جنود أسروا في إحدى معارك أبين - عدن أون لاين عدن أون لاين/ جهاد محسن/ نقلا عن "خليج عدن" الأسبوعية: تمكنت "خليج عدن" من مقابلة الجنود الأسرى الذين يبلغ عددهم 73 جندياً تم أسرهم في 4 مارس الماضي، من قبل مسلحي عناصر "القاعدة" خلال معركة "وادي دوفس" في أبين، وهي المعركة التي قادت إلى مقتل نحو 181 جندياً في صفوف القوات المسلحة.
وفي ساحة المعتقل السري الذي اقتدنا إليه معصوبي الأعين، وجدنا هناك جميع الجنود مكبلون عبر سلاسل وضعت في أقدامهم، وموزعون على عدة غرف بين 12 إلى 14 أسير في الحجرة الواحدة، وفي أيديهم المصحف الشريف وبعض كتب الأذكار الدينية، سألتهم الصحيفة، عن وضعهم وطريقة تعامل أعضاء "أنصار الشريعة" معهم، وظهر أنهم يتمتعون في صحة جيدة من الناحية البدنية، ولكن حالتهم النفسية كانت سيئة للغاية، وتنتابهم مشاعر من السخط والتذمر من تجاهل الحكومة حيال قضيتهم.
يقول الجنود الأسرى بأن مسلحي "أنصار الشريعة" سمحوا لهم بالتواصل مع عائلاتهم، وإنهم صدموا حين أبلغوا من قبل عائلاتهم بأن السلطات الرسمية أخبرتهم، بأنهم باعوا أنفسهم ل "القاعدة" وأنهم أصبحوا متهمين بالبيعة والخيانة، وصب الجنود الأسرى جام غضبهم على الدولة، متهمين قائد المنطقة الجنوبية العسكرية السابق، وقادة الألوية المرابطة في "أبين" بأنهم من سلموهم لعناصر "القاعدة"، وقال أحد الجنود للصحيفة.. "هذا جزاءنا بعد أن قدمنا أرواحنا في سبيل الدفاع عن الوطن، وضحينا بأهالينا وأولادنا استجابة لنداء الواجب، والآن يتهموننا بالخيانة".
وبدا من الواضح أن الجنود مطلعون على الأحداث الجارية في اليمن، حيث أشاروا لنا إلى أن السلطة تبذل مساع مكثفة بشأن الإفراج عن المواطنة السويسرية، التي اختطفها مسلحين في مارس الماضي، وقال عدد من الجنود بنبرة مستهجنة، السلطة تجري الآن مفاوضات مع خاطفيها للإفراج عنها بطريقة آمنة، لكنها لم تكترث بمصير 73 جندي من قواتها المسلحة وقعوا في الأسر، أو تكلف نفسها مسألة التفاوض بشأننا، وتسأل أحد الجنود بحسب تعبيره، لو كان رئيس الدولة "عبدربه منصور" أو رئيس الحكومة "محمد باسندوة" لديهم أبناء معتقلين إلى جانبهم، هل كانوا سيلتزمون الصمت، أم أنهم سيدفعون المستحيل للإفراج عنهم، ويضيف أحد الجنود بلغة انفعالية.. "لقد أصبحنا نخجل من أنفسنا بأننا قاتلنا ضد من يرفع كتاب الله، حسب قوله" ويضيف.. "نعاهد بأننا لو خرجنا من أسرنا أن لا نعود إلى معسكراتنا أو نعمل مجدداً في صفوف الخدمة".
وينظر مسلحي "أنصار الشريعة" للجنود المعتقلين لديهم، بأنهم ليسو سوى أسرى حرب، مؤكدين بأنهم سيتحملون واجباتهم حيال هؤلاء الأسرى، مقابل أن تتحمل الدولة مسؤوليتها في الإفراج عنهم، وعلى أن تقوم بالإفراج أولاً عن جميع زملائهم المعتقلين من أعضاء "القاعدة" في سجون الأمن السياسي، ويعلق ل "خليج عدن" أحد مقاتلي "أنصار الشريعة".. نحن نشعر بمعاناة هؤلاء الجنود وحاجتهم في رؤية عائلاتهم وأطفالهم، ولكننا نحن لدينا أسرى معتقلين في سجون ومعتقلات الأمن السياسي، هم بحاجة أيضاً لرؤية ذويهم، وحين سألناه كم يقدر عددهم، أجاب بأكثر من 500 معتقلاً.
غير أن السؤال الذي ألحنا على طرحه أكثر من مرة على مقاتلي "أنصار الشريعة" عن سبب إقدامهم على قطع رؤوس بعض الجرحى من الجنود خلال معركة "وادي دوفس" بحسب ما قالته مصادر عسكرية وإعلامية رسمية، غير أنهم نفوا ذلك بشدة، وطالبوا السلطات الرسمية إثبات ذلك بالبراهين والصور عن حقيقة ما قيل بأن "أنصار الشريعة" نفذوا جريمة إعدام بحق 10 من الجنود الجرحى بعد انتهاء المعركة، وقاموا بقطع رؤوسهم وفصلها عن أبدانهم.