التزم مكتب البيض بالصمت تجاه تلك الأنباء التي أفادت باعتزاله العمل السياسي، فيما نقلت مواقع محسوبة على الحراك والنظام السابق، عن مصادر مقربة لم تسمها نفيها تلك الأنباء، مما يثير الشكوك و يبقي الأمر مبهماً. وكانت مصادر خاصة موثوقة أكدت أن " ان الرئيس الجنوبي علي سالم البيض قرر اغلاق مكتبه في بيروت والعودة إلى اعتزال العمل السياسي والاستقرار في سلطنة عمان من جديد على إثر القرارات الصادرة مؤخرا من مجلس الأمن الدولي بشان اليمن " تحت الفصل السابع " وتشكيل اللجنة الدولية لإقرار العقوبات على معرقلي التسوية السياسية المزمع أجرائها للأزمة اليمنية والتي يقع على رأس قائمتها مع الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح . وقالت المصادر ان الرئيس البيض تلقى تحذيرات عبر مبعوث خاص من سلطنة عمان قام بزيارتة ببيروت اواخر شهر فبراير الماضي وجهات عربية واقليمية ومنها لبنانية وكلها ذات علاقات وثيقة معه وجميعها أكدت له على ان تلك اللجنة الاممية التابعة لمجلس الامن سوف تقرر عقوبات دولية تشمل تجميد أمواله وأموال نجله والأموال المحسوبة عليه التي يديرها أقاربه في بعض الدول وستفرض تقييد حريته و اصدار مذكرات توقيف دولية بحقه وافراد من اسرته وستفتح ملفات بالغة الخطورة في قضايا مختلفة وطالبه المبعوث السلطاني باعتزال العمل السياسي للعودة الى سلطنة عمان . ونوهت تلك المصادر المقربة جدا ان الرئيس البيض وأسرته ولأول مرة ودون اصطحاب اي احد من افراد طاقمه قد غادر بالفعل مقر اقامته في العاصمة اللبنانية بيروت ودون اي علم لطاقم مكتبه متوجها إلى النمسا مباشرة المقيم فيها حاليا منذ ما يقارب الشهر لترتيب بعض الاعمال الخاصة واجراء الفحوصات الطبية والعودة الى السلطنة وذلك في اعقاب لقائه بالزعيم الجنوبي حسن أحمد باعوم . وهو اللقاء الذي وصف بالتاريخي بين الزعيمين عدا ان المصادر حولهما الاثنين لم تُضطلع على مضمون ما جرى بينهما من تفاهمات أو اتفاقات وان اللقاء تم بطلب من الرئيس البيض للترتيب والتنسيق مع الزعيم باعوم وتحميلة المسؤلية لقيادة الحراك بعد ان المح لباعوم بقرار الاختفاء عن المشهد السياسي الجنوبي واعتزاله وقد جاء هذا اللقاء بعد قطيعة سياسية بين تياريهما في الثورة الجنوبية دامت لنحو خمس سنوات من آخر لقاء جرى بينهما في النمسا العام 2009م . واشارت المصادر ان المحامي يحيى غالب الشعيبي مدير مكتب الرئيس البيض في بيروت استقدم منذ اسبوعين نجله للالتحاق به في بيروت لتوظيفه "عامل خدمات " بمكتب الرئيس البيض فوجئ بعدم السماح له بالدخول إلى مبنى المكتب الا باذن الرئيس البيض الذي لم يعد يرد على اي اتصالات من طاقم مكتبة ببيروت . وأضطر الشعيبي إلى إحالة توظيف نجله ضمن طاقم التحرير للأخبار بقناة عدن لايف على الرغم عدم امتلاكه أي مؤهلات او امكانات للعمل بالمجال الإعلامي . إلى ذلك اشارت المصادر ذاتها ان الجهة الداعمة للرئيس البيض والزعيم باعوم قد عمدت على مناصفة مبلغ الدعم الشهري الذي كانت تمنحه للرئيس البيض فقط لتمنح النصف منه إلى الزعيم باعوم بأثر التفاهمات التي جرت بينهما في بيروت برعاية تلك الجهة الداعمة للزعيمين . وقالت مصادر متطابقة ل "محررنت " ان الرئيس علي سالم البيض وهو في مقر أقامته المؤقت بالنمسا التي يتواجد فيها منذ نحو شهر في طور ترتيب اجراءات عودته إلى سلطنة عمان واعتزال العمل السياسي قد عمم توجيهاته صارمة إلى قيادات الداخل المحسوبة على تياره لضرورة التوحد في اطار أي صيغة توافقية مع تيار الزعيم باعوم وليكون هذا التوحيد لفصائل الثورة الجنوبية تحت قيادة الزعيم حسن أحمد باعوم .