جاء في صفحة رئيس الجمهورية على لسان السيد/ بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة، في رسالته صباح السبت التالي: “.. وتضمنت عقد جولة جديدة من المشاورات مع الحوثيين وصالح لتنفيذ قرار مجلس الأمن 2216″. في تغطية اللقاء الذي عقده هادي وبحاح، بصفتيهما الرئيس ونائبه، أوردت صفحة رئيس الجمهورية جملة من التناقضات التي تعكس الدور الغير نزيه لمبعوث الأممالمتحدة، ولد الشيخ، ليس كشخص، بل كممثل لمؤسسة دولية لا يزال أدائها الكارثي في اليمن بالذات – وهو ما يعنيننا كيمنيين- خارج التقييم والنقاش الجاد. في ثنايا الخبر ورد مصطلح “مشاورات” بين طرفين، وبدا أن الأممالمتحدة تعتبر الحوثيين وصالح طرفا “يعتزم مبعوث الأمين العام (…) السعي للتوصل إلى اتفاقات..”!!، وتكرر تأكيد بان كي مون بأن الحوثيين وصالح قبلوا بتنفيذ قرار مجلس الأمن 2216، ثم عاد الأمين نفسه، الذي أصدر القرار الأممي الذي يشمل البند السابع، والذي ينص على أن المعرقل لقرار الأممالمتحدة سيتخذ مجلس الأمن ضده عقوبات من بينها تجميد أرصدته، ومنعه من السفر، وفرض القرار بالقوة، لكن بان كي مون قال أنهم بصدد “جولة مشاورات جديدة” للتوصل إلى اتفاقات. بعيداً عن الجانب السياسي المعيب في حق المنظمة الدولية التي جاءت مفردات رسالة أمينها العام لرئيس الجمهورية، كمتحدث بلسان الانقلابيين، حيث أكد أنهم أكدوا له التزامهم بتنفيذ القرار2216، ثم أوصى الرئيس بضرورة عقد مشاورات تسعى إلى التوصل لاتفاقات!!، بكل تناقض وانحياز فاضح، غير أن الأهم هنا هو الانتقال إلى السجن الكبير في هذه الجغرافيا الوسيعة، تعز، كيف كان صباح مئات الآلاف من المواطنين الذين يرزحون تحت أبشع وأقسى حصار في المنطقة، بالتزامن مع مناولة ولد الشيخ للرئيس، رسالة أمينه العام بخصوص “المشاورات” مع القتلة ومن يفرضون الحصار على تعز. من الضروري العودة إلى نفس الظروف التي أنتجتها الحرب العبثية في عدن، قبيل ثلاثة أشهر، ومراجعة موقف الأممالمتحدة وتعاملاتها مع ذات الظروف من حصار عدن وحرب ميليشيا الحوثي وصالح ضد المدينة الساحرة، وتدمير الإنسان والمكان، كانت حصيلتها آلاف الشهداء والجرحى والمرضى، التي جاءت مع “حمى الضنك” الرفيق الملازم للانقلابيين؛ لقد دعت الأممالمتحدة إلى ضرورة إيقاف القتال من أجل “انقاذ المدنيين وإدخال المساعدات الإنسانية” وكانت الأممالمتحدة تنجح في فرض هدنة بعد أخرى، وفي ذات الوقت، كانت المنظمات الطبية والإغاثية التابعة للأمم المتحدة تنشط بشكل عال، في نشر أرقام كبيرة جدا، عن اليمنيين الذين يحتاجون إلى مساعدات طارئة وعاجلة!!، غير أن الهدنة تنتهي بعودة الحياة للانقلابيين، بينما تظل أرقام منظمات المتحدة عن الأمعاء الجائعة والمرضى اليمنيين رهن الأدراج والتصريحات! منذ نحو شهرين تعيش مدينة تعز كارثة إنسانية غير مسبوقة، لكن اسم هذه المدينة التي تتكون من ثلاثة أحرف لم تجد طريقها إلى تقارير وتصريحات واهتمامات الأمم المتحدة!