لم يمر أسبوع واحد على قرار رئيس الجمهورية (6 مايو) إلا ودخلت الأحداث والمواقف في تسارع عجيب على مستوى البلد برمته وكأن مهلة أل(30 من يونيو التي حددها الرئيس للجنة التواصل للانتهاء من تشكيل وإعلان اللجنة التحضيرية للحوار الوطني وضعت الجميع بلا استثناء أمام استحقاق وتحدي مزمن وواضح أمام الرعاة الإقليمين والدوليين –فقد تابعنا خلال الأسبوع الماضي تسارع الأحداث وتطور لكثير من المواقف سواء على صعيد المشترك والأطراف الموقعة وكذلك الحوثيين والحراك الجنوبي الذي لم يكن بعيدا هذه المرة عن المعمعة - وان كانت قياداته ترفض الحوار جملة وتفصيلا – والعجيب أن الحراك وهو يرفض الحوار كان أكثر ارتباكا وعشوائية في هذا الأسبوع وإلا ماذا يعني منع فعالية إشهار التكتل الوطني الجنوبي الديمقراطي السبت الفائت وبهذه البلطجة والتوتر والإقصاء والتخوين لمنظمي الفعالية وتحت مبرر أن هؤلاء لا يمثلون شعب الجنوب وأنهم يستلمون الدعم من السعودية. وفي ظل أن الحراك لا يريد الدخول في الحوار ويمنع الآخرين من ممارسة حقهم السياسي في مخاطبة شعبهم وأنصارهم ويعلن على الملأ تلقيه الدعم من إيران في الوقت الذي يخون الآخرين ويتهمهم بتلقي الدعم من السعودية 0هذا التناقض الصارخ بين تصريحات قيادات الحراك وأنصاره في الميدان ليدل دلالة واضحة طالما تحدث عليها الكثير من المتابعين وهي أن الحراك يفتقد للمشروع والمشروعية في نفس الوقت . والامر الذي يدعو إلى التأمل والدراسة الدقيقة أن أكثر الانتقادات والأصوات المستنكرة والمنددة بأفعال وحماقات الحراك جاءت هذه المرة وعلى غير العادة من أشخاص يصنفون أنهم من الحراك أو محسوبين عليه أمثال محمد علي احمد ونجيب يابلي وحسن بن حسينون وكأن الحراك يفتقد إلى الخصوم والمخالفين وفي هذه المرحلة بالذات ولم يكفه مغامرات جماجم ولا عنتريات طماح ولا هرطقات البيض فراح (الحراك) يوسع دائرة خصومه ومخالفيه التي ابتدأت من الجنوب فقد ناصب الأحزاب السياسية وشباب الثورة ومناضلي ثورة 14 اكتوبر ثم وسع الدائرة لتشمل اليمن أسمائها ومسمياتها فناهض الثورة بحجة أنها سحبت منه البساط وعادى المشترك لأنه سرق نضالاته وهاجم المبادرة بأنها مؤامرة على قضيته العادلة لتشمل دائرة عداواته دول الإقليم وخصوصا الجارة الكبرى ولم ينسى بقية الشركاء رعاة المبادرة. وحصيلة كل هذه المغامرات والعداوات كان النجاح المنقطع النظير الذي حققته قيادة الحراك المتصابية ، كما سماها الحوشبي ، بجعل القضية الجنوبية الصنو والرديف الثاني للملف النووي الإيراني على مستوى العالم ولا عزاء لشعب الجنوب المتباكى على حقوقه وثرواته وتاريخه وأمجاده وهم أول من انتهك وصادر حقوقه وسلم ثرواته للوصي الأول قبل أن يسقط في عقر داره ثم ساق شعب الجنوب إلى الوصي الثاني الذي انقلب عليه سريعا وهاهو اليوم يحث الخطى ليسلم الشعب إلى الوصي الجديد ذي العمائم السوداء التي فضحت وتعرت من قبل في العراق ولبنان واليوم في سوريا الصامدة ولكن هيهات فقد وصل شعب الجنوب برجاله وشبابه الثائر وقواه السياسية ونخبه المفكرة إلى النضج الكامل الذي يجعلهم يرفضون الخضوع والاستسلام للمشاريع المشبوه التي سوف تضر بلدهم في العاجل والآجل .