدد من ضباط وجنود اللواء ضد القيادة المتمردة على قرارات رئيس الجمهورية. ويقول النازحون – الذين اضطروا لمغادرة مناطقهم في أبين بسبب اندلاع المعارك الضارية بين قوات حكومية وعناصر أنصار الشريعة – أن العناصر المسلحة التي تطلق على نفسها "أنصار الشريعة" كانت غالبا ما تحقق انتصارات وتفتح للجيش اليمني جبهات أخرى في مناطق أخرى من المحافظة بالتزامن مع قرارات رئاسية تنص بإبعاد أفراد من عائلة الرئيس اليمني "المخلوع" علي صالح، من مراكزهم العسكرية الحساسة. وفي حوار على متن حافلة (أجرة) دار نقاش جاد بين ركاب الحافلة، يقول الراكب أيمن – أربعيني العمر – أن الجيش تزداد شوكته صلابة في أبين عندما يُستبعد أنصار صالح من مراكزهم العسكرية المؤثرة، حيث تابع بالقول أن أقارب الرئيس المخلوع والموالين له، يقدمون تسهيلات لعناصر القاعدة في محافظة أبين، ويمكنونهم من الاستيلاء على العتاد العسكري الذي يجعلهم في مستوى موحد مع قوات الجيش من الناحية العسكرية. واستشهد أيمن في حديثه للركاب، بحادثة مقتل أكثر من 100 جندي إبان تسليم اللواء مهدي مقولة – قائد المنطقة العسكرية الجنوبية سابقا – الذي تجاهل استغاثة الجنود وقتها مما جعل عناصر القاعدة تنجح في عملية الإلتفاف على كتيبة كاملة من اتجاه البحر في دوفس. فيما لا يزال زميله الاخر النازح – أيضا – مشككا بانتصار الجيش في أبين على عناصر القاعدة، معللا تشكيكه بالإعلان السابق لتطهير زنجبار فيما أتضح فيما بعد أن العناصر لا تزال تسيطر على المحافظة كاملة. أيمن اندفع للرد على زميله بالقول :"يابن جمال ذا الكلام كان زمان، لما كان "علي صالح" يسيطر على الجيش، أما الان فابن منصور – يقصد الرئيس – قد أعلنها هو ووبن ناصر – وزير الدفاع – على تطهير أبين من أنصار الشر.. والعودة لبيوتنا قريبة يابن جمال"، وأعقب حديثه بضحكة ممزوجة بالفرح. ذلك الربط بين اللواء الثالث حرس جمهوري وتحرير محافظة أبين من قبضة القاعدة، قد يبدو منطقيا نوعا ما، وبالعودة إلى قرار إقالة محمد صالح الأحمر من قيادة القوات الجوية، في مطلع شهر إبريل الماضي وتمرده على ذلك القرار ومحاولة إغلاقه مطار صنعاء الدولي، تزامن مع محاولة – لم تكن موفقة – لأنصار الشريعة – في اقتحام مدينة لودر بمحافظة أبين، لتشتيت الرئيس هادي وثنيه عن قراراته الحساسة وصرف النظر عنها لو مؤقتا. وهو ما أكده مراقبون، حيث وصفوا إقدام تلك الجماعة حينها على فتح جبهة أخرى للجيش في لودر كان الغرض منها جليا وواضحا، وباتت مكشوفة بأنها عبارة عن ردة فعل سياسية للقرارات التي اتخذتها القيادة السياسية مؤخرا بعزل أقارب الرئيس "المخلوع" صالح، من المناصب العسكرية الحساسة في الدولة، وفتح جبهة أخرى قد تثني تلك القرارات - ولو مؤقتا - عن مشروع (الهيكلة) للجيش اليمني وقواته المسلحة، وعدوها محاولة لخلط الأوراق العسكرية وإرباكها. وأوضح المراقبون لتحركات (أنصار الشريعة) أن الجماعة تسعى لبسط سيطرتها الكاملة على المحافظة قبل الإعلان عن جيش وطني موحد – أي قبيل الهيكلة – حتى تصبح القرارات السياسية مرهونة بورقة أبين – خاصرة الجنوب – ومسقط رأس الرئيس "هادي"، تسعى أطراف موظفة لها استخدامها للضغط أمام القرارات القهرية، إلا أنها فوجئت باستباق تلك القرارات لمخطط الجماعة المسلحة، لترتكب الأخيرة حماقة اقتحام لودر.
وكان الأحرار من ضباط وجنود اللواء الثالث حرس جمهوري - أقوى ألوية الحرس عتادا - قد أعلنوا انتفاضتهم قبل يومين ماضيين ضد قياداتهم السابقة والمتمردة على قرارات رئيس الجمهورية، وتمكنوا من طرد "عبدالحميد مقولة" ورفاقة من لواءهم، وإنهاء ذلك التمرد المؤرق للحكومة اليمنية.