الاحتلال يواصل توغله برفح وجباليا والمقاومة تكبده خسائر فادحة    صعقة كهربائية تنهي حياة عامل وسط اليمن.. ووساطات تفضي للتنازل عن قضيته    في عيد ميلاده ال84.. فنانة مصرية تتذكر مشهدها المثير مع ''عادل إمام'' : كلت وشربت وحضنت وبوست!    انهيار جنوني للريال اليمني وارتفاع خيالي لأسعار الدولار والريال السعودي وعمولة الحوالات من عدن إلى صنعاء    حصانة القاضي عبد الوهاب قطران بين الانتهاك والتحليل    نادية يحيى تعتصم للمطالبة بحصتها من ورث والدها بعد ان اعيتها المطالبة والمتابعة    باستوري يستعيد ذكرياته مع روما الايطالي    فودين .. لدينا مباراة مهمة أمام وست هام يونايتد    انهيار وافلاس القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الحوثيين    "استحملت اللى مفيش جبل يستحمله".. نجمة مسلسل جعفر العمدة "جورى بكر" تعلن انفصالها    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    مدرب نادي رياضي بتعز يتعرض للاعتداء بعد مباراة    فضيحة تهز الحوثيين: قيادي يزوج أبنائه من أمريكيتين بينما يدعو الشباب للقتال في الجبهات    خلافات كبيرة تعصف بالمليشيات الحوثية...مقتل مشرف برصاص نجل قيادي كبير في صنعاء"    الدوري السعودي: النصر يفشل في الحاق الهزيمة الاولى بالهلال    في اليوم ال224 لحرب الإبادة على غزة.. 35303 شهيدا و79261 جريحا ومعارك ضارية في شمال وجنوب القطاع المحاصر    الطرق اليمنية تبتلع 143 ضحية خلال 15 يومًا فقط ... من يوقف نزيف الموت؟    الدكتور محمد قاسم الثور يعزي رئيس اللجنة المركزية برحيل شقيقه    الحوثيون يتكتمون على مصير عشرات الأطفال المصابين في مراكزهم الصيفية!    رسالة حاسمة من الحكومة الشرعية: توحيد المؤتمر الشعبي العام ضرورة وطنية ملحة    منظمة الشهيد جارالله عمر بصنعاء تنعي الرفيق المناضل رشاد ابوأصبع    بن مبارك يبحث مع المعهد الملكي البريطاني "تشاتم هاوس" التطورات المحلية والإقليمية    السعودية تؤكد مواصلة تقديم المساعدات والدعم الاقتصادي لليمن    الحوثيون يعلنون إسقاط طائرة أمريكية MQ9 في سماء مأرب    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    المطر الغزير يحول الفرحة إلى فاجعة: وفاة ثلاثة أفراد من أسرة واحدة في جنوب صنعاء    مسيرة حاشدة في تعز تندد بجرائم الاحتلال في رفح ومنع دخول المساعدات إلى غزة    رئيس مجلس القيادة يناقش مع المبعوث الخاص للرئيس الروسي مستجدات الوضع اليمني مميز    ميسي الأعلى أجرا في الدوري الأميركي الشمالي.. كم يبلغ راتبه في إنتر ميامي؟؟    تستضيفها باريس غداً بمشاركة 28 لاعباً ولاعبة من 15 دولة نجوم العالم يعلنون التحدي في أبوظبي إكستريم "4"    بيان هام من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات من صنعاء فماذا قالت فيه ؟    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    تدشيين بازار تسويقي لمنتجات معيلات الأسر ضمن برنامج "استلحاق تعليم الفتاة"0    شاب يمني يساعد على دعم عملية السلام في السودان    أعظم صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها.. كررها 500 مرة تكن من السعداء    الخليج يُقارع الاتحاد ويخطف نقطة ثمينة في الدوري السعودي!    مأرب تحدد مهلة 72 ساعة لإغلاق محطات الغاز غير القانونية    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا لكرة القدم للمرة ال15 في تاريخه    النقد الدولي: الذكاء الاصطناعي يضرب سوق العمل وسيؤثر على 60 % من الوظائف    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    سرّ السعادة الأبدية: مفتاح الجنة بانتظارك في 30 ثانية فقط!    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في برنامج خواطر وذكريات على قناة (يمن شباب) عبد الله الأصنج: ادعو "البيض" أن يصمت لأنه لا يتحدث بخير وعليه الاتعاظ و المخلوع "صالح" بمصير الطغاة العرب
نشر في عدن أون لاين يوم 27 - 07 - 2012


عدن أونلاين/خاص-أعده للنشر:أشرف خليفة
وزير الخارجية اليمني الأسبق الدكتور عبد الله الأصنج يمتلك تاريخ نضالي حافل ومليء بالأحداث السياسية أقصي من جنوب الوطن بعد الاستقلال ذاهباً إلى الشمال وهناك تآمر عليه علي صالح وأراد به شراً ليترك اليمن شمالاً وجنوباً إلى المملكة العربية السعودية.
قدمت قناة يمن شباب خلال شهر رمضان برنامج خواطر و ذكريات حيث استضافت المناضل الدكتور عبد الله الأصنج ليسرد الأحداث التي مرت بها البلاد منذ الاستعمار البريطاني وكذا عهد الحكم الإمامي إلى كيفية إبرام اتفاقية الوحدة ووضع وجهة نظره في الوضع السياسي الراهن.
"عدن أونلاين" حرص على إعادة نشر البرنامج صحفياً لما يحتوي على أهمية بالغة ولتوثيقه صحفياً حتى يتسنى للجميع العودة لما تم ذكره والاستفادة منه في أي وقت.
قدمنا لكم في هذه المساحة أربع حلقات على أن نتواصل معكم مع بقية الحلقات في العدد القادم.

لمحة تاريخية
استعرض بداية المحميات والسلطانات الجنوبية التي تحيط بمحافظة عدن أيام الاستعمار البريطاني حيث قال: المحميات التي تحيط بعدن هناك الغربية والشرقية ومحمياتها الشرقية تتألف من السلطنة القعيطية والكثيرية وسلطنة المهرة كما كانت هناك سلطنات ومشيخات غربية البعض كانت سلطنات راسخة ومؤسسة مثل سلطنة لحج العبدلية مثل سلطنات في أبين الفضلي ومشيخة بيحان ومشيخات في الضالع وكانت ردفان تتبع سلطنة لحج في ذلك الوقت وكانت في يافع السفلى سلطنة أقصد جعار ويافع العليا فيها الثائر محمد بن عيدروس العفيفي الذي عزله الانجليز وحاصروه في جبال يافع كانت هناك إمارات صغيرة مثل الحواشب والصبيحة في المنطقة الغربية.
وذكر تأسس الاتحاد الفيدرالي التي كانت تحكم مع الاستعمار البريطاني في ذلك الوقت قائلاً: على أي حال مرحلة لاحقة كما يتذكر الجميع تأسس اتحاد إمارات ومشيخات الجنوب العربي أو ما كما يعرف الاتحاد الفيدرالي وكانت هناك حكومتين حكومة عدن المستعمرة وحكومة الاتحاد الفيدرالي وكان مقر الحومة الفيدرالية في منطقة الحسوة أو ما يسمي بمدينة الاتحاد وبالمناسبة اعتقلنا هناك في فترة طويلة من الزمن في مدينة الاتحاد في المناطق السكنية وبحراسة الجيش الاتحادي بعد حادث قنبلة المطار التي استهدفت المندوب السامي البريطاني ووفد اتحادي كان مغادر إلى لندن لإعلان دولة الاتحاد دون استفتاء شعبي ودون إقرار من الجماهير تطورت الأمور وتصاعد النضال ضد الاستعمار البريطاني.
وأشار إلى التوتر الذي حدث بين بريطانيا ومصر حين تدخلت لمناصرة شمال اليمن من ظلم الإمام حيث تحدث قائلاً: وكان وجود القوات المصرية أيام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في شمال الوطن لنصرة الثورة السبتمبرية كان سببا لخلق أجواء توتر بين مصر وبين بريطانيا وانقسم الرأي العام في اليمن بين مؤيد للثورة السبتمبرية والنضال ضد الاستعمار البريطاني وبين مؤيد ومتعاون ومتضامن مع الحكم المتوكلي في الشمال وهذا أوجد جو مواجهة كانت سبب في أن المصريين في الشمال رأوا في الوجود البريطاني عنصر تخريب وتقويض لوجودهم في الشمال وسمعت هذا الكلام من الرئيس جمال عبد الناصر في ذلك الوقت عندما دعاني فجأة من محل إقامتي في حي جاردن سيتي بالقاهرة إلى ميدان عابدين وكانت هناك مناسبة عيد العمال الأول من مايو وانتقلت بسيارة شرطة مصرية إلى ميدان عابدين و هناك كان متواجد جمال عبد الناصر وأنور السادات وزكريا محي الدين وعبد الحكيم عامر وكلهم كانوا موجودين واستقبلوني بود كامل وقيل لي أنت تلقي كلمة بهذه المناسبة وقالي لي عبد الناصر يا عبد الله الانجليز بيقتلوا أولادي في اليمن وأنا مش حسكت عليهم لا زم انتو تعملوا حركة لمنع الانجليز وجماعتهم ويقصد السلاطين في ذلك الوقت عشان يتركوا قواتي بأمان وأنا سأدبر أعمال فدائية ضد الانجليز في الجنوب.
وعن جهاز الأمن المصري الذي تأسس في محافظة تعز قال: وهكذا بدأت فكرة تأسيس جهاز أمن مصري في مدينة تعز وكان يطلق عليه بتسمية الجهاز العربي واستقطب عناصر من الجبهة القومية و عناصر من جبهة التحرير وجند عدد كبير من المناضلين الجنوبيين من مختلف المناطق الجنوبية باسم جيش التحرير وباسم فدائيي الجبهة القومية والتنظيم الشعبي وحزب التحرير وبدأت المواجهة المسلحة من عناصر جنوبية ضد الوجود البريطاني في عدن ومحمياتها لم تكن عدن الساحة الوحيدة للنضال ضد الاستعمار البريطاني بشكل إضرابات وتفجير مفرقعات وطرود ناسفة وما إلى ذلك ولكن كانت ردفان وكانت المناطق الغربية والشرقية وحتى حضرموت شريك فاعل في النضال المسلح ضد الوجود البريطاني وضد حكومة الاتحاد الفيدرالي من السلاطين والمشيخات الجنوبية لتلك المرحلة رجالها وساحاتها وكان دور الإشراف للأمن المصري في مدينة تعز بموافقة الحكومة اليمنية في صنعاء ملموس ومعروف كان بعض الإخوة الشماليين يعطفون على التوجه الاستقلالي من الوصايا الخارجية لجبهة التحرير وكانت الجبهة القومية هي التي تدعم دعما كاملا من الجهاز الأمني المصري وهذا لا يعني أن جبهة التحرير لم تتلقى دعما ولكن لم يكن مماثلاً وموازيا لما كان يتلقاه الجبهة القومية في تلك الفترة من دعم مالي وبالأسلحة ومن التدريب من الإخوة المصريين في الجهاز المصري في مدينة تعز ولهذه المواقف تبعاتها.
رفض الحديث عن صراعات الماضي
الاستعمار البريطاني بعد ما شهد نضال أبناء الجنوب أعلن مغادرته الجنوب حيث قال في ذلك: ربما يصح القول بأن بريطانيا بعد فترة معينة من إعلان النضال المسلح بالجبهتين التحرير والقومية أبلغت مجموعة السلاطين وحكام الجنوب بأنها ستقرر مغادرة الجنوب وإعلان الاستقلال وان عليهم إما أن يحتفظوا بما تحت أيديهم من سلطة وإمكانيات ويدافعوا عن الجنوب وإما أن يبحثوا عن حل آخر وعند هذه النقطة اختار عدد كبير من السلاطين أن يتخلوا عن مسؤولياتهم في الحكومة الاتحادية وأن يضرب في الأرض يمينا وشمالا سعياً وراء النجاة والفوز بمكان آمن واضطر عدد من السلاطين مغادرة سلطناتهم ومشيخاتهم ووصل شريف بيحان إلى المملكة العربية السعودية وحل ضيفاً فيه على المغفور له بإذن الله الملك فيصل وكذا استقر السلطان أحمد الفضلي في القاهرة ضيفا على الرئيس عبد الناصر واستقر سلطان الحواشب وكذا سلطان القعيطي وعدد من سلطنة الكثيري جميعهم استقروا بداية في المملكة العربية السعودية ضيوف مرحب بهم في المملكة وبقى عدد كبير من السلاطين والمشايخ وزعماء مثل المصلي والمصعبي والعفيفي في تعز أكرمتهم محافظة تعز وقام الرئيس السلال برعايتهم وكنا نحن نتردد أو نتنقل بين القاهرة وتعز واريتريا حتى صدر قرار جمهوري أصدره الرئيس المرحوم القاضي عبد الرحمن الإرياني بأن يؤسس مجلس وطني وخص الجنوبيين فيه بخمسة وعشرين مقعد وأذكر أنه جاءني الوزير عبده عثمان واتصل بي الأخ محمد الرباعي والمرحوم عبد الله حمران وطلبوا مني أن أعود مع رفاقي إلى تعز وعدت بعد فترة إلى تعز مع عدد من الزملاء أذكر منهم محمد سالم علي ومحمد سالم باسندوة ومحمد سعيد باشرين وعبد الجبار السوقي وآخرين كنا نعيش بين القاهرة وأسمرة في اريتريا ولكن امتثال لرغبة القاضي عبد الرحمن الإرياني رحمه الله والشيخ محمد علي عثمان ونصيحة الأستاذ محمد احمد النعمان ونجله الفقيد استجبنا وعدنا جميعا إلى تعز وبدأنا مشوارا من جديد نستوحي به علاقتنا في الجنوب بأحرار الشمال على مدى جيلين متعاقبين.
ورفض الحديث عن الحرب التي حدثت بين الجبهة القومية وجبهة التحرير حيث قال: استأذنكم إلى ألا أتطرق إلى تلك المواجهات المأساوية التي كانت الحرب والتصفية الجسدية بين الجبهتين القومية والتحرير لأن تلك الأحداث أصبحت من حساب الماضي التي يجب أن ينساها الجميع ولكي لا نفضل بالحديث عن فضل جبهة عن الأخرى كان ذلك تاريخ معيد لنا جميعا من كان ينتمي للجبهة القومية أو التحرير والتنظيم الشعبي لان العدو كان واضح هو الاستعمار البريطاني ولكن كان أن ينصرف عقلاء الجبهتين لمواجهة بعضهم البعض في تلك الفترة هو الخطأ بعينه وتكرار الحديث عليه إنما هو مبعث لذكر ذكريات مؤسفة ونحن جميعا نعتذر عنها وأناشد أخوتي في الجبهتين بأن يسمو فوق الجراح وأن ينسوا مرحلة لم تكن هينة على كل من عايشوها وتفاعلوا معها وكان لهم دور في تأجيج حدة الصراعات بين شركاء الوطن وشركاء المصير اسمحوا لي لأن انتقل بكم إلى مرحلة لا تزيد من خلافات لم تنته حتى اليوم إلى مرحلة وآفاق تكون مبعثا إلى تفاءل وإلى العمل الوطني المشترك الذي نلتزم به جميعا سواء من الجيل السابق أو الأجيال اللاحقة نحن أبناء قضية واحدة وأبناء وطن واحد لا حاجة لنا أن نستجر آلام الماضي وأخطائه.
مساويء الوحدة
وذكر مساوء الوحدة التي أبرمت من قبل طغاة (حد وصفه) وكيف تم هضم الكوادر اليمنية التي تم الاعتراف بقدراتهم على الصعيد العربي والعالمي حيث قال: دعونا ننتقل إلى مرحلة تكريس الوحدة والأخطاء التي ارتكبت تحت مسمى الوحدة أو اتفاقية الوحدة في العام 90 كان إبرامها من قبل الطاغية علي عبد الله صالح و الرئيس المثيل في الصفات والسلوك والسوء وليعذرني بعض الأخوة أني أطلقت مثل هذه الصفات المعيبة على صانعي الوحدة لأن صناعة الوحدة لم تكن مبنية على أسس ومضامين ولا حتى على استفتاء للجماهير المعنية بمصير بلد في الجنوب جمهورية الجنوب وجمهورية الشمال اذكر في هذا المجال المتشبثين بالوحدة الآن شمالا على سبيل المثال هم الذين عارضوها بقسوة وبشدة في بدايتها والمؤيدين للانفصال كان بعضهم أكثر تصلبا في الموقف المعارض لإبرامها وجرت محادثات لم يعرف الناس المعنيين بالأمر أقصد الشعب تفاصيلها أكثر من الأناشيد والأغنيات والأهازيج التي ترددت في عدن وصنعاء وتعز والحديدة وفي كل أرجاء اليمن شمالا وجنوبا استفاد وجنا ثمار الوحدة حفنة من سيئي السمعة وتضرر منها أبرياء كثيرون انتشرت الكفاءات اليمنية في المهاجر واستقرت في عواصم عربية وفي عواصم أجنبية في أوربا والولايات المتحدة وكندا وكانت الوحدة مصدر إثراء فاحش لمستفيدين روجوا لها بعد أن تحققت وكان لهم موقف مغاير كانوا من أشد المعارضين لها وفقدت خبرات فنية فرص تطوير مجتمعاتها وأجبرت على المغادرة سعيا وراء الرزق في بلاد الغير كان هناك المهندس العالمي مجيد جرجرة الذي خطط ونفذ أكبر مشروع جسور في استراليا وكان هناك تربويين تخرجوا من جامعات أوربا والولايات المتحدة انضموا إلى جامعات ومدارس ومعاهد خليجية وكان هناك أطباء غادروا مستشفى الثورة في صنعاء ومستشفى الملكة إليزابيث في خور مكسر في عدن وأصبحوا مراجع طبية عالمية في الولايات المتحدة وفي كندا وفي بريطانيا كل هذا يشكل في مجمله رصيد كفاءات خسرته اليمن وتعاقبت العهود الحاكمة ففي الجنوب تولى عن الحزب الاشتراكي اليمني في مرحلة ما قبل الوحدة بين الشطرين وحتى إتمامها علي سالم البيض ولن أجرح في الرجل ولكني أشير إلى انه اتخذ من الخطوات الهوجاء الغير المدروسة ما ألحق بضرر بالغ بالجنوبيين حين ابرم اتفاق غير متوازي مع علي عبد الله صالح كما أن علي عبد الله صالح انفرد بنظام الوحدة وغدر بالشريك الجنوبي وإقصائه حتى عن المشاركة في اتخاذ القرارات المصيرية باسم اليمن الواحد وتلك طبيعة الحكام الذين ينفردون بالسلطة وتعاني منهم الشعوب ما تعاني من ضيم وقهر وإقصاء ومثل هذه الأنظمة لا يصلح التفاؤل بأن هناك طريق سلمي لإصلاح ما أفسده الطغاة وتلك التجربة أمامنا في صنعاء اليوم يلعب الرئيس المخلوع دورا لتمزيق وتشتيت الأوضاع الداخلية فهو لا يقر بأنه قد تنازل وانتهى وحصل على أفضل الشروط وفي رأيي وأنا لست مخطئ به ويشاركني فيه الكثيرون أن ما ارتكبه علي في حق اليمن واليمنيين وفي حق الوحدة ما يبرر للناس بأن ينهوا كل تنازلات وكل تطمينات وكل التزامات داخلية وخارجية أعطيت لهذا الرجل وعليهم بأن يتمسكوا بحقهم في مقاضاته أما الأخ علي سالم البيض فأمامنا سجل ما ارتكبه من أخطاء في سياساته الداخلية والخارجية ويكفي بأن نطلب منه بأن يسكت لأنه لا ينطق خيراً فعلى هؤلاء الطواغيت بأن يكتفوا بما صنعوا بالناس وبالأوطان على هؤلاء الطواغيت بأن يعتذروا و يعتبروا بما حدث لطواغيت أمثالهم في مصر وفي تونس وفي ليبيا وفي عواصم عربية أخرى تنتظر ما سيحصل لطواغيت مثل أولائك لأن الحق يدوم حتى قيام الساعة وأما الظلم والخداع والمكر فلا يدوم لأكثر من ساعة ويندثر ويتوارى وتلك حكمة الله في الأرض فرعون طغى وبغى وانتهى ومبارك طغى وبغى وانتهى وعلي عبد الله صالح تتاح له فرصة للتوبة ولكنه لا يعي فهو يصنع لنفسه مأساة وكارثة أو أم الكوارث إن صح التعبير نحن نمر بأوضاع شديدة التعقيد أوضاع داخلية وخارجية الوطن العربي يرزح تحت متغيرات لا أول لها ولا آخر عواصف سياسية وعواصف اقتصادية واجتماعية فالمطلوب اليوم من أبنائي الشباب أن يستيقظوا على هذه الحقيقة وعلى هذا الواقع المعاش وأن يتركوا التنابز والتطاحن والذي سيؤدي بنا وبهم في المقام الأول إلى طريق مسدود وعواقب مجهولة أرجو أن ينظر الجميع إلى واقعهم المعاش بنظرة واقعية وأن يضعوا مصلحة الوطن و الشعب موضع اهتمامهم وتضحياتهم الحاضرة والمستقبلية أتمنى أن لا يتصارعوا حول سلطة وأن لا يتصارعوا حول منافع شخصية وأن يكون الوطن هو أمام أعينهم دائما وفي وجدانهم أرجو ذلك وأنا على ثقة بأن الشباب قادرين على فعل ما هو مأمول.
الوحدة كانت الدعوة لإقامتها منذ فترة بعيدة منذ الحكم الإمامي في الشمال والاستعمار البريطاني في الجنوب حيث قال: الوحدة السياسية بدأت الدعوة لها من فترة بعيدة وخاض غمارها الرعيل الأول من الأحرار اليمنيين حين ما لجأ الأستاذ النعمان والقاضي الزبيري إلى عدن هروبا من بطش الإمام في عهد الاستعمار البريطاني وفتحوا مكتبا للاتحاد اليمني وقام المرحوم الفضول عبد الله عبد الوهاب نعمان بإصدار صحيفة الفضول في ذلك الوقت للتوعية بقضية الأحرار اليمنيين في الشمال وحشد الجمهور المواليين لقضية التحرر من الحكم الإمامي في ذلك الوقت وتدرجت الدعوة للوحدة اليمنية وتبنتها هيئات وأحزاب وتنظيمات سياسية في مدينة عدن ولعب في مجال التوعية للتخلص من الحكم الإمامي سياسيون جنوبيون يمنيون مثل آل لقمان من صحيفة فتاة الجزيرة والقلم العدني وصحيفة النهضة الذي كان يحررها الأستاذ عبد الرحمن جرجرة الشيبة وصحف المؤتمر العمالي العامل والعمال وصحيفة البعث الرائدة للأستاذ محمد سالم علي ثم صحف أخرى أصدرها عبد الله باذيب وصحف أخرى أصدرها الأستاذ بافقيه وصحف أخرى تابعة لرابطة أبناء الجنوب بالإضافة لهم النوادي القروية نادي أبناء المقاطرة ونادي أبناء القبيطة واليوسيفيون وكل التنظيمات القروية التي تأسست في عدن دعت إلى توحد اليمن شماله وجنوبه ولعبت حكومة الثورة السبتمبرية دورا في تبني مواقف الحركة الوطنية الجنوبية كما قامت في الجنوب في فترة لاحقة أحزاب سياسية التحقت بالتيار القومي أي البعض كان يتبنى وجهات نظر الرسالة الخالدة للبعثيين وشعارات حركة القوميين العرب وكان من رموز تلك الفترة الأخ المرحوم قحطان الشعبي وعلي احمد السلابي وطه احمد مقبل وكثيرين من حركة القوميين العرب ومن نادي الشباب الثقافي الشيخ عثمان هذا بالإضافة إلى الحزب الرائد في الجنوب حزب الرابطة وحزب الجمعية العدنية والتي كان يتولاها الأستاذ محمد علي لقمان والمجاهد الكبير محمد حسن خليفة والمناضل عبده حسين الأهدل واعتذر لعدم ورود أسماء كثيرة أخرى لم تحالفني الذاكرة لاستذكارها هذا في ما يخص قضية الوحدة و إلى ما وصلت له في النهاية في العام 90 .
ارتجال في إعلان الوحدة
وذكر كيف تم إبرام الوحدة بين علي صالح وعلي سالم دون مشاركة شعبية قائلاً في ذلك: حين تباحث علي عبد الله صالح وعلي سالم البيض في أمر إعلانها كما قلنا في الحلقات السابقة دون مشاركة الشعب اليمني مثل هذا القرار المصيري وأما كيف تلاحقت المراحل وهذه فتره زمنية لا شك أن الشباب اليوم قد عايشها وعاصروها فالكل مقتنع بأن قضية الوحدة خرجت عن طريقها وغدر علي صالح بالشريك الجنوبي وأقصاه ولم يعد للجنوب يمثله بشكل متوازنا ومتكافئ مع الشريك الشمالي وأصبح علي صالح هو المصدر الوحيد للقرارات السياسية والاقتصادية وإدارية انفرد بالحكم لوحده وطبعا أيضا الوحدة حظيت بمعارضين لها في الماضي تحولوا إلى مؤيدين لها اليوم بدافع مصالح ذاتية ونحن اليوم في مرحلة السؤال الحائر هل تبقى هذه الوحدة كما هي أم أن هناك مجال إلى تطويرها وعودتها إلى أصولها بحيث يكون الشعب هو مصدر القرار المتعلق بحاضر الوحدة ومستقبلها في الجنوب هناك دعوة انفصال ويجب أن نفهمها فهما صحيحاً لأن من يعاني من وضع سياسي في بلده يحق له أن يتبنى مواقف لم تكن تدور في البال معظم الناس أو الفئة الأكثر تمسكا بالوحدة هي من أكثر تضررا الآن من الوحدة كيف نعالج هذه المعضلة وكيف نتغلب على ملابساتها ونتخلص بما وقعت فيه من مثالب وأخطاء أقول بداية في تصوري وقد أكون مخطئ أن إنهاء علاقة علي صالح بأوضاع اليمن الداخلية والخارجية هي المفتاح إلى بداية الحل الناجع إلى ما نعاني منه سياسيا واقتصاديا وجغرافيا هناك رغبة خارجية عربية دولية إلى أن يستقر اليمن كيف يستقر اليمن إذا كان لا يزال في أوساطه من يفضل الدراهم على المصلحة العامة كيف يمكن أن ننتظر تحولا نحو الأفضل إذا كان القوة العسكرية الضاربة لا تخضع إلى إرادة الشعب وهي عبارة عن ملكيات خاصة أما للقبيلة أو لعناصر أساسية في تحالف القبيلة والعسكر هذه هي مشكلة اليمن اليوم لا ضير في أن نطالب برحيل علي عبد الله صالح فورا وبدون إبطاء لا ضير لأن ندعو إلى هيكلة القوات المسلحة والأمن في أسرع وقت ممكن لا ضير بأن نبحث مع الجهات العربية والدولية ماهو يهمها في اليمن وماهو مايقنعنا بان هذه الأهمية لن تلحق ضررا باليمن نحن لا نرفض متطلبات استراتيجيه أقرها النظام العربي في أكثر من دولة عربية يجب أن نفكر بأن اليمن بحاجة إلى تماسك داخلي والى إقرار بمصالح من خارج اليمن باليمن ولا نزايد ولا نتجاهل هذه الحقيقة التي ستفرض نفسها علينا شئنا أم أبينا دول عربية كبيرة وكثيرة قد تجاوزت هذه المحنة وأقرت طبيعة العلاقة المستقبلية بالدول الأخرى ونحن لسنا الملائكة في شبه الجزيرة العربية ولا يمكن بأن نكون الأبالسة في شبه الجزيرة العربية والخليج نحن من هذا النسق وهم منا هذا ما أحاول أن أتحدث فيه حتى أغطي قدر الممكن ما نعيشه اليوم لا للتخبط لا للمتاهات ولكن إقرار ما يجب أن نقره كواجب وطني أولا وكحقيقة سياسية تفرض نفسها علينا وعلى كل ما هو حولنا ثانيا وعلى أن سكة السلامة هي المعرفة لا الجهل أو التجاهل والحديث قد يطول على ما آلت إليه اتفاقية الوحدة والتي ابرمها علي عبد الله صالح وعلي سالم البيض وان كان مآلها مؤسف ومحزن لأنه لم يعد هناك ما يبرر استمرار الوحدة على الصورة التي وقفت عندها الكل يشكو من الفساد الكل يشكو من تغليب المصلحة الخاصة على المصلحة العامة الناس في الشمال وفي الجنوب يشكون من قهر الطغمة الحاكمة لا يختلف اثنان في هذه الأمور ومع ذلك أن هناك من يتغنى بالوحدة ويصر على أن تستمر دون إصلاح وتصليح وتصحيح الوحدة بحاجة إلى من يصحح مسارها ويجعلها وحدة شعب وجماهير وليست وحدة نظام وزبانية النظام هذا ما يجب أن يفطنه اليمنيون المهتمون في ما آلت إليه أوضاعهم أنا أعتقد أن هناك الكثير من اليمنيين هم تواقين إلى أن يجدوا مخرجا لكل معضلة ولكل مشكلة سياسية وأن النخبة الواعية هي المدركة لما ستؤول إليه الأمور على حالة الضياع التي هي فيه.
ودعا الكل إلى التفكير جيداً فيما تمر به البلاد حيث قال: دعونا نفكر معاً جميعا شبابا وشيوخا نخب واعية مثقفة وجمهور من القبائل اليمنية المدركة بخطورة المرحلة دعونا نفكر سويا في مخارج سياسية تخدم الشعب وتخدم يمن الأمس واليوم يمن الأمس بما معنى أن هناك دولتان دولة في الشمال ودولة في الجنوب وأصبحت دولة بعد الوحدة وكما أسلفنا أن الوحدة جاءت عكس ما كان يتمناه الشعب هل هناك فرصة إلى إعادة البناء هذا سؤال يجب أن يتداوله الشباب اليوم ويستعينوا إن أرادوا هم أصحاب الكلمة الأولى والأخيرة في مصير البلد إن أرادوا أن يستعينوا بخبرات ولا أرشح نفسي لأني قد بلغت من السن عتيا ولكني إن سألت رأي فلن أبخل عمن يسأل برأي ولكني لست في مرحلة من العمر ومن الصحة تبيحان أو تسمحان لي بأن أتناول قضايا الأحرى بالشباب أن يقروها ويبتوا فيها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.