يرى المهندس/ علي قاسم أن قرارات الرئيس الخاصة بهيكلة الجيش تهيئ للحوار، و تعطي مؤشرا إيجابيا واضحا أن الحوار ليس مشروطا و لا يمكن لأي طرف أن يقصي غيره، و قال قاسم في حواره مع "خليج عدن" إن الشباب هم من صنع الربيع العربي، وهم من تصدروا الصفوف في الثورة وقادوا تلك الحشود الهائلة في كل ميادين الثورة وساحات التغيير، و إلى تفاصيل الحوار: نبدأ من مجلس تنسيق القوى الثورية الجنوبية، ما الهدف من إنشاء المجلس و ما هي مكوناته؟ - طبعا مجلس تنسيق القوى الثورية الجنوبية هو بصمة جديدة وتجربة رائعة على الساحة، تبلورت فكرته لدى العديد من القوى الثورية، وهو إطار يعمل على التنسيق بين المكونات والقوى الوطنية الثورية الجنوبية لتوحيد جهودها الثورية والعمل على حل القضية الجنوبية حلا عادلا شاملا يلبي تطلعات أبناء الجنوب، * ما هي مكونات المجلس؟ - مكوناته هي كل القوى المؤمنة بالثورة الشبابية وأهدافها المتواجدة في الساحات الثورية في المحافظات الجنوبية. هل يسير المجلس وفق الأهداف المرجوة أم أن هناك معوقات وقفت في طريقه؟ و ما هي هذه المعوقات؟ - للمجلس لائحة داخلية تنظم عمله ولديه الكثير من اللجان المنبثقة منه للعمل في عدة مجالات ولديه هيئته التنفيذية، وقد حقق المجلس الكثير من أهدافه بفضل العمل الدءوب والجاد لكافة لجانه العاملة، كما أن المجلس واجه معوقات عديدة ومن ضمنها افتقاره للإمكانات المادية اللازمة نظرا لأن نشاطاته تمتد لكل ساحات الثورة و ميادينها الموجودة في المحافظات الجنوبية. كيف تقيم دور قوى الثورة الشعبية في المحافظات الجنوبية و خصوصا عدن؟ - عند انطلاق الثورة الشبابية السلمية في فبراير 2011 اندهشنا من تلك الحشود التي خرجت في كل المحافظات الجنوبية وخصوصا في عدن متفاعلة ومواكبة لكل فعاليات الثورة الشبابية السلمية ومؤمنة بأهدافها السامية، طبعا هذا التفاعل الحاشد كان نتيجة للوعي المجتمعي الموجود لدى أبناء عدن وإيمانهم بأن الثورة الشبابية السلمية تمثل طوق نجاة لكل أبناء اليمن للتخلص من نظام علي عبدالله صالح العائلي. و ماذا عن دور و موقع الشاب في مجلسكم "مجلس تنسيق قوى الثورة الجنوبية؟ - لا يخفى على الجميع أن الشباب هم من فجر هذه الثورة، ليس في اليمن فقط، بل أن الشباب هم من صنع الربيع العربي ، وهم من تصدروا الصفوف في الثورة وقادوا كل تلك الحشود الهائلة في كل ميادين الثورة وساحات التغيير، والشباب لهم وضعهم المميز في مجلس التنسيق ومتواجدون في مراكزه القيادية وفي كل لجانه وهو ما يعطي المجلس هذه الحيوية التي ترونها اليوم على الساحة الجنوبية. ماذا عن تواصلكم مع بقية المكونات الثورية في الجنوب بشكل خاص و على مستوى الوطن بشكل عام؟ - طبعا يظهر من اسم مجلسنا أنه كيان تنسيقي توافقي، ولهذا فنحن متواصلون مع كافة القوى الموجودة في الجنوب تقريبا، ونحن نسعى لإيجاد تنسيق مواقف مشتركة مع شركائنا في النضال لبلورة رؤية سياسية موحدة لحل القضية الجنوبية إن أمكن لأننا متأكدون أن التفرق والتمزق لن يكون في مصلحة القضية ولا أبناء الجنوب التواقين للأمن والاستقرار وحل قضيتهم. هل انتم راضون عن ما تم انجازه في الإعداد للحوار الوطني؟ خصوصا ما يتعلق بتمثيل الشباب في مؤتمر الحوار؟ - صحيح أن النسبة المحددة للشباب في مؤتمر الحوار الوطني سواء عبر الأحزاب السياسية أو للمستقلين تعتبر نسبة معقولة ولكني أستغرب من الآلية المتبعة لاختيار الشباب المشاركين بالحوار، فقد كنت أتمنى أن تكون الآلية بالنسبة للشباب موحدة وواضحة أكثر، كما أن تمثيل الشباب في اللجنة الفنية كان ضعيفا ولم يعكس مدى وجود الشباب وتأثيرهم على الساحة وخصوصا بعد الثورة الشبابية السلمية. ما هي رؤيتكم كشباب للثورة في الجنوب فيما يتعلق بالحلول المطروحة لحل القضية الجنوبية ؟ - نحن كشباب وضعنا القضية الجنوبية في أولويات القضايا التي خرجنا لنناضل من أجلها وهي في مقدمة أهداف الثورة السلمية وتحتل مكانة خاصة عند كل الشباب، وقد حددنا من أول يوم أننا مع حل هذه القضية حلا عادلا يلبي تطلعات أبناء الجنوب، ونحن كشباب لنا رؤية قدمناها ونرى أنه لا يمكن لأي طرف أو فصيل ان يفرض أجندته ورؤاه في معزل عن باقي القوى الحية الموجودة بالساحة الجنوبية، وعليه فإننا كشباب نرى أن الحوار هو السبيل الأمثل والآمن لحل القضية الجنوبية بعيدا عن الإقصاء والتهميش لأي فصيل أو مكون جنوبي. أعطي للجنوبيين حق التمثيل في مؤتمر الحوار بما لا يقل عن 50% من قوام المؤتمر، كيف تقيم ذلك؟ - بصراحة لقد أفرحتنا كثيرا كل تلك الخطوات الجريئة التي قامت بها اللجنة الفنية للحوار الوطني وخصوصا عندما اعتمدت نسبة 50% من قوام مؤتمر الحوار للجنوبيين، برأيك هل يساهم هذا في الحد من تشكك بعض الجنوبيين من الحوار؟ - أظن أن مثل هذه القرارات كفيلة بأن تكون مؤشرا واضحا بأن الحوار الوطني اليوم لا توجد له سقوف ولا يوجد إقصاء فيه لأي طرف، وهي فرصة لكل الجنوبيين الشرفاء والحريصين على حل القضية الجنوبية أن يشاركوا وبفعالية وخصوصا في ظل هذه المباركة الإقليمية والدولية لمؤتمر الحوار، وأظن أن من يمتنع اليوم عن الدخول في الحوار هي الأطراف التي تمارس العنف والتخريب وليست ثقافة الحوار موجودة في أجندتها. كيف تقيمون قرارات الرئيس في إعادة هيكلة الجيش؟ - مع صدور القرارات الرئاسية الأخيرة الخاصة بهيكلة القوات المسلحة أرى أن الأجواء باتت مهيأة أكثر للبدء بالحوار الوطني الشامل، وهو المعول عليه لحل كل القضايا الشائكة الموجودة على الساحة اليمنية، وفي مقدمتها القضية الجنوبية لما تمثله من قضية هامة وملحة ومحل إجماع كل أبناء اليمن شمالا وجنوبا، ولكن مازال التحدي الأمني هو الأبرز حاليا وهو ما يتجلى بجرائم الاغتيالات المتكررة التي تتسارع وتيرتها وخصوصا في المحافظات الجنوبية وهو ما يمثل قلقا لكل الأطراف السياسية المؤمنة بالثورة والتغيير.