عدن أون لاين/ نصر المسعدي/ الضالع: بدأت قوات الجيش في محافظة الضالع بالانسحاب من بعض المواقع العسكرية المطلة على القرى والمنازل تنفيذا لتوصيات اللجنة العسكرية المكلفة بتقصي حقائق أحداث الجليلة. وقال شهود عيان إن قوات الجيش شوهدت وهي تغادر مواقعها التي كانت تتمركز بها في وفي مقدمتها موقع (شحذ) المطل على قرية الجليلة وموقع (الحميراء) والمواقع المتواجدة بجبل جحاف، (الدريب)، فيما يتوقع الانسحاب من بقية المواقع خلال الأيام القادمة.
وذكر مصدر أمني ل"عدن أون لاين" أن اللجنة أضافت بند في التقرير يتضمن تحمل مشايخ ووجهاء وأعيان الضالع مسئولية حماية المعسكرات والجنود من أي اعتداءات قد تقوم بها من تصفهم بالعناصر التخريبية مقابل اخلاء الجيش لتلك المواقع بالكامل.
ويأتي ذلك في قت وصلت فيه اللجنة البرلمانية المكلفة بالنزول الميداني للتحقيق في أحداث الجليلة برئاسة البرلماني "عبد الوهاب معوضة" إلى الضالع حيث من المقرر أن تلتقي اللجنة بالمواطنين والشخصيات الاجتماعية الفاعلة بالمحافظة لتقصي الأحداث، إضافة إلى لقائها بقيادات السلطة المحلية والقيادات العسكرية والأمنية لرفع تقرير عن تلك الأحداث وأثرها على المحافظة إلى مجلس النواب.
وكانت اللجنة البرلمانية قد التقت يوم أمس بقيادات المحافظة وأعضاء اللجنة العسكرية المكلفة من رئيس الجمهورية واستمعت إلى تقرير تضمن ما توصلت إليه من نتائج. وفي هذا السياق رأت قيادات عسكرية وأمنية بالضالع أن سحب جميع القوات من المواقع العسكرية إلى مقر المعسكر الثابت يعني وضع قوات المعسكر تحت الحصار بصورة غير معلنة, كما هو الوضع للمعسكرات الموجودة في محافظة صعدة، مشيرة إلى أن الحديث عن تعزيز قوات الأمن أمر غير مجدٍ تدركه السلطة المحلية بالمحافظة وأبناء الضالع قبل غيرهم.. حيث أنه في الفترة الماضية تم تعزيز قوات الأمن المركزي بأكثر من 300 جندي ولم يستقر الوضع وزادت أعمال التقطع، كون الجنود بقوا في معسكر الأمن خوفا من استهدافهم من قبل العناصر التخريبية، مستغربين من عدم ذكر اللجنة للجنود الضحايا والجرحى الذين تم استهدافهم وهم يؤدون واجبهم.
وأوصى تقرير اللجنة بسحب المواقع والحواجز العسكرية من كافة المدن والقرى، على أن تبقى النقاط الأمنية التابعة للأمن العام وتعزيز الوحدات الأمنية بالوسائل والمعدات الأمنية، والعمل على عودة الضباط والأفراد من أبناء المحافظة إلى أعمالهم الأمنية والعسكرية وتسوية أوضاعهم. وخلصت تلك اللقاءات والزيارات إلى كون الجميع في المحافظة يرغبون في بناء علاقات حميدة مع القوات المسلحة والأمن، واستعدادهم للتعاون والمساعدة في حفظ الأمن وعدم التعدي أو الاعتداء على المعسكرات، أو أفراد وضباط القوات المسلحة والأمن وكذا للتعاون في محاربة الجماعات الإرهابية والمتطرفة إن وجدت في المحافظة. وكانت الضالع قد شهدت مطلع الشهر الجاري اشتباكات مسلحة بين قوات اللواء 33 مدرع ومسلحين هاجوا شاحنة تابعة للواء أعقبها قصف مدفعي لقرية الجليلة سقط خلالها قتيلين وإصابة 6 أشخاص.