تتعدد المساجد والجوامع الأثرية في مدينة اب القديمة ويختلف قدم هذه المساجد من واحد إلى آخر فمن الجامع الكبير والمسمى بالجامع العمري الذي بني في زمن الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى مسجد الأسدية ومروراً بالجلالية العليا والسفلى ومسجد السني والشمسي والكاظمي وغيرها العديد والعديد من هذه المساجد القديمة والأثرية والتي كانت في عصور سابقة منابر للعلم ومدارس للمتعلمين تخرج منها عملاء اجلاء وقد اصبحت في ذلك الزمان معالم يقصدها من يريد العلم من شتى بقاع اليمن واشتهرت هذه المساجد بالعلم والعلماء في ازمنة ماضية. لتشهد في عصرنا الحاضر الاهمال والعبث الذي طال كل شيء حتى بيوت الله لم تسلم من هذا العبث والاهمال حيث يستمر التدهور في هذه المساجد التي تسير في طريق الاندثار والدمار كما نراها حالياً وهو واضحا وجلي في هذه المساجد الأثرية. فهذا الجامع الكبير اصبح لا يستقبل سوى ثلث المصلين او الربع بعد ما امتلئ بأعمدة البناء والترميم منذ اكثر من ست سنوات وخلال هذه السنوات لم ينته من عملية ترميم الجامع ولا احد يعرف سر هذا التأخير ومع العلم ان الهيئة العامة للآثار قد تكفلت برسوم هذا الترميم ولكنها لم تفي بهذا الوعد وهذا الأمر يؤدي مع مرور الأيام إلى انهاء الجامع بأكمله وعلى الرغم من الأموال الكثيرة التي ترصدها وزارة الأوقاف اضافة إلى المنح التي يحصل عليها الجامع الكبير من عدد من الجهات إلا ان هذه الاموال لم تستخدم بشكل صحيح لإنهاء هذا الترميم الذي لم يكتمل منذ ست سنوات. وهذا هو حال الجامع الكبير في مدينة اب بعد الدور الذي قدمه في اعداد وتربية العلماء في القرون الماضية. والأمر يتكرر مع أغلب المساجد الأثرية في مدينة اب القديمة ومن المؤسف ان نجد ان هناك بعض هذه المساجد قد اغلقت ولم تعد تستقبل المصلين اضف إلى ذلك ما تعانيه بقية هذه المساجد من اهمال وعبث سيؤدي مع مرور الأيام إلى اندثارها. فهذا مسجد الأسدية والذي يعود تاريخ بنائه إلى الدولة الرسولية وقد بناه الأمير اسد الدين ابن بدر الدين ابن محمد ابن رسول وقد كانت احد اهم المدارس الإسلامية في اب القديمة وقد تخرج منها الكثير من العلماء والدعاة. واليوم وبعد كل هذا التاريخ العظيم اصبح يغلق في وجه المصلين وفي اوقات كثيرة مرة بالتحجج بالترميم وأخرى لعدم توفر المياه او غيرها من الحجج الواهية التي تزيد من حسرة وألم المواطنين في هذه المدينة والذين اعربوا عن استيائهم الشديد من مكتب الأوقاف لعدم قيامه بما يجب عليه في خدمة هذه المساجد والجوامع الاثرية التي يفترض ان توليها وزارة الاوقاف اهتمام ورعاية كبيرة. كما يتحدث العديد من الموطنين عن الأوقاف الكثيرة التي اوقفت منذ زمن بعيد للجامع الكبير وبقية مساجد المدينة القديمة ولكن لم يعد هناك شيئاً يصل إلى هذه الجوامع والمساجد الأثرية وهذا الأمر معروف وصحيح حيث ان كتب التاريخ تذكر ان الملكة اروى بنت احمد الصليحي قد اوقفت صلبة السيدة للجامع الكبير في جبله ونضيره في اب كما انه معروف ان اغلب الحقول في وادي الظهار وغيره من الأودية كانت وقف للجامع الكبير وبقية مساجد مدينة اب القديمة والتي لم تعد تحظى بشيء من هذه الأوقاف الكثيرة. وإذا ما انتقلنا إلى مسجد آخر وهو مسجد الجلالية والذي ينقسم إلى مسجدي الجلالية السفلى والجلالية العليا ومن المؤسف ان نجد ان احداها قد اغلقت بدون معرفة اسباب ذلك اما الجلالية التي ما زالت مفتوحة فهي الأخرى تعاني اكثر من غيرها من الاهمال ومن المعروف ان الجلالية يعود تاريخ بنائها إلى عصر الدولة الرسولية هذه الدولة التي كان لها الفضل في بناء العديد من المساجد في مدينة اب وغيرها من المدن اليمنية. وهكذا نجد ان هذه المساجد الاثرية تئن من شدة ما اصابها من عبث ومن ذلك ما يعانيه مسجد الكاظمي والذي يعود تاريخ بنائه إلى القرن السادس الهجري وها هو اليوم لم يعد يفتح إلا في النادر بسبب عدم توفر المياه فيه ومثله في ذلك بقية مساجد اب القديمة. وبعد كل ذلك والكثير من الأصوات التي تطالب بوقف هذا العبث والاهمال واعادة الروح إلى الجامع الكبير وبقية مساجد مدينة اب القديمة ولكن لا احد يسمع لهذه النداءات والدعوات لإصلاح بيوت الله في هذه المدينة. فهل يسمع وزير الأوقاف والارشاد القاضي/ حمود الهتار هذه الاستغاثات والدعوات لإحياء بيوت الله ام انه مثل سابقيه من الوزراء الذين لم يقدموا أي حل لهذه القضايا الهامة. اتمنى مثل غيري من ابناء مدينة اب ان يتم اتخاذ الاجراءات للحد من هذا العبث والاهمال ووقف هذا التدهور لهذه المساجد وبخاصة الجامع الكبير والذي لا يحتاج سوى وقفة جادة من وزارة الأوقاف لإكمال عملية الترميم التي تجاوزت المعقول فهل القاضي الهتار يستطيع ذلك ام لا؟...