لقد حال الحول على بلادنا وهي في شد وجذب مع الفعل الثوري وغيره فاتجهت عدة مسارات وتولدت عدة رؤى وتغيرت الكثير من المواقف أثناء العام المنصرم وتنوعت الأحداث وكل أدلى بدلوه وكل عمل بالأسلوب الذي يراه مناسبا ونابعا من ثقافته وتصوره للحياة والأحداث, حتى من كان الثوار ينادونه بالرحيل ويريدون تطهير البلاد منه فقد وزع عيونه ومد أيآديه وأطلق ألسنته ونشر زبائنته ليرفعوا نفس الشعار ولكن أيضا كانوا يعمدون إلى الإساءة للثورة ولمسيرتها السلمية والحضارية البناءة لا الهدامة . وعلى كل هاهو الطاغية يرحل ويذل وهاهي أزلامه تتطاير وتتزحزح عن أماكنها ولو بحركة بطيئة فهي أفضل من أن تزهق الأرواح وتسفك الدماء لتؤدي الى نفس النتيجة . وكما قيل : فإن الحقيقة المرة أفضل من الوهم المريح الف مرة . لذا فإني أقف عند حقيقة مرة أساءت للشباب أياً كان توجههم وأساءت للثورة لان ذلك الفعل تزامن معها أيا كان الفاعل ومهما كانت دوافعه خصوصا في مدينة عدن حاضنة الثقافة والسلم الإجتماعي . فقطع الطرقات وتخريب الأرصفة وقلع أعمدة الإنارة وترويع الآمنين وإنتشار الأسلحة وإشاعة الفوض وانتشار الحبوب وغيرها من العادات السيئة كلها أعمال لا ترضي أحد ولا تنكل ولا تضر إلا بإبناء عدن وأهاليها فقط . إنني أعجب ممن يخرب دارة لينكأ عدوه . أي عقلية هذا واي منطق .من المتضرر من كل ذلك أليس أبناء عدن ؟ من الخاسر اليست مدينة عدن؟ بإي عقل يفكر من يخرب مدينته ويخدش جمالها ! أي مبرر يصوغ له تعطيل مصالح أهلها وإرهابهم وإيذاءهم وتهديد سلامة وأمن أبناءهم !. وأيضا من الحقيقة المرة التساؤل أين أبناء هذه المدنية وأهآليها ؟ أين السواد الأعظم من ساكنيها ؟ أين العقلاء وذوي الرأي الرشيد ؟ لم هم صامتون عن عبث العابثين ؟ الست مصالحهم هي المتضررة ؟اليس أطفالهم هم الضحية ؟أليست مدينتهم وأحياءهم وشوارعهم هي التي تخرّب وتدمّر أمام مسامعهم وأبصارهم ؟لماذا هذا الصمت الرهيب والمريب ؟ أياً كانت الآيادي الآثمة سواء من أبناء عدن أو من خارجها وأياً كانت مبرراتهم ,لا بد أن يأخذ العقلاء من أبناء المدينة وأهاليها على أيدي هؤلاء وأن يرفعوا شعار كفى خرابا لعدن كفى عبثا بأمنها .......الخ ,وإلا فإن المعاناه ستستمر وربما ستزيد وقد تأخذ منحى آخر ومسارات غر متوقعه تقضي على ما تبقى من سكينة فيها وتدمر جمالها وربما تحيل بعض أحيائها إلى مدن أشباح لا قدر الله . ولذا وجب على جمع أبناء عدن وأهاليها أن يشمروا عن سواعدهم وأن يوقضوا عزائمهم ويستفزوا هممهم ورصوا صفوفهم ويوحدوا جهودهم للحفاظ على مدينتهم وعلى أمنهم وعلى أطفالهم ومصالحهم وإلا فإنهم هم الخاسر الأكبر والمتضرر الوحيد من هذا العبث والطيش والفعل اللامسئول .