في خبر مقتضب للغاية، أفادت وكالة أنباء الإمارات الرسمية (وام) أن حاكم دبي الشيخ "محمد بن راشد" تلقى مساء الثلاثاء، اتصالًا هاتفيًا من خادم الحرمين الشريفين "الملك سلمان بن عبد العزيز". وتجاهلت الصحف الرسمية خبر الاتصال، وتعمدت عدم إبرازه وتصدره العناوين الرئيسية في الأخبار كالعادة، إذ عرضته المواقع الإلكترونية لصحف (الاتحاد) و(الخليج) و(البيان) في عناوينها الاعتيادية وضمن الأنباء المجتمعية والعادية، وذلك على خلاف التغطيات السابقة لأحداث كهذه. وبحسب موقع (الإمارات 71)، قال مراقبون إن اتصال الزعيم السعودي توجه مباشرة ل"محمد بن راشد" على خلاف مرات سابقة، إذ كان الاتصال يجري مع ولي عهد أبوظبي "محمد بن زايد". ويأتي الاتصال السعودي في أعقاب أزمة متفاقمة في عدن - عاصمة اليمن المؤقتة - إثر تدخل مروحيات عسكرية إماراتية لصالح قائد حماية المطار الذي تمرد على أوامر الرئيس "هادي" ورفض السماح بهبوط طائرته في عدن. وتعليقًا على "أزمة مطار عدن"، قال الكاتب الفلسطيني "عبدالباري عطوان" في مقال له: "هل هو خلاف بين هادي والإمارات، أم بين الأخيرة والسعودية؟". وأضاف "عطوان": "القصة بدأت عندما أغلق المقدم "العميري" مطار عدن في وجه طائرة الرئيس "هادي" القادمة من الرياض، ومنعها بالتالي من الهبوط، الأمر الذي دفع قائدها إلى التوجه إلى مطار جزيرة سوقطرة، وسط المحيط الهادي، وقيل إن الرئيس اليمني كان يزورها لتفقد أحوالها والاستماع إلى مطالب المسؤولين والسكان معًا، لإخفاء الأسباب الرئيسية، وغادرها بعد يومين، بعد إيجاد حل مؤقت، وسيطرت قوات نجله على المطار، وهكذا كان، ولكنه لم يقم في العاصمة المؤقتة إلا يومين، طار بعدها إلى الرياض في حالة حرد، وللشكوى للقيادة السعودية من الإهانة التي تعرض لها في مطار العاصمة المحررة والمؤقتة". وتابع: "هناك تفاصيل كثيرة ليس هنا مجال سردها، لكن زبدة الكلام، أن هناك خلافات كبيرة بين دولة الإمارات التي تسيطر قواتها على مدينة عدن، ومدن يمنية جنوبية أخرى بالاشتراك مع قوات “الحزام الأمني” المدعومة منها، والتابعة للحراك الجنوبي الذي يطالب بالانفصال، وبين قوات الرئيس هادي". وأشار "عطوان" إلى أن دولة الإمارات “لم تهضم” مطلقًا قرارات الرئيس "هادي" الأخيرة بفصل رئيس الوزراء السابق "خالد بحاح" - الذي يعتبر من حلفائها - وتعيين "أحمد بن دغر" مكانه، والأخطر من ذلك بالنسبة إليها، تحالف الرئيس "هادي" مع حزب الإصلاح، المحسوب على تنظيم “الإخوان المسلمين”، وتعيينه اللواء "علي محسن الأحمر" - المقرب من التنظيم - نائبًا للرئيس. وأردف "عطوان" هناك روايتان : "الأولى تقول إن الخلاف ظل محصورا بين دولة الإمارات والرئيس هادي، ولم يمتد مطلقا للعلاقات بينها وبين السعودية التي تدعم الأخير، والثانية تؤكد أن العكس هو الصحيح، أي هذا الخلاف بين هادي والإمارات مجرد قمة جبل الثلج لخلاف أعلى بين أكبر قوتين في “التحالف العربي” الذي تتزعمه السعودية في حرب اليمن، وليس هناك معلومات مؤكدة تؤكد أيهما أصح". وكان مصدر يمني مسؤول قد اتهم الإمارات بحماية قائد الحراسة بمطار عدن المنشق عن الشرعية، وحمّل أبو ظبي مسؤولية منع طائرة الرئيس "هادي" من الهبوط بالمطار، موضحًا أن الإمارات أرسلت طائرة "أباتشي" لتهريب "العميري" خارج البلاد بعد اقتحام قوات الشرعية للمطار. وكشف المصدر في تصريح خاص لموقع "الخبر" اليمني، أن الرئيس اليمني "عبد ربه منصور هادي" اتصل بالإماراتيين قبيل اقتحام قوة من الحماية الرئاسية التي يقودها نجله "ناصر" لمطار عدن الدولي في الساعات الأولى من صباح يوم الأحد، وانتهت بالسيطرة على المطار. وقال المصدر إن "هادي" اتصل بالإماراتيين وأبلغهم أن عليهم - في حال لم يقوموا بسحب قائد حراسة المطار الذي رفض الانصياع لتوجيهاته - تحمل المسوؤلية، إذ إن القوة ستباشر اقتحام المطار، وعليهم تقع الآثار المترتبة على ذلك والضحايا. وبحسب المصدر، فقد سارع الإماراتيون إلى إنزال طائرة أباتشي أثناء تطويق قوة الحماية الرئاسية للمطار، وتم نقل "العميري" إلى معسكر قوات التحالف في البريقة، شمال غربي عدن، على أن يتم نقله لاحقًا خارج اليمن. والجدير بالذكر أن ائتلاف القيادة العامة للمقاومة الجنوبية في اليمن أرسل تحذيرًا شديد اللهجة لولي عهد أبو ظبي "محمد بن زايد آل نهيان"، من استمرار تدخلات الضباط الإماراتيين في شؤون مدينة عدن. وقال الائتلاف - في بيان صدر عنه - إن أي تمرد سيتم التصدي له من قبل "أبطال المقاومة وأفراد المؤسسة العسكرية والأمنية في البلاد". وأضاف: "نطالب الشيخ محمد بن زايد بمحاسبة الضباط الإماراتيين الذين يخدمون جهات تسعى إلى زعزعة الأمن والاستقرار وتقويض السلطة الشرعية الممثلة برئيس الجمهورية". وشدد الائتلاف على وقوفه مع السلطة الشرعية وقرارات الرئيس "عبد ربه منصور هادي"، محذرًا من أي أعمال تنتج صدامًا مع من يعمل خارج مؤسسات الدولة، مطالبًا الرئيس "هادي" بمحاسبة ومحاكمة العسكريين الذين يسعون إلى زعزعة الأمن والاستقرار والعمل خارج مؤسسات الدولة. وهدد بدعوة أنصاره وقواعده الشعبية للخروج والتعامل مع كل المخالفين بحزم - الذين خانوا الوطن - إذا لم تحسم الأمور خلال الساعات المقبلة. وطالب في الوقت ذاته بإعادة الملاحة الدولية لمطار عدن تحت إشراف من قام بتخويلهم لتأمينه من أجل عودة نشاطه، وتغيير ومحاسبة كل من قصر في عمله.