كثير من الناس يعيش خارج نطاق التغطية ، بل كثير من المثقفين والسياسيين والصحفيين يعيشون خارج التغطية في واقعنا السياسي والثوري ، أقصد هنا من يتهمنا نحن شباب الثورة اليمنية بأننا شباب سذج لا يقدمون ولا يؤخرون، الذي جرني لكتابة هذا المقال عندما حضرت لإحدى المنتديات التنموية السياسية التي أقامها الإتحاد الأوربي، وحضر كبار الصحفيين والكتاب والسياسيين، تفاجأت من الكثير منهم يلقي بعبارات يستصغرون فيها الشباب بقصد أو بغير قصد ولم يعطوا لنا أي إعتبار وهذه العبارات جرحتني كثيرا ً كشاب ثائر منذ انطلاقة الثورة اليمنية المباركة وإلى الآن نحن صامدون في ثورتنا حتى نحقق كامل أهدافنا التي رسمناها...هذه العبارات نسمعها كثيرا ً وهي أن الثورة سرقت من الشباب وهذه العبارة اتفق عليها النظام الساقط والحراك الجنوبي والدليل على كلامهم هذا المبادرة الخليجية، بل سمعت عبارة جديدة من إحدى الصحفيين أن الثورة في الشمال ليست بثورة وإنما هي انتفاضة، هممت أن أرد عليه ولكني لم أستطع واكتفيت بالابتسامة ، فالعالم كله ابتداء ً من أمريكا وأوروبا وانتهاء ً بالسعودية ودول الخليج اعترف بأنها ثورة وصاحبنا يريد أن يقنعني أن كل هؤلاء سذج وهو الذكي بقوله انتفاضة وليست ثورة المهم كل هؤلاء الكبار هم في رأيي سبب مشاكلنا في الجنوب والشمال منذ السبعينات وإلى اليوم وهم في عراك وفي انتقام وسب وشتم وفضائح ، كل يتهم الآخر، وكل ينتقص من الآخر وكل يشكك بوطنية الآخر ونضاله وتاريخه، أقول لهؤلاء جميعا ً خذوا حقدكم فيما بينكم ونزاعاتكم واختلافاتكم بعيدا ً عنا، فإنكم منذ السبعينات إلى اليوم تريدون أن تورثون هذه الترهات لشباب اليمن ، ونسيتم أنكم في عصر غير ذاك العصر لأنكم كما قلت لكم خارج نطاق التغطية، زمن الاغتيالات ولى، زمن الإقصاء ولى، زمن الاتهامات ولى، نحن الشباب سنعيش في زمننا لا بزمنكم الأغبر، سنعيش فيما بيننا بزمننا وهو زمن الحوار زمن احترام الآخر المخالف، زمن حرية الرأي والتعبير، زمن الحب والصداقة، زمن الاستماع، زمن أخذ الحقوق والمظالم في الإطارات الشرعية، زمن الاعتصام لا الاقتتال زمن الانتخاب لا زمن الاغتيال، زمن الاستفتاء واحترام الشعب لا زمن الانقلابات العسكرية والعنصرية، وهذه قناعات تربى عليها شباب الثورة في الساحات يا أساتذتنا الأعزاء أفسحوا لنا الطريق فلسنا في زمن البندقيات نحن في زمن التكنولوجيات، أريد أن أذكركم قبل أن أنسى لا يستطيع أحد أن يسرق منا ثورتنا ، نحن في الساحات باقون حتى آخر عرق ينبض فينا من أجل تحقيق أهدافنا....أيها الآباء : أرجو أن تقنعوا أنفسكم أن نلتقي على طاولة الحوار من أجل بناء البلد، لا من أجل مصالحنا الشخصية، نجلس على طاولة الحوار من أجل هذا الشعب الطيب الذي صبر علينا كثيرا ً وعلى مماحكتنا فلا نغرد خارج السرب كي لا نكون خارج نطاق التغطية.