تزداد ملامح التقارب بين الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وزعيم الحوثيين من خلال التعامل مع التطورات الميدانية الحاصلة في محافظاتاليمن وهو ما تجلى بشكل واضح عبر انتهاج السلطات اليمنية لنفس الاسلوب التهديدي الذي مارسه عبد الملك الحوثي تجاه أهالي محافظة مأرب. وأصدرت اللجنة الأمنية العليا، والتي يرأسها هادي، بيانا شديد اللهجة تجاه قبائل مأرب التي اعترضت احدى كتائب الجيش اليمني واستولت على كمية كبيرة من الأسلحة، مهددة باستخدام القوة لاستعادة السلاح.
ومن جانبه هدد زعيم ميليشيا انصار الله الشيعية اليمنية عبد الملك الحوثي السبت باجتياح محافظة مأرب الغنية بالنفط والغاز الطبيعي، والتي يرغب انصاره بالسيطرة عليها منذ السيطرة على العاصمة قبل اكثر من ثلاثة اشهر.
كما شددت اللجنة الأمنية العليا على ضرورة استعادة معدات وأسلحة الكتيبة التي تعرضت في مأرب لاعتداء وهي في طريق عودتها إلى صنعاء في إطار تنفيذ مهمة تنقلات عسكرية اعتيادية، مؤكدةً حقها في استخدام كافة الوسائل والإجراءات اللازمة لاستعادة الأسلحة والمعدات المنهوبة ومعاقبة المعتدين.
ويرى مراقبون أن الرئيس اليمني بات ضعيفا أمام سلطة قرار الحوثيين ومتماهيا مع كافة الاجراءات التي تعلن عنها جماعة الحوثي وذلك في اطار اتفاق سري بين الطرفين للحفاظ على كرسي الحكم مقابل خدمة مصالح أنصار الله، وأن تهديده لاهالي مأرب يعد اشارة واضحة للحوثيين ببدء حملتهم على المحافظة الغنية بالنفط.
وكشف مصدر في الرئاسة اليمنية، مضامين اتفاق بين الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وجماعة الحوثيين "أنصار الله"، وقع مؤخرا في العاصمة العمانية مسقط.
ويقضي هذا الاتفاق بضغط الحوثي ضد شكل الدولة المتفق عليه في مؤتمر الحوار الوطني (ستة الأقاليم)، فيما يتدخل الرئيس ويبعد الأقاليم من الدستور الجديد ثم القبول بخيار الإقليمين الفيدراليين كنظام وشكل جديد للدولة اليمنية.
كما دعت اللجنة الأمنية العليا في بيانها قيادات ومنتسبي الوحدات العسكرية والأمنية إلى ضرورة رفع اليقظة القتالية والأمنية وتعزيز التنسيق والتكامل في مواجهة المخاطر والتحديات الأمنية التي تواجه الوطن في المرحلة الراهنة والوقوف بكل قوة وحزم وصلابة أمام الإرهاب والتخريب بكل أشكاله وأنواعه.
ويرى خبراء أن اصطفاف الرئاسة اليمنية خلف موقف زعيم الحوثيين من اهالي مارب ينمي مزاعم الحوثيين الذين يتهمون أهالي مأرب بالانتماء إلى تنظيم القاعدة لتبرير هجومها على المحافظة في وقت لاحق والاستفادة من الثروات النفطية.