يواجه تجمع الإصلاح ومعه أحزاب المشترك هجوماً قذرا ومزدوجاً من قبل بقايا النظام السابق ولفيف من الحاقدين الذين جمعهم الحقد - على اختلاف مدارسهم - على مسيرة الإصلاح والمشترك الثورية الناجحة وكذلك المنتفعين من فتات وهبات الأيادي الخارجية التي تريد دمارا واسعا لهذا البلد بهدف التوسيع من مشروعها الاستيطاني الخبيث. وفي الحقيقة كلما رأينا العداء يتصاعد ضد اللقاء المشترك - وضد الإصلاح خصوصا - من قبل بقايا إعلام النظام السابق والساجدين في بلاطه كلما ازددنا إيمانا ووثوقا بصوابية خطوات وإنجازات المشترك على الصعيد الثوري وتجنيب البلد مخاطر لا تحصى. والحقيقة التي لا يتعامى عنها إلا فاقدو البصر والبصيرة هي أن احزاب المشترك ومنها الإصلاح كان لها اكبر الاثر في تقويض النظام السابق وتجريده من كل وسائل قوته ليس ذلك فحسب بل والعمل على حماية الوطن من كل مؤامرة خبيثة سعى اليها ونفذها المخلوع وعائلته. ما كان للشباب الثائر الذي أوقد جذوة الثورة أن يستمر في عنفوانه الثوري لو لا المشاركة والتواجد الفاعل لأحزاب المشترك في قيادة المسيرة الثورية حيث إن الثورة لا تعني هتافًا وذرعاً للشوارع فقط - وفي حالة الحماس الثوري اندفاع إلى فوهة الآلة القمعية لحصد عشرات الشهداء والجرحى. وما كان لساحات الحرية والتغيير أن تستمر منذ اكثر من عام ونصف بالآلاف من الشباب المرابطين فيها على الدوام وبلجان النظام والحماية وبتوفر سبل العيش من مأكل ومشرب, ما كان للشباب في حقيقة الأمر أن يواصلوا بقاءهم في الساحات لولا الجهود الكبيرة المبذولة من قبل المشترك والإصلاح خصوصا – وهي حقيقة يدركها حتى اؤلئك الذين يهتفون ضد المشترك ويتهمونه ببيع الثورة في الوقت الذي تقول فيه الحقائق إن المشترك هو سر استمرار الشباب في الساحات ولجانه الأمنية هي حارسهم الأمين. كم يعيش البعض مع أحقاد تملأ جوفه حين يتهم المشترك بالمتاجرة بدماء الشباب والكل يعرف وعلى مستوى الوطن بأكمله كيف كان شباب من المشترك يشكلون حزاماً أمنياً وطوقاً مانعاً بالقرب من كل مركز حصد للارواح تابع للنظام السابق .. فهل الأحزاب التي كانت تحافظ على ان تظل هذه الثورة سلمية وأن تكون بأقل الخسائر هي أحزاب استغلالية وتبيع وتشتري بدماء الشباب؟!. يدرك النظام السابق ( أن كتفه أكلت ) يوم أعلن علي محسن انضمامه للثورة وقبله يوم أن أعلنت الأحزاب انخراطها في ثورة الشباب وأثناء ذلك يوم أن أعلن الشيخ صادق الاحمر ومعه غالبية مشائخ اليمن وقوفهم مع ثورة الشباب الشعبية السلمية. ويوم أن رفض علماء اليمن إعطاءه فتوى تبيح له قتل شباب اليمن الثائر . وكل يوم تمر ونحن نشاهد مجازر الأسد في سوريا نزداد يقينا بمدى الوفاء الكبير للوطن الذي مثله اللواء علي محسن وكافة القادة العسكريين والامنيين الذين وقفوا مع الثورة وكذلك الشيخ صادق الأحمر وجميع مشائخ اليمن وعلماؤه الأحرار ,كما ندرك - أيضا - أن المبادرة الخليجية كانت أنسب الطرق وأقصر المسافات وأسلم الوسائل لترحيل صالح وعائلته من السلطة والحكم ... فكم يتمنى ثوار سوريا - باعتقادي – حاليا مبادرة تحمي من تبقى من أبناء الشعب السوري وتحافظ على تماسكه القومي وأمنه الداخلي وتعمل على ترحيل بشار من السلطة . ستثبت الأيام وسيذكر التاريخ وستعرف الأجيال أن اليمن في العام 2011م مر بأزمة خطيرة وبأحداث جسيمة وتحولات كبيرة كان يعتقد معها أن الوطن سوف ينفرط عقده وتذوب معالمه ويغيب فيه الأمن ويحضر فيه الاقتتال الداخلي - والذي لم يحدث - بفضل وجود قيادة حكيمة للثورة امتلكت نضجا سياسيا وعشقا لليمن وإيمانا بأن الوطن للجميع وأنه ليس هناك منتصر وخاسر ما دام الشعب هو الرابح الاكبر والوطن هو الحزب الأعظم لكل اليمنيين. كشباب في هذا الوطن نقول للمشترك ومعه كل قوى الثورة وكل أحرار الوطن: لا يسؤكم تطاول البعض وجهله بنجاحاتكم الكبيرة, وتشويههم المتكرر فالكل يدرك أنكم في الطريق الصحيح الذي يحقق أهداف الثورة ويحافظ على الوطن بحكمة وعقل دون تهور يقود إلى المجهول أو صبيانية تحيل البلد الى بؤرة ازمات وجحيم فتن.