سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
صحيفة الراية الخليجية:الثورة الشعبية اليمنية لن تنطلي عليها محاولات الرئيس صالح اليائسة لجرها للخضوع لإرادته من اجل تسليم السلطة لموالين له عبر انقلاب داخلي يبعد نائبه الذي وافق على تنفيذ المبادرة
عدن أونلاين/الراية القطرية من المهم أن يدرك الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أن زمن المراوغة والمناورة السياسية قد انتهى وولى إلى غير رجعة بعدما حسم الشعب اليمني موقفه من نظامه بإعلانه العصيان المدني حتى يتنحى عن الحكم ولذلك فان إعلانه عن استعداده للتخلي عن السلطة في الأيام القادمة بقوله:
"إن رجالا صادقين من العسكريين والمدنيين هم الذين سيتسلمون السلطة" ما هو إلا فرقعة إعلامية ومناورة أراد بها الخروج من أزمته بطريقة توحي للجميع بأنه مستعد لتسليم السلطة وأن هذا الإعلان الجديد من الرئيس صالح هو أيضا محاولة لجر اليمن لحرب أهلية لأن الجميع يدرك أن أمام صالح طريق واحد لا غيره وهو التنحي فورا وتسليم السلطة لنائبه وفقا للمبادرة الخليجية التي أصبحت مبادرة دولية يجب أن يلتزم صالح بكامل بنودها ومن بينها التنحي الفوري.
فالثورة الشعبية اليمنية خطت خطوات كبيرة ولن تنطلي عليها محاولات الرئيس صالح اليائسة لجرها للخضوع لإرادته من اجل تسليم السلطة لموالين له عبر انقلاب داخلي يبعد نائبه الذي وافق على تنفيذ المبادرة الخليجية وان إعلان صالح الجديد هو تخل واضح عن المبادرة لأنه لا يريد التنحي و إنما تنفيذ انقلاب داخلي يضمن له السيطرة على السلطة بتسليمها لرجاله رغم انه لا يملك من الرجال إلا أبناءه وأبناء أشقائه الذين يسيطرون فعليا على الحرس الجمهوري والأمن من أجل حماية نفوذ العائلة.
إن صالح بتصرفه هذا جعل اليمن يعيش في محنة وأزمة طاحنة لا يريد له أن يخرج منها لأن الخروج من الأزمة يعني خروجه من الحكم ولذلك فهو يتلكأ في قبول المبادرة الخليجية التي قبلتها المعارضة بجميع أطيافها ووجدت دعمًا عربيًا ودوليًا وعليه ان يدرك انه وضع نهاية مأساوية لنظامه بإصراره على السير عمداً في الطريق الخطأ رغم أن المعارضة قد هيأت له الفرصة تلو الأخرى للخروج بشرف من السلطة ولكن من الواضح أنه لا يريد إلا المواجهة بدلا عن الإذعان لإرادة الشعب اليمني الذي لا يرى بديلاً عن رحيله الفوري عن الحكم وتسليمه لنائبه.
إن الأوضاع باليمن مرشحة للتصعيد أكثر لأن الرئيس صالح يريد قيادة انقلاب يضمن تسليم السلطة للموالين له وأنه بذلك أجهض المبادرة الخليجية ووضع الجميع أمام خيارات جديدة وعليه أن يدرك أنه المسؤول الأول والأخير عن أى انفلات أمني قد يقود اليمن إلى حرب أهلية، فالتهرب من مواجهة الحقائق لن يجدي وأن المطلوب منه أن يعي درس تونس ومصر وليبيا لأن قادة هذه الدول الذين دكت شعوبها حصونهم ليسوا أقل ذكاء من صالح الذي يحاول شراء الزمن من أجل ترتيب وتوفيق أوضاعه من أجل حماية نفوذه عبر موالين له من عسكريين ومدنيين رغم أنه يدرك تماما أن ما يقوم به غير مجد ومجاف للواقع السياسي والعسكري باليمن .