مدينة سكنتها ارواح السابقين ابطال كانوا وشعراء...منها تلونت اليمن بكل انواع البخور والعطور والفنون...كانت قبلة كل زائر يبحث عن الهدوء والسكينه...عن الثقافة...عن المتعة الحسية... وهبت روحها لكل مار وقاطن فيها لم تبخل يوما على ابناءها بعطاءها ...واجزلت عليهم ارضها الخير...صمدت في وجه العابثين بها ...الكائدين فيها ... لحج..تلك المدينة الغائرة العينين الحائرة بين ماكانت عليه وما آلت اليه...تصرخ بصوت مبحوح لايكاد يسمعه احد...تتألم فجرحها عمقه كبير... اذكرها في تلك الايام الطفولية القليلة التي توسدت فيها ارضها والتحفت سماءها...تلك الايام المعتقة برائحة الورد ... وعبق اشجار الموز..والعمب.. مختلطة بتراب بساتينها التي لطالما مشيت فيها وجدي يحاول ادخال السرور فيني... مدينة القى كل متعب الآمه ..ووهنه على عاتقها.. كان يأتيها الجميع من كل مكان بحثا عن (خميرها .. والفول الجحله)(القرمش)(وبنت الشيخ) اشتهرت بنقاء اهلها وصدق سريرتهم...وفكاهتهم ..روحهم اشبه بطائر ملون ..ترفرف اجنحته نحو المحبة لم تكن يوما تعي ان حالها سينتهي هكذا..وان رجالها سيتفرقون وتذهب ريحهم..وان من يراها اليوم لن يصدق انها كانت هنا ...ظنا انها مجرد اسطورة. يقف الجميع مترحما على تلك المسكينة التي وهن عظمها واشتد شيب شعرها.. امتلأت شوارعها بالمجاري ...والقمامة..ارصفة هجرتها النظافة... واشجارا كانت مخضره ..اصفرت من شدة وجعها ..بيوتا متهالكة تكاد تسقط من تعبها... قالت لي احداهن مرة في نقاش عن احتمالية قصف لحج ان دخلتها القاعده قالت في تهكم(لحج لاتحتاج الى قصف يكفيها صوت الطائرات لتقع بيوتها)... حقيقة ولست اخفيكم اظنها صادقة لحج مرت بحالات عبثية..عاث فيها كل فاسد .. واجتر اهلها مرارات خيباتهم ممن ذهبوا وحتى القادمين..كلها وعود اختفت مع الريح فذلك المجلس المحلي ..اظنه مجلس للسرقة والنهب عين عليه كل متربح ..كل من يجيد مص ونهب الشعب ..طبعا هم محترفين في فن السرقة عبث فيها ياسر يماني(الصيني) كما يلقبه اهل لحج.. حتى اشتكت منه حجار لحج وعندما تعالت هتافات ابناءها التحق بربه الاعلى ليصبح يده اليمنى والناطق بأٍسمه طبعا فأين نعيش نحن ؟؟؟ لم يكن ياسر وحده من عاث فيها فالقائمة طويله ولاتكفي صفحة واحدة للحديث عنهم وطبعا لا ننسى كل محافظ مر بها كانت له مآثر لاتعد ولا تحصى من تهميشها ..وادخال الفساد فيها...في كل مرة يظن اهلها بالمحافظ الجديد خيرا لكن سرعان ماتنقشع الغيوم وتظهر شمس الحقيقة وتبدو بشاعة مبتغاه... وهكذا حتى نسيت انها بلد للخير... ولست ازكي اهلها فهم ليس لديهم الافضل طغت عليهم النظرة الدونيه ...فهذا ناقص وهذا ابن فلان وهذا من عند علان حتى انتهجت قلوبهم الحقد والغيرة من بعضهم وضاعت لحج بينهم... منذ فترة ولحج غارقة في مجاريها تمر في شوارعها مشمرا عن ساقيك ...تشعر للوهلة الاولى انك تقطع نهرا لكن سرعان ماتجعلك الروائح النتنه تستفيق على صدمة انك تمر في مياه الصرف الصحي...عبر احجار وضعها الشباب ليستطيع المارة العبور ...يال افكارهم الجهنمية ...يضعون احجار ليمر اهلها ....لماذا لايحملون على عاتقهم مسؤلية تنظيفها من تلك المجاري؟؟؟ هل توجد لديهم اجابه اتدرون لما لانهم لايجب ان يفعلو ذلك.... المهمشين(الخدام) كما يسموهم هم من يجب ان يفعلوا وحقيقة ان المهمشين وعمال البلدية هم من قاموا بذلك بسدهم المجاري لانهم لم يستلموا حقوقهم ..فقادتهم فطنتهم الى سد المجاري واخراج القمامه من براميلها ونثرها في مختلف زوايا المدينة...دون ان يحرك ساكنيها وشبابها ساكنا ...ثم اصطفوا ينتظرون قدوم المهمشين عمال البلدية لازالتها.. تعاني لحج من تدهور صحي ...واقتصادي اضافة الى التدهور الاخلاقي لدى اهلها لحج باتت الان مقبرة كل شيء جميل ...وماعادت تنجح في اقناع احد بزيارتها بساتين كانت تحتضن القاص والدان اصبح اصحابها اليوم يمنعون حتى النمل من دخولها...متناسين ان الخير كله بيد الله لم اعد اجد شجرة الورد تلك قطعت... وماء السيل (الدفر) الذي كان يستبشر به ابناءها انكرها وما عاد يزورها.. توقف رجالها عن الاحساس بها ..ساروا في طريق الحسد..والعبث..الامبلاة.. يقفون متفرجين على حالهم دونما حراك ينتشرون في شوارعها يمضغون القات ليلا نهارا دون توقف لايشعرون ان حالهم قد ساء وانهم في زوال وانه وبعد فترة وجيزه لن نجد لحج هذه ..وقد تصبح يوما كمدائن صالح او غيرها يمر عليها الناس يقولون كانت هنا مدينة..وكان هنا سكان.. صار الخراب فيها متعة .. والعبث فيها متعة.. لنقف اذا لحظة حداد عليها