سيكون ال2012 عام إعلان وفاة (الفأرة) - الماوس - عدن أون لاين/ متابعات: سيشهد العام 2012 نقلة نوعية في تقنيات الأجهزة التي باتت تحتل حيّزاً أساسياً من حياتنا. إنه عام التفاعل والتحكم من خلال اللمس والصوت، عام الأجهزة اللوحية التي حسمت المنافسة مع الحاسوب المحمول، وأعلنت وفاة «الفأرة» التي تصادقت طويلاً مع يدنا بسام القنطار شهد العام 2011 انتشاراً غير مسبوق للأجهزة اللوحية tablet device، وهو أمر يتوقع أن يتصاعد بنحو أوسع في العام 2012. ومع الانطلاقة السريعة للهواتف الذكية، يطرح العقد الثاني من الألفية الثالثة المزيد من الأسئلة الصعبة حول الصناعات المعرفية التقليدية، من المكتبات إلى محال تأجير الفيديو وال دي في دي، مروراً بالصحف الورقية، التي باتت في سباق مع الوقت نحو قدرها المحتوم. يمكن بسهولة «توقع» العديد من الأحداث التي سيشهدها قطاع التكنولوجيا في العام 2012، بعيداً عن تكهنات العرّافيين والأبراج. المعادلة تكمن في التدقيق في النسخ التي قدّمتها الشركات خلال الربع الأخير من السنة الجارية. يتوقع في العام المقبل أن تطغى أنظمة جديدة لإدخال المعلومات، مع تفوّق واضح للأجهزة اللوحية وخصوصاً «الآيباد»، والتي سوف تكون منافساً شرساً للحاسوب المكتبي والمحمول، بل إنها قد تلعب دور البديل الحقيقي والدائم. وتماماً كما فعلت «خطة الأوامر» command line فعلها قبل عقود، وغيرت طريقة الاتصال بين الإنسان والحاسوب من خلال الصيغ النصية، سيكون ال2012 عام إعلان وفاة «الفأرة» بما هي أداة لإدخال المعلومات، أما موعد الدفن فليس معلوماً بعد، والوريث الوحيد هو شاشات اللمس. مؤشرات هذا الأمر بدت واضحة من خلال نظامي ويندوز 8، وماك أو س أكس ليون، اللذين صمّما بطريقة تتواءم أكثر مع شاشات اللمس، لتكون لديهما القدرة على منافسة أنظمة التشغيل في الأجهزة المحمولة. في مجال وسائل الإعلام الاجتماعية، يبدو أن الاتجاه الرئيسي للعام 2012 هو النظام الذي أطلقه فايسبوك في أيلول العام 2011 ويسمى «frictionless sharing»، ما يعني انتفاء الحاجة إلى مشاركة الوصلات مع الأصدقاء عن طريق النقر على «أعجبني»، بل بمجرد الموافقة على برنامج مشاركة الوسائط مع الأصدقاء، سوف ينشر ما تقرأه وتشاهده تلقائياً. وبوجود ما يزيد على 800 مليون مستخدم لموقع فايسبوك، فإن استمرار تزايد عدد المسجّلين الجدد في الموقع يتوقع أن تشهد تراجعاً في العام 2012، لكن مع تزايد مشاركة المعلومات بطريقة أوتوماتيكية، فإن حجم المعلومات التي سيتم تبادلها عبر هذا الموقع، يتوقع أن يكسر الأرقام القياسية، علماً أن النقاش يحتدم حول السلبيات المتوقع أن ترافق نظام المشاركة الأوتوماتيكي وتأثيره على حركة تبادل المعلومات عبر وسائل الإعلام الاجتماعي. احدى أكثر القضايا سخونة في العام 2012، رواج تقنية دفع الأموال من خلال الهاتف المحمول، مع الإشارة إلى أن العام 2011 شهد تزايداً في عمليات دفع أموال عبر الهاتف، ويتوقع أن يكون العام 2012 عام استخدام الهاتف بديلاً من بطاقات الائتمان من خلال تقنية NFC أو ما يسمى «حقل الاتصالات القريب». وتشير التقديرات إلى أنه بحلول العام 2013، فإن واحداً من أصل خمسة هواتف محمولة سوف يكون مجهزاً بتقنية NFC، والمتنافسون المبكرون على تقديم هذ الخدمة هم (Google Wallet, Visa Wallet, Serve, ISIS) إذا كان اللمس سمة الحاسوب في المستقبل، فمن المؤكد أن شركة «أبل» سوف تكون في الطليعة، لأن جهاز «الآيباد» كان السبّاق في هذا المجال،لكن هذا الجهاز يشهد تنافساً حاداً من العديد من الأجهزة اللوحية خصوصاً تلك التي تباع بأسعار متهاودة وأشهرها جهاز Kindle Fir، وذلك بعدما نجح المقرصنون في التحايل على حصرية تطبيقات شركة Amazon التي تنتجه. «التلفزيون في كل مكان» شعار بات قابلاً للتطبيق في العام 2012، فرغم المحاولات الحثيثة التي تبذلها شركات بث الخدمات التلفزيونية، فإن تنامي استخدام الأجهزة اللوحية يطرح السؤال واسعاً حول إمكانية أن يتحول البث التلفزيوني إلى الشاشة التي باتت بين أيدينا ليلاً ونهاراً. وقد فتحت تطبيقة Siri التي ظهرت مع جهاز آيفون 4 أس الباب واسعاً أمام تقنية التحكم الصوتي لإرسال الرسائل القصيرة، وتسجيل المواعيد وتصفح مواقع الانترنت. ورغم أن تقنية التحكم الصوتي موجودة في السوق منذ سنوات، فإن قدرة التحكم العالية في تطبيقة Siri ومواءمتها الذكية مع الاصوات، ستدفع بهذه التقنية إلى أن تكون بديلاً عن جهاز الريموت كونترول في التلفاز. في المقابل، فتح جهاز كنيكت الذي استخدم مع ناظم الألعاب إكس بوكس، الباب واسعاً امام ابداعات جديدة في أنظمة الألعاب بدون جهاز تحكم، ويتوقع أن يشهد العام 2012 توسعاً في استخدام هذا الجهاز لأغراض أخرى غير ألعاب الفيديو، وخصوصاً الأعمال المكتبية، وذلك من خلال الاستفادة من التقنيات الرائدة في عالم استشعار الحركة الثلاثية الأبعاد ومواءمتها مع جهاز كنيكت. تجربة «الشاشة الثانية» لن تكون بعيدة المنال في العام المقبل، وهي تعتمد على التفاعل بين شاشة التلفزيون وشاشة الآيباد والهواتف الذكية، ما يجعل تجربة مشاهدة الأفلام أكثر حيوية، ولقد طورت شركة ديزني العديد من هذه التقنيات في أفلام الكرتون مثل «ليون كينغ» و«بامبي» ويمكن توقع المزيد من التجارب التفاعلية للشاشة الثانية في هذا العام. ولعل التوقع الأكثر تشويقاً في العام 2012، إصدار شاشات قابلة للطيّ، وهو ما وعدت به كل من نوكيا وسامسونغ من خلال الأجهزة المحمولة المتوقع أن تغرق السوق، أما الحلم باقتناء شاشة بسماكة الورقة وقابلة للطي في الجيب، فأمر قابل التطبيق ولكن بعد عدة سنوات.