عام يمضي ، وعام يهل . وعجلة التقدم تسير إلى الأمام ، عام يأفل ، وجديد يتبدى فجرهُ ( غرة لزمانه ) ، وصباح عدن ممتد دون مساءٍ ، يستقبل بذراعية .. السلام ،والعمل ، فيسكنا عدن ، وهي تسكننا بالحبِ والعطاء والكرامة ، فتحيل بذلك الأماكن بهجة ونورا، وتكون الحياة فيها أكثر إبتسام. نستقبل عامنا هذا ..كوليد_ هو منَّا ونحن منه_ إسميناه رقماً بالثالث عشر بعد الألفين نستقبلهُ بالفرحة وبالآمال العراض ،ونحن نعدِنُ في عدن بضمائر حية ثوروية _ وكيف لا وقد استنشقنا عبير الحرية _ وها هي الطريق آمنة تنهب خطانا ؛وأفئدتنا معها متسامتة متوجهة بكل جسارة إلى المستقبل الواعد .._ سابقة تلك الخطى .._ فلمْ يعد هناك خوف من التيه أوالضياع أو ( المصاصاة واللعلعه) ذلك لأن شباب الثورة ،أمتلكوا بوصلتها.. وأصبحت أنظارهم تتطلع إلى هدف الأمة المنشود ( الدولة المدنية الحديثة ،دولة النظام والقانون ،دولة المساواة والاخاء والحرية والتنمية ) ،ولايهم إنْ أستمرت (الكلاب) في نباحها، مع من تدعوا (بنظرة ضيقة الأفق، أو قاصرة العقلنة ،متدنية الوعي ) إلى التخلف والعزلة او التفكك والفساد ..فقافلة الثورة ماضية _ إن شاء الله _ في طريقها بالغة أهدافها المرومة _ وإنْ تشائم البعض من الرقم 13 _ يأتي عامنا هذا .. وقد أجتازت عدن محنتها .. وتقدمت على سائر أخواتها إنجازاً .. وعلى كل المستويات .. ذلك بفضل وعي جهود أبنائها المخلصين الغيورين عليها المحبين لها (الخادمين لها) _وهو ما منحهم فيها شرف المواطنة الحقيقية _ يأتي عامنا هذا .. والذكريات تعود بنا إلى عامنا الماضي في (شريط ذكريات) يروي لنا كيف تظافرت الجهود ..لتجنيب عدن من الفتن ..بجهود مؤسسات المجتمع المدني.. وفي مقدمتها :اللجان الشعبية وهيئة العلماء .. ووجهاء عدن ،ومن تبقى من شرفاء مؤسسات الدولة .._ عندما ضعفت الدولة .. وسقطت هيبتها – لفساد الفاسدين من اتباع الرئيس المخلوع .. ثم هروبهم من مناصبهم ومواقعهم .._ ولولا لطف الله وجهد المجاهدين المخلصين .. لكانت عدن في خبر كان . لقد كان هذا العمل المخلص لعدن نابع من إخلاص مواطنيها ،ووعيهم (للتحديات الجسام الماثلة أمامهم؛ وهي أمن واستقرار حياة المواطنين بالمعنى الواسع للكلمة )، غير أن هذا المنجز.. خلق حاجة مُلحِّة لتنظيم وترشيد الجهود وتوجيهها في قيادة واحدة، ومن خلال رجل مجرِّب يسوس عدنالمدينة ،فكانت تلك الرغبة ان خلقت إستفتاءً غير معلن توافقت فيه القاعدة الشعبية والقيادة السياسية ليكون أبن عدن البار المهندس الرشيد في الفاتح من شهر مارس 2012م هو المحافظ لثغر اليمن الباسم ، وليؤسس بذلك شعوراً إيجابياً عاماً بوجوده كصمام أمان يحافظ على كل المدينة (عدن) ؛ رغم تأثير الجوار الوافد .. إليها براً وبحراً ، فكانت عدن محافظاتٍ ثلاث ! وتلك صورة لا تنسى . ما نتذكره أضحى في ذمة التاريخ ،وفي أنصع صفحاته لعدن الحديثة ..هو ما قد كان من اجل الحفاظ عليها من عبث العابثين والحالمين بعودة عجلة التاريخ إلى الوراء من خلال ضرب السلم الأهلي ، وتهديد حياة المواطنين فيها (وعلى مختلف الصُعد) وها نحن اليوم قد تجاوزنا جميعاً تلك اللحظات المرة من مرحلة رميناها وراء ظهورنا وأضحت عدن فيها منجزة مخاضها ،وهي تلدُ عامها الجديد .. وتهز جذع النخلة ، لتأكل منها (رطبْ) التطوير والتحديث جنية ( إن شاء الله ) . اليوم وبعد ان أعلنت القيادة السياسية ..ومن خلال محافظها المهندس الرشيد .. توجهات عدن في التنمية والتحديث للخدمات العامة.. والميناء والمطار (المنطقة الحرة) ومصافي البترول بالإضافة إلى تطوير القدرات الانتاجية للثروة السمكية وغيرها .. ينتصب أمام عدن مرة أخرى جملة من التحديات ..فهل لا زلنا نحمل نفس الروح النضالية الكفاحية كي ننتصر لعدن؟ _ ومن عدن ومن نحن؟ _ ولهذا نؤكد على السؤال : من له حق إحتكار عدن؟ وهنا تأتينا الإجابة سريعة مع ولادة العام الجديد ((الشعب يريد إحتكار عدن لمن يخدمها )) .