مع أهمية أن تُجرى الانتخابات في موعدها؛ فإن القضية الأهم ليست تمديداً ولا «قرفصة» القضية إلى أين وصل الحوار، وما هي نتائجه، ما هي مخرجات الحوار التي من أجلها صلّينا وصُمنا ودعونا وضحّينا بالشهداء وعلاقته بالدولة المدنية والانتخابات والتبادل السلمي للسلطة والحفاظ على الوحدة، هل يجرى الحوار بدافع مصلحة الوطن وإمكانياته الاقتصادية وحاجاته على المدى القريب والبعيد وعلى أساس الجغرافيا والسكان والثروة والبحث عن الأصوب لليمن، أم أن الحوار يجري بأجندة خاصة كل يجر ل«مسبّه» وكل يغنّي على محبوبه، واليمن «لا مغنِّي لها ولا بواكي»..؟!. لماذا تأخرت مخرجات الحوار، وهل التأخر أمر موضوعي أم مقصود بسبب الحوار والبحث عن الحلول المثلى والناضجة أم بسبب العراقيل والتفخيخات؛ وإلاّ فإن الحديث عن التمديد أو الانتخابات في موعدها لا معنى له من الأساس؛ لأن الهدف من الفترة الانتقالية لم يتحقّق منه شيء، والانتخابات دون تحقيق الحوار لأهدافه لن يكون سوى صاعق يفجّر اليمن المفخّخ بأيدٍ محلية وخارجية، ومن هنا سنكون أمام خيارين؛ إما العودة إلى ما قبل الفترة الانتقالية ويا صاحبي «اردع» صاحبك أو تقييم جاد للحوار الذي تم والتخلُّص من العراقيل لإتمامه بما يحقّق الأهداف المرجوة منه، وتصحيح الآليات والمراضات وعمل محدّدات زمنية وأهداف واضحة محدّدة مثل أن يكون الحوار تحت سقف الوحدة؛ لأن الحوار أساساً تحت هذا السقف، ولا أحد جاء إلى الحوار لتحقيق الانفصال، الحوار جاء حتى لا تتمزّق اليمن وبناء حكم رشيد، وليمنع الفوضى والحرب الأهلية، ويتلافى أخطاء الماضي القاتلة، ومن المعيب أن تصبح الوحدة مثل المال السائب لا صاحب له أو أنها خاصة بجهة أو كيان. لم تكن الوحدة يوماً أجندة حزبية خاصة؛ بل وطنية، وعلى الجميع أن يتنبّه لهذا المنزلق؛ لأننا عندما نتعامل مع الوحدة على أنها شأن حزبي؛ فنحن بهذا نخرّب بيتنا بأيدينا وبصورة غبية تشبه الخيانة بالوجه والقلب واللسان والأطراف، ثم الحوار من أجل هدف عام وكبير وهو بناء الدولة القوية الديمقراطية. ومن هنا يُبحث شكل النظام الذي يحقّق الهدفين، وسيجد اليمنيون الشكل المناسب، وأي شكل للنظام والدولة بضامن الدولة القوية الراشدة والوحدة سينجح بامتياز، وكل ما تحتاجه اليمن هو أن يتحاور المتحاورون بصدق لإنجاز هذه المهمة والمنجز التاريخي «الوحدة والدولة» وتلافي كل أخطاء الماضي بعيداً عن تحويل الحوار عند البعض إلى كسب للوقت والأجندة الخاصة. لن تجنوا ولن تجدوا أية مصلحة خاصة لو أن كل واحد «يهمهم» على نفسه، مصلحة الجميع في بناء يمن قوي وواحد وديمقراطي، ومن وسط هذه اليمن العظيم سيجد كل واحد نفسه وكيانه وحريته، وبغيرها سيكون الجميع في خسارة وذل، ولن يطلع واحد شاطر والآخر أهبل، اليمنيون كل واحد يفهم الآخر، وتوازن القوى قائم، وهذا التوازن يجب أن يوظف لإيجاد أهداف عامة مخلصة وليس فرصة للغلبة والانتصارات الخاصة الوهمية. يحب أن يعلم الجميع أن هناك دماراً شاملاً سيلحق الجميع لو أن كل واحد يلعب لوحده، و«يعرج لشوكة باكر» بناء الدولة والحكم الرشيد والحفاظ على الوحدة هي المخارج، وما عداها ليس إلا صوراً متعدّدة للدمار..!!. [email protected]