سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
غاز ومدرعات واعتقالات.. باريس تجابه "السترات الصفراء" بالقوة وشرطة بروكسل توقف 50 شخصاً فيما أردوغان يؤكد أن السترات الصفراء كشفت فشل أوروبا في امتحان الديمقراطية
أطلقت الشرطة الفرنسية قنابل مدمعة لتفريق مظاهرات أصحاب السترات الصفراء- أمس السبت وسط العاصمة باريس- كما اعتقلت السلطات المئات قبيل ساعات من الموعد المحدد لانطلاق المظاهرات. وأدت المصادمات مع رجال الشرطة وسط باريس إلى حدوث إصابات في صفوف المتظاهرين. وأظهرت صور إطلاق رجال الشرطة قنابل مدمعة على أصحاب السترات الصفراء وإغلاق بعض الأزقة المؤدية إلى قوس النصر بالمدرعات في منطقة قريبة من شارع الشانزليزيه. كما أعلن رئيس الوزراء إدوارد فيليب اعتقال 481 شخصاً- صباح أمس السبت- تحسبا لوقوع أعمال عنف. وتم إغلاق المعالم الرئيسية في باريس والمتاجر الكبرى بينما انتشر آلاف من رجال الشرطة بالشوارع بعدما شهدت العاصمة نهاية الأسبوع الماضي أسوأ أعمال شغب تجتاحها منذ عقود. ونشرت السلطات نحو 89 ألف شرطي يوم أمس بمختلف أنحاء البلاد، منهم ثمانية آلاف في باريس وحدها لتجنب تكرار أحداث فوضى السبت الماضي عندما قام مثيرو الشغب بإضرام النار بالسيارات ونهب المحلات التجارية في شارع الشانزليزيه وتشويه قوس النصر بكتابات مناهضة لماكرون. وقد قتل أربعة أشخاص وأصيب المئات إثر المظاهرات التي انطلقت يوم 17 من الشهر الماضي احتجاجا على سياسة الحكومة الاجتماعية والمالية، كما اتسع نطاقها لتشمل الطلاب والمسعفين والمزارعين. احتجاجات بروكسل إلى ذلك تدخلت الشرطة البلجيكية أمس السبت لتفريق مظاهرات “السترات الصفراء” في العاصمة بروكسل ما أدى إلى فرار المحتجين إلى الأزقة الجانبية، فيما أغلق أصحاب “السترات الصفرات” في بلجيكا الطريق السريع المؤدي إلى فرنسا. وذكر مراسل الأناضول، أن أصحاب “السترات الصفرات” الذين يتظاهرون بسبب زيادة أسعار الوقود وتردي الأوضاع الاقتصادية في البلاد أغلقوا نفقاً أرضياً للسيارات بين سفارة تركيا لدى الاتحاد الأوروبي والسفارة الأميركية لدى بلجيكا، بالعاصمة بروكسل. وأشار إلى أن الشرطة تدخلت عقب إغلاق النفق، ما أدى إلى فرار المحتجين إلى الأزقة الجانبية. وأوقفت الشرطة البلجيكية نحو 50 شخصا قبيل انطلاق مظاهرات أصحاب “السترات الصفراء” في العاصمة بروكسل التي تحتضن مؤسسات الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (ناتو). وقالت المتحدثة باسم الشرطة البلجيكية في بروكسل، إلسي فان دي كير، في تصريح صحافي، إن هؤلاء الأشخاص جرى توقيفهم في منطقة “شومان” التي تضم محطة القطار المركزية ومؤسسات الاتحاد الأوروبي. وبدأت مظاهرات “السترات الصفراء” في فرنسا منذ 17 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، احتجاجًا على سياسات الرئيس إيمانويل ماكرون، وزيادة الرسوم على المحروقات. ثم انتقلت الاحتجاجات إلى بلجيكا، حيث شارك نحو 600 شخص كانوا في تظاهرة بالعاصمة بروكسل، اعتراضا أيضا على ارتفاع تكاليف المعيشة وزيادة الضرائب. كما يطالب محتجو “السترات الصفراء” في هولندا باستقالة رئيس الوزراء مارك روتة، وقضايا أخرى مثل سن التقاعد وغلاء الأسعار في مجالي الصحة والتعليم ومشكلة اللاجئين. فشل أوروبا في الديمقراطية من جانبه قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن مظاهرات “السترات الصفراء”، “كشفت فشل أوروبا في امتحان الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات”. جاء ذلك في كلمة خلال مراسم افتتاح عدد من المشاريع، في حي أوسكودار، باسطنبول، أمس السبت.. وقال الرئيس أردوغان “نتابع بقلق ما تشهده شوارع أوروبا”. وأضاف أردوغان: “هل تشاهدون ما يحدث في أوروبا؟ هؤلاء هم الذين التزموا الصمت حيال ما تعرضنا له في محاولة 15 تموز الانقلابية”. وأردف: “ترون الآن وضع من التزموا الصمت حيال الذين حاولوا تلطيخ شوارعنا بالدم و إحراقها بالنار. شوارع العديد من الدول الأوروبية وعلى رأسها باريس ملتهبة”. وتابع: “انظروا ماذا تفعل شرطة هؤلاء الذين كانوا يهزأون بشرطتنا ويتهمونها بالقمع.. شرطتنا عادلة”. ولفت أردوغان إلى أن “الذين أثاروا معاداة اللاجئين والإسلام من أجل الشعبوية السياسية وقعوا في الحفرة التي حفروها”. وأضاف الرئيس أردوغان قائلا “جدران الأمن والرفاهية التي تغنوا بها بدأت تتزعزع على يد مواطنيهم بالذات وليس من قبل اللاجئين والمسلمين”.