وقّعَت معظم المكونات السياسية والمجتمعية المشاركة في اللجنة المصغرة والمنبثقة عن فريق القضية الجنوبية بمؤتمر الحوار الوطني باليمن، في وقت متأخر من مساء الاثنين، على وثيقة سياسية تم التوافق على تسميتها ب"اتفاق الحل العادل للقضية الجنوبية" يشمل شكل اليمن الجديد كدولة اتحادية بشكل رسمي، في حين تحفّظ الحزب الاشتراكي اليمني على توقيع هذه الوثيقة. وبحسب الموقع الرسمي لمؤتمر الحوار اليمني فإن الاتفاق ينصُّ على معالجة الماضي، ويشدد على الحل الشامل والعادل للقضية الجنوبية، ويُرسي أسس دولة يمنية جديدة ذات صفة اتحادية، ويستعرض مبادئ الدولة الاتحادية القادمة. وفيما يخص عدد الأقاليم، فوّضت الوثيقة رئيس الجمهورية اليمنية لتشكيل لجنة برئاسته لتحديد عدد الأقاليم على أن يكون قرارها نافذا، لدراسة خيار ستة أقاليم منها أربعة في الشمال واثنان في الجنوب، إلى جوار خيار الإقليمين، شمالا وجنوبا، بما يحقق التوافق. ورفض الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني الدكتور ياسين سعيد نعمان التوقيع على هذه الوثيقة، كما لم يشارك في الاجتماع الأخير الذي شهد توقيع المكونات السياسية الأخرى بحضور الرئيس عبد ربه منصور هادي ومبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن جمال بن عمر. وفي تصريح خاص ل"إرم"، قال الأمين العام لمؤتمر الحوار الوطني الدكتور أحمد عوض بن مبارك إن "الدكتور ياسين لم يعترض على الاتفاق، والحزب الاشتراكي يعد شريكا رئيسيا في الوصول إلى هذا الاتفاق، وكانت لديهم ملاحظة فقط حول الآلية السابقة لتحديد عدد الأقاليم قبل أن نتوصل لما اتفقنا عليه مؤخرا، وهو شخص إيجابي ونتوقع أن يتم التوقيع من قبله الثلاثاء". وأضاف إن ممثلي حزب المؤتمر الشعبي العام في اللجنة المصغرة الدكتور أحمد عبيد بن دغر، والأستاذ أحمد الكحلاني، قد رفضا التوقيع، ولم يكشف أسباب ذلك الرفض؛ إلا أن مصادر مؤكدة في اللجنة قالت إن النائب الثاني للحزب عبدالكريم الإرياني قد وقّع نيابة عنهما. وأكد أمين عام مؤتمر الحوار الوطني أن "أهم ما جاء في الاتفاق المُبرم هو الجزء المسمى بالمبادئ والمتضمن لدستور الدولة الاتحادية". وعن مدى قبول الشارع اليمني والشارع الجنوبي خصوصا للاتفاق الموقّع، قال بن مبارك: "أتوقع أن يتفاعل جزء كبير من الشعب معه، ولا بد من تجسيد ما ورد في الاتفاق على أرض الواقع بشكل سريع، وفيما يخصّ الجنوب أعلم أن الثقة تكاد تكون معدومة نتيجة لتجارب سابقة، لكن الدعم الدولي سيسهم في تعزيز الثقة وفي تحوّل قناعة الكثير"، داعيا جميع اليمنيين إلى تفحّص فقرات الاتفاق وقراءته بعمق، وهو يحمل بين سطوره "الكثير من الخير للجميع". وكان المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر قد قال في بيان مقتضب، الاثنين "إن هذه الوثيقة تعكس أعلى درجة ممكنة من التوافق بين المكونات السياسية المشاركة في مؤتمر الحوار، وتمهّد لتأسيس دولة موحدة على أساس اتحادي وديموقراطي جديد وفق مبادئ دولة الحق والقانون والمواطنة المتساوية عبر وضع هيكل وعقد اجتماعي جديدين"، مثنيا على الجهود الكبيرة التي بذلها الرئيس هادي لتحقيق التوافق، وعلى حسّ المسؤولية الذي تمتع به المتحاورون. وتوصلت اللجنة المصغرة المنبثقة عن فريق القضية الجنوبية بمؤتمر الحوار إلى هذا التوافق بعد مشاورات مكثفة ترأسها في الأيام الثلاثة الماضية الرئيس عبدربه منصور هادي بحضور جمال بن عمر وهيئة رئاسة مؤتمر الحوار.