كارثة وشيكة ستجتاح اليمن خلال شهرين.. تحذيرات عاجلة لمنظمة أممية    تعز تشهد المباراة الحبية للاعب شعب حضرموت بامحيمود    وفاة امرأة عقب تعرضها لطعنات قاتلة على يد زوجها شمالي اليمن    عاجل..وفد الحوثيين يفشل مفاوضات اطلاق الاسرى في الأردن ويختلق ذرائع واشتراطات    مليشيا الحوثي تعمم صورة المطلوب (رقم 1) في صنعاء بعد اصطياد قيادي بارز    انتحار نجل قيادي بارز في حزب المؤتمر نتيجة الأوضاع المعيشية الصعبة (صورة)    إعلان عدن التاريخي.. بذرة العمل السياسي ونقطة التحول من إطار الثورة    دوري المؤتمر الاوروبي ...اوليمبياكوس يسقط استون فيلا الانجليزي برباعية    صحيح العقيدة اهم من سن القوانين.. قيادة السيارة ومبايض المرأة    "مشرف حوثي يطرد المرضى من مستشفى ذمار ويفرض جباية لإعادة فتحه"    طقم ليفربول الجديد لموسم 2024-2025.. محمد صلاح باق مع النادي    "القصاص" ينهي فاجعة قتل مواطن بإعدام قاتله رمياً بالرصاص    "قلوب تنبض بالأمل: جمعية "البلسم السعودية" تُنير دروب اليمن ب 113 عملية جراحية قلب مفتوح وقسطرة."    لماذا يُدمّر الحوثيون المقابر الأثرية في إب؟    غضب واسع من إعلان الحوثيين إحباط محاولة انقلاب بصنعاء واتهام شخصية وطنية بذلك!    بعد إثارة الجدل.. بالفيديو: داعية يرد على عالم الآثار زاهي حواس بشأن عدم وجود دليل لوجود الأنبياء في مصر    أيهما أفضل: يوم الجمعة الصلاة على النبي أم قيام الليل؟    ناشط من عدن ينتقد تضليل الهيئة العليا للأدوية بشأن حاويات الأدوية    دربي مدينة سيئون ينتهي بالتعادل في بطولة كأس حضرموت الثامنة    رعاية حوثية للغش في الامتحانات الثانوية لتجهيل المجتمع ومحاربة التعليم    الارياني: مليشيا الحوثي استغلت أحداث غزه لصرف الأنظار عن نهبها للإيرادات والمرتبات    "مسام" ينتزع 797 لغماً خلال الأسبوع الرابع من شهر أبريل زرعتها المليشيات الحوثية    استشهاد أسيرين من غزة بسجون الاحتلال نتيجة التعذيب أحدهما الطبيب عدنان البرش    الصين تبدأ بافتتاح كليات لتعليم اللغة الصينية في اليمن    تشيلسي يسعى لتحقيق رقم مميز امام توتنهام    إعتراف أمريكا.. انفجار حرب يمنية جديدة "واقع يتبلور وسيطرق الأبواب"    شاب سعودي يقتل أخته لعدم رضاه عن قيادتها السيارة    تعز.. حملة أمنية تزيل 43 من المباني والاستحداثات المخالفة للقانون    الهلال يلتقي النصر بنهائي كأس ملك السعودية    أثر جانبي خطير لأدوية حرقة المعدة    ضلت تقاوم وتصرخ طوال أسابيع ولا مجيب .. كهرباء عدن تحتضر    أهالي اللحوم الشرقية يناشدون مدير كهرباء المنطقة الثانية    صدام ودهس وارتطام.. مقتل وإصابة نحو 400 شخص في حوادث سير في عدد من المحافظات اليمنية خلال شهر    تقرير: تدمير كلي وجزئي ل4,798 مأوى للنازحين في 8 محافظات خلال أبريل الماضي    قيادي حوثي يخاطب الشرعية: لو كنتم ورقة رابحة لكان ذلك مجدياً في 9 سنوات    الخميني والتصوف    نجل القاضي قطران: والدي يتعرض لضغوط للاعتراف بالتخطيط لانقلاب وحالته الصحية تتدهور ونقل الى المستشفى قبل ايام    انهيار كارثي.. الريال اليمني يتراجع إلى أدنى مستوى منذ أشهر (أسعار الصرف)    إنريكي: ليس لدينا ما نخسره في باريس    جماعة الحوثي تعيد فتح المتحفين الوطني والموروث الشعبي بصنعاء بعد أن افرغوه من محتواه وكل ما يتعلق بثورة 26 سبتمبر    جريدة أمريكية: على امريكا دعم استقلال اليمن الجنوبي    محلل سياسي: لقاء الأحزاب اليمنية في عدن خبث ودهاء أمريكي    الرئيس الزُبيدي يُعزَّي الشيخ محمد بن زايد بوفاة عمه الشيخ طحنون آل نهيان    أولاد "الزنداني وربعه" لهم الدنيا والآخرة وأولاد العامة لهم الآخرة فقط    15 دقيقة قبل النوم تنجيك من عذاب القبر.. داوم عليها ولا تتركها    يمكنك ترك هاتفك ومحفظتك على الطاولة.. شقيقة كريستيانو رونالدو تصف مدى الأمن والأمان في السعودية    انتقالي لحج يستعيد مقر اتحاد أدباء وكتاب الجنوب بعد إن كان مقتحما منذ حرب 2015    مياه الصرف الصحي تغرق شوارع مدينة القاعدة وتحذيرات من كارثة صحية    إبن وزير العدل سارق المنح الدراسية يعين في منصب رفيع بتليمن (وثائق)    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و568 منذ 7 أكتوبر    كيف تسبب الحوثي بتحويل عمال اليمن إلى فقراء؟    المخا ستفوج لاول مرة بينما صنعاء تعتبر الثالثة لمطاري جدة والمدينة المنورة    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    اعتراف رسمي وتعويضات قد تصل للملايين.. وفيات و اصابة بالجلطات و أمراض خطيرة بعد لقاح كورونا !    عودة تفشي وباء الكوليرا في إب    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الرئيس ناصر يكشف عن لقاء جمعه بالحوثيين أبدوا فيه رغبتهم في الانسحاب من الجنوب ( حوار )
نشر في عدن بوست يوم 02 - 07 - 2015

قال الرئيس الجنوبي الأسبق علي ناصر محمد انه كان مع القيادي الجنوبي محمد علي أحمد في مسقط في حوار مع الحوثيين وطالب بإيقاف الحرب وانسحاب الجيش والأمن واللجان الشعبية (الحوثيين) من الجنوب ، واحلال قوات جنوبية محلهم من كافة المحافظات، وقد ابدوا استعدادهم لذلك، لكنه قال ان تنفيذ مثل هذا القرار بحاجة الى توافق محلي واقليمي ودولي حتى يصبح ممكناً.

تبدو الازمة اليمنية -ممثلة بالحرب التي نشبت قبل اشهر- في طريقها الى التفاقم، مع انعدام أي بوادر في الافق لوقف الحرب أو التوصل الى تسوية سياسية.

واندلعت الحرب قبل حوالي 3 اشهر، وانقسمت الاطراف المتصارعة مابين أطراف موالية لنظام الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح وبين اطراف مناهضة له، ورغم أن الازمة السياسية في أساسها هي بين أطراف قوى سياسية يمنية شمالية إلا أن الجنوب كانت المسرح الاكبر الذي دارت عليه المعارك.

في هذا الحوار الصحفي الذي تجريه صحيفة عدن الغد مع "الرئيس الجنوبي السابق علي ناصر محمد" سنحاول البحث عن اجابات كثيرة لعشرات الاسئلة التي يرى الشارع في الجنوب وفي اليمن بشكل عام أن الرئيس ناصر يمكن له أن يجيب عنها.

بداية دعني ارحب بك فخامة الرئيس، ورمضان مبارك، وسعداء في صحيفة عدن الغد اتاحتك الفرصة لنا بهذا الحوار الصحفي.

لنبدأ فخامة الرئيس من النقطة الاخيرة التي وصلت اليها الاوضاع في اليمن، من هو السبب برأيك والمتسبب الرئيسي لما يحدث اليوم في هذا البلد، وهل الصراع السياسي والعسكري الحالي هو صراع محلي أم إقليمي ؟

اغتنم هذه المناسبة عبر صحيفتكم "عدن الغد" لاتقدم إلى قرائها وإلى شعبنا العظيم بالتهاني بشهر رمضان المبارك اعاده الله علينا وعليكم وعلى الجميع بالخير ويكشف هذه الغمة التي يمر بها في هذه الأيام، واعرب عن سعادتي باجراء هذا الحديث مع صحيفتكم التي اكن لها كل تقدير وبدوركم الاعلامي المتميز.

أما فيما يتعلق بسؤالكم، ففي رأيي أن كل اطراف الصراع السياسي في الوطن مسؤولة عما يحدث اليوم في البلد، وذلك بسبب عجزها عن ادارة الصراعات السياسية فيما بينها –وهو أمر طبيعي ومشروع في أي مجتمع- لكن عبر الوسائل الحضارية، وعبر الحوار والتوافق الوطني، وليس عبر لجوئها الى حسم الصراعات بالقوة المسلحة والغلبة، كما أننا لا ننفي أن ما يحدث في اليمن له ابعاد اقليمية ودولية ستظهر نتائجها فيما بعد فنحن لا نعيش في جزيرة منعزلة، بل نقع في واحدة من أهم المواقع الاستراتيجية في العالم.

*ماهو موقفكم السياسي من الحرب الدائرة، والى جانب أي طرف تقفون اليوم ؟
مند اليوم الأول لاندلاع هذه الحرب أعلنا رفضنا لها بتاريخ 8 ابريل 2015م، وقلنا إن الحروب لا تقدم حلولاً دائمة لازمات الوطن، وإن المنتصر في هذه الحروب مهزوم، وأكثر من ذلك طالبنا كافة الأطراف بالوقف الفوري لها والدخول في حوار جاد لوقف تداعياتها على الوطن والمواطن وذلك في المبادرة التي تقدمنا بها بتاريخ 10 مايو 2015م والمكونة من عشرة بنود انطلاقاً من موقفنا الوطني والاخلاقي حقناً لدماء شعبنا ووقف اهدار مقدرات الوطن، نحن ضد الحرب بالمطلق ولا نقف أو نصطف الى جانب أي طرف بل نقف مع شعبنا الذي يدفع وحده ثمن هذه الحرب من حياته ودمه ومعيشته وأمنه واستقراره، ومن مصلحته والجميع أن تقف هذه الحرب في اسرع وقت ممكن.

*برأيك لماذا فشلت مفاوضات جنيف التي عقدت قبل حوالي اسبوعين وهل ترى ان الامم المتحدة يمكن لها ان تنجح في تسوية سياسية في الوقت الحالي؟
اعتقد أن مستوى التمثيل الذي ظهر به وفدا الطرفين في جنيف لم يكن على مستوى اتخاذ قرارات مصيرية في الأزمة الكبرى التي تعيشها البلد، كما أنه لم يتم تهيئة المناخ المناسب لانجاح مثل تلك المفاوضات التي سميت تشاورية بوقف اطلاق النار، كما أن كثيراً من القوى السياسية الفاعلة غابت أو غيبت عن المشاركة، كما أن الطرفين الذين شاركا في جنيف كانا غير مستعدين لتقديم تنازلات متبادلة تسمح بنجاح اللقاء، أما فيما يتعلق بامكانية نجاح الأمم المتحدة في تسوية سياسية في الوقت الحالي في اليمن، فاعتقد أن على الأمم المتحدة مسؤولية سياسية واخلاقية وانسانية في القيام بهذه المهمة وان تواصل جهودها انطلاقاً من دورها في حل النزاعات في الدول الاعضاء في المنظمة الدولية، ولديها تاريخ طويل في حل النزاعات المسلحة من هذا النوع، والناس يعولون على هذا الدور في وضع حد للحرب التي تأكل الاخضر واليابس وتهدد الامن والاستقرار ليس في اليمن وحده بل في منطقة الجزيرة والخليج والقرن الافريقي والبحر الأحمر، ولكن يبدو أن هناك قوى محلية واقليمية ودولية لا تريد الوصول الى حل سياسي للأزمة اليمنية، ومع الأسف أن اطرافاً يمنية تطالب باستمرار الحرب انطلاقاً من مصالحها الضيقة ونخشى أن تجير هذه الحرب لصالح تجار الحروب فيما الشعب هو من يدفع الثمن في عدن وبقية المحافظات.

*تعرضتم لهجوم حاد من قبل بعض الاطراف السياسية وبينها اطراف جنوبية والى جانبكم محمد علي أحمد .. قيل انكم لم تدينوا بشكل واضح الحرب التي يقوم بها الحوثيون ضد الجنوب .. هل من توضيح بهذا الخصوص؟.
ليست هذه المرة الأولى التي نتعرض فيها للهجوم بسبب مواقفنا المبدئية من هذه الحرب وغيرها من الحروب التي مر بها الوطن، فنحن أول من بادر إلى الدعوة لوقف الحرب منذ اليوم الأول والمطالبة بوقفها من كل الاطراف وانسحاب القوات من المدن في الجنوب والعودة الى الحوار، ونحن لن نرد على مثل هذه الحملات الموجهة بقدر ما يهمنا البحث عن حلول لازمة البلد وووضع حد للحرب، ونحن لا نتخذ المواقف لارضاء أي طرف من اطراف الصراع في الماضي والحاضر وهذا هو سبب الهجوم الاعلامي علينا.

*لاتبدو علاقتكم بالرئيس اليمني عبدربه منصور هادي جيدة .. هل تعتقدون أن الرجل وادارته كانوا متسببين بنقل المعركة الى الجنوب؟ وماهي اوجه الخلاف مع هادي؟

ليست لي خصومة شخصية أو سياسية مع الرئيس عبد ربه منصور هادي بعد تحمله رئاسة الدولة 2012م، بل لقد وجهت له عدة رسائل في بداية مارس 2012م تضمنت افكاراً حول العديد من القضايا التي في رأينا ان حلها ومعالجتها حينها ستحدث نوعاً من الانفراج في المشهد السياسي المتأزم، وأهمها: "حل القضية الجنوبية التي نرى أنها جوهر الأزمة التي يمر بها اليمن، واقترحنا عدداً من المعالجات لهذه القضية باعتبارها قضية سياسية وطنية بامتياز، ومن ذلك معالجة اثار حرب 1994م وما ترتب عليها من اضرار مادية ومعنوية واقتصادية، وازالة كل المظالم التي لحقت بالجنوبيين جراء تلك الحرب، واعادة المفصولين إلى أعمالهم وسحب كل مظاهر التواجد العسكري والامني من المدن الجنوبية، ووقف كل الاعتقالات والافراج عن المعتقلين السياسيين ووقف الملاحقات لعناصر الحراك الجنوبي السلمي، وتشكيل مجموعة الوية عسكرية من المحافظات الجنوبية التي تضررت بعد حرب 1994م "، واعربنا عن قناعتنا بأن ذلك سوف يهيئ أرضية طيبة لبدء حوار وطني يوصل لحل عادل للقضية الجنوبية.

كما طالبناه في الوقت نفسه ب : "معالجة اثار الحروب الستة النفسية منها والاقتصادية التي شنت على محافظة صعدة ومواطنيها، وعودة المشردين إلى قراهم وضمان امنهم واستقرارهم، واعادة اعمار ما خلفته تلك الحروب من عواقب".

كما تضمنت رسائلنا اليه: "ضرورة أن تقوم الدولة بمحاربة الارهاب وارهارب القاعدة.

والعديد من القضايا الاخرى، التي لو استجاب لها الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي في حينه لتجنبت البلاد الوضع المآساوي الذي تعيشه اليوم.

*اعلنت اطراف سياسية يمنية عدة تأييدها لعاصفة الحزم التي تقوم بها السعودية في اليمن لكنكم بالمقابل التزمتم الصمت حيال ذلك .. هل يعني ذلك انكم لاتؤيدون تدخلاً عربياً في الشأن اليمني؟
كنا نتمنى ألا تحدث هذه الحرب، ومن حيث المبدأ نحن ضد الحرب أي كان مصدرها، وكنا ولانزال نخشى من اثارها المدمرة على اليمن والدول المجاورة، وانطلاقاً من تجاربنا في الحروب في الشمال والجنوب وبين الشمال والجنوب وحروب الملكيين والجمهوريين أو ما يدور الأن في المنطقة العربية في سوريا وليبيا والعراق ... ففي نهاية الأمر فإن كل الصراعات والحروب حلت عبر الحوار.

*دعنا نتحدث اكثر عن التدخل السعودي في اليمن.. البعض بات يرى ان السعودية غرقت في المستنقع اليمني والبعض يرى انها بصدد تحقيق أهدافها .. برايك ماهو الاصح فيما سلف؟
من تجارب التاريخ القديم والحديث "الحروب لا تصنع ولا تخلف سوى الدمار والقتل وخلق العداوات والكراهية بين الشعوب والأمم"، الذي يدوم ويسعى إليه الجميع في الأخير هو أن يسود السلام بين الدول والشعوب، فذلك ما يخلق الحياة ويساعد على التنمية والأمن والاستقرار وليس الحروب! ... وهذا ما نريده ونتمناه لشعبنا اليمني ولشعوب منطقتنا ... وانطلاقاً من حرصنا على اليمن وعلى المصالح المشتركة مع المملكة والمنطقة فقد طالبنا بوقف هذه الحرب من قبل الطرفين لأن المنتصر فيها مهزوم، وفي مبادرتنا طالبنا بالاحتكام الى لغة الحوار بدلاً عن لغة السلاح للخروج من هذا المستنقع الذي اشرتم اليه.

*يتفق كثيرون على ان غالبية الجنوبيين باتوا يؤيدون مطالب الاستقلال عن الشمال وخلال السنوات الماضية كان هادي بنظر الحراك الجنوبي هو رئيس دولة الاحتلال واليوم يقاتل الجميع صفا واحدا ضد الحوثيين .. برايك هل يمكن لهذه الحرب ان تفضي الى استقلال الجنوب؟
نحن مع حق شعب الجنوب في تقرير مصيره كما جاء في ميثاق الامم المتحدة وفي مخرجات المؤتمر الجنوبي الأول (القاهرة – نوفمبر 2011م) بقيام دولة اتحادية من اقليمين، ونحن نخشى ألا تبقي هذه الحرب الشمال شمالاً! ولا الجنوب جنوباً!، فهناك مؤامرة تستهدف الدولة وتفكيكها كما جرى تفكيك الحراك الجنوبي واضعافه، والخوف أن تتحول هذه الحرب الى حرب أهلية شاملة كما حدث في الصومال التي تم تفكيكها الى عدة دويلات، ومن بعدها تركها العالم لمصيرها ولم يلتفت إليها أحد !.

*يختلف ويتفق كثيرون بشأن الرئيس عبدربه منصور هادي وترى اطراف سياسية كثيرة ان هادي فشل في ادارة العملية السياسية خلال الفترة الماضية وهو ما اوصل البلاد الى هذا الوضع .. هل تتفق مع هذا الرأي؟
كما اشرت في جوابي على السؤال الخامس، فإن الرئيس هادي لو أخذ بالافكار والمقترحات التي قدمت له من قبلنا ومن قبل أخرين في حينه لما وصلت الأوضاع الى هذه الدرجة كما اعتقد!، ولكانت البلاد قد تجنبت ما تعانيه اليوم من مآسي وويلات من وجهة نظري.

*ظهر الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح مؤخراً في حوار سياسي متحدياً، هل تعتقد أن الرجل لايزال قادرا على أن يكون رقم هام في العملية السياسية مستقبلاً ؟
الجميع يعرف أنه رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام، وهو أحد القوى السياسية المؤثرة في الساحة اليمنية، والدليل على ذلك أن معظم قيادت "حزب المؤتمر" يتنقلون بين صنعاء والرياض وموسكو وجنيف!

*اين تقف السعودية سياسيا فيما يخص قضية الجنوب .. هل تعتقد انها ستتجه جنوبا في حال فشلت في الاطاحة بالحوثيين وصالح؟
نأمل أن تتخذ المملكة مواقف متوازنة من اليمن شمالاً وجنوباً، وان تكون عاملاً مساعداً في حل أزمة اليمن بما في ذلك القضية الجنوبية العادلة، وتساهم في استقرار اليمن وتنميتها، ففي عام 1994م وقفت المملكة العربية السعودية إلى جانب القيادة الجديدة برئاسة السيد علي سالم البيض ونائبه عبد الرحمن الجفري في دعم الانفصال وقيام ما سمي حينها بجمهورية اليمن الديمقراطية (بدون الشعبية) وادى ذلك الى الاقتتال وما سمي حينها بحرب 1994م، وقد فشل هذا المشروع لأن الشعب والجيش في الجنوب كانا منقسمين مع غياب التوافق الدولي وبالذات الولايات المتحدة الاميركية على مشروع الانفصال ولايزال الشعب يدفع ثمن ذلك حتى اليوم... وقد عرض عليَّ حينها من قبل الطرفين العودة الى السلطة كنائب للرئيس، كما طلبت مني بعض دول الخليج الوقوف الى جانب الانفصال ورفضنا ذلك أيضاً وطالبت حينها بالحوار بين الطرفين واقامة دولة اتحادية من اقليمين بدلاً من الاقتتال والانفصال، أما اليوم فالمملكة تتحدث عن وقوفها الى جانب وحدة اليمن ولا نعرف إن كانت ستتجه جنوباً نحو بحر العرب، في حال فشل انصار الله والرئيس صالح كما اشرتم.

*هل تعتقد ان نظام صالح وجماعة الحوثي يملكون قوة تأييد شعبية في شمال اليمن؟
كما اشرت في جوابي على سؤال سابق، فإن المؤتمر الشعبي العام لايزال قوة سياسية مؤثرة في الساحة اليمنية، وكذلك الحوثيين (أنصار الله) باتوا قوة سياسية، ونحن نأمل أن يكونوا جزءاً من العملية السياسية في البلاد وأن لا ينفردوا وحدهم بالحكم! فقد كانت عقلية الاقصاء احد اهم الادوات التي اوصلتنا الى هذا الانسداد وغياب الافق، وأن يجعلوا من الشراكة الوطنية التي نادوا بها حقيقة على أرض الواقع.

*دعنا نعد قليلا صوب الجنوب..الحوثيون تحدثوا بقوة خلال الاسابيع الماضية مؤكدين استعدادهم تسليم الجنوب الى قيادات جنوبية .. هل ترى هذا الأمر ممكنا ؟ وهل الحوثيين جادين أم أنها مناورة سياسية؟
لقد طالبنا بوقف الحرب، وانسحاب الجيش والأمن واللجان الشعبية من الجنوب، واحلال قوات جنوبية محلهم من كافة المحافظات، وقد ابدوا استعدادهم لذلك، ولكن تنفيذ مثل هذا القرار بحاجة الى توافق محلي واقليمي ودولي حتى يصبح ممكناً.

*ماذا لو فعلها الحوثيون وانسحبوا، هل تعتقد أن الجنوبيين باتوا يملكون قدرة على إدارة مناطقهم؟
ليس هناك خيار آخر غير أن تتوحد القيادات، لأننا نخشى أن يكون البديل هو الفوضى وتستفيد من ذلك خلايا التنظيمات الارهابية القاعدة وحلفائها كما حدث في حضرموت، والجنوبيون قادرون اذا توحدوا أن يقوموا بهذه المهمة، فقد كانوا اصحاب دولة ولديهم من التجارب ما يكفي.

قل لي لماذا لم تتمكن القيادات الجنوبية في الخارج من اتخاذ موقف سياسي موحد من الاحداث الاخيرة ؟

*وهل كان لديها موقف موحد من حل القضية الجنوبية حتى يكون لها موقف سياسي موحد من الاحداث الاخيرة ؟!!
لقد حاولنا خلال السنوات الماضية -واخرها في مارس الماضي في ابو ظبي، وقبلها في القاهرة، وبيروت، ودبي- تكوين رؤية سياسية موحدة وقيادة واحدة ولكن للأسف لم نتمكن من ذلك وشرح ذلك يطول.

*ماهي توقعاتك لسير الاحداث في اليمن، هل نحن مقبلون على نموذج سوري أخر ؟
ما يجري في اليمن لا يختلف عما يجري في سورية والعراق وليبيا والصومال والسودان، ولو تلاحظ فإن هذه الدول كلها كانت دول ذات انظمة جمهورية، وما حدث في الماضي القريب هو اسقاط الأنظمة في هذه الدول، أما الان فيجري تفكيك هذه الدول بما يخدم مصلحة القوى المعادية للأمة العربية .. ولم ينجو من هذا المخطط أو المؤامرة سوى مصر وتونس الى حدما.

*تقدمت مؤخرا بمبادرة سياسية لحل النزاع ووقف الحرب في اليمن، هل وجدت هذه المبادرة قبولا لدى أياً من الاطراف المحلية أو الدولية؟
كما هو معروف فقد تقدمنا بمبادرة من عشر نقاط في العاشر من مايو الماضي، إلى الأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية، ومجلس التعاون الخليجي، وجوهر مافيها: "الوقف الفوري للحرب، والانسحاب من الجنوب ومن بقية المناطق، والعودة الى الحوار"، وقد لاقت المبادرة قبولاً واستحساناً من قوى سياسية داخل اليمن وخارجها، وقد قمنا بزيارات متعددة الى بعض دول الخليج ومن بينها الامارات العربية المتحدة، وسلطنة عمان، وقطر، كما التقيت مسؤولين سعوديين، وبعض المسؤولين في جمهورية مصر العربية، والأمين العام لجامعة الدول العربية، وعدد من المسؤولين اللبنانيين وعلى رأسهم الأستاذ نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني، كما تواصلت مع الأمين العام للأمم المتحدة وممثله الشخصي الى اليمن السيد اسماعيل ولد الشيخ، وسنواصل البحث عن حل سلمي ولو في المريخ كما تدعي بعض القبائل اليمنية ملكيته، وكل ذلك يصب في البحث عن حل للمشكلة الراهنة في اليمن بالطرق السلمية، ولكن هناك قوى محلية لا تريد حلاً سياسياً سلمياً للأزمة التي تطحن البلاد والعباد.

*تحدثت بعض المصادر عن مفاوضات بينكم وبين الحوثيين بمسقط .. هل هذا صحيح ؟ وإن كان صحيحاً ففيما كانت هذه المفاوضات ؟
نعم التقيت مع الأخ محمد علي احمد بوفد من انصار الله في مسقط في اواخر مايو الماضي، كما التقينا بالاخوة المسؤولين العمانيين وطالبناهم خلال اللقاء بالانسحاب كما جاء في المبادرة ذات النقاط العشر واحلال قوات جنوبية محلهم وليس حراكاً ايرانياً كما يردد البعض في محاولة للاساءة الى الحراك الجنوبي الوطني السلمي الذي عبر عن قضيته العادلة بحراكه السلمي الشعبي، لا يسعنا إلا أن ننحني احتراماً لشعبنا المكافح ووقاراً أمام تضحياته الجسيمة فقد أبهروا العالم بتصالحهم وتسامحهم وحراكهم السلمي، وهنا اشيد بموقف الاخ الرئيس حيدر ابو بكر العطاس في حديثه لقناة الحدث (29/6/2015م) الذي انتقد موقف "قناة العربية" من الحراك الجنوبي الوطني والذي سمته بالحراك الايراني.

كلمة اخيرة تود قولها سيادة الرئيس؟
أحيي شعبنا العظيم الصامد والصابر، ونطالب الجيش واللجان الثورية في الجنوب أن لا يوجهوا سلاحهم نحو المواطنيين ولا يتعرضوا لهم بأي اذى، ونحن ندين سفك دماء الأبرياء سواء في حي المنصورة كما حدث بالامس أو في غيرها لأن المعركة ليست مع الشعب كما أكدوا لنا ذلك وإنما مع التنظيمات الارهابية، ونترحم على أرواح شهدائنا الأبرار ونتمنى الشفاء للجرحى وعودة النازحين الى ديارهم وأن يعم الامن والاستقرار عدن الحبيبة وغيرها من المدن، كما نطالب دول التحالف بايقاف القصف خلال ما تبقى من شهر رمضان الكريم حقناً لدماء المسلمين، وليجنب الله الشعب كل مكروه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.