كشفت صحيفة أميركية الثلاثاء، عن خطط دبلوماسية في إدارة الرئيس الأميركي/ دونالد ترامب، لإطلاق محادثات مباشرة مع المتمردين الحوثيين الذين تدعمهم إيران في اليمن. جاء ذلك في تقرير لصحيفة " وول ستريت جورنال" الأميركية قالت فيه، "إن واشنطن تتطلع لدفع السعودية للمشاركة في المحادثات السرية مع قادة المتمردين، "الحوثيين" بعمان، في جهد لإنهاء الحرب الدائرة هناك منذ أربع سنوات". وتشير الصحيفة إلى أن إدارة الرئيس/ دونالد ترامب، تحضّر لمحادثات مباشرة مع الحوثيين، لوقف الحرب التي مضى عليها أربعة أعوام، وتحولت إلى جبهة ملتهبة للنزاع، بحسب أشخاص لديهم معرفة بالخطط الأميركية،مشيرة إلى أن هذه المبادرة ربما أدت إلى فتح قنوات اتصال بين إدارة ترامب والحوثيين، في وقت تتزايد فيه المخاوف من اشتعال حرب واسعة. وأكد أشخاص مطلعون على الخطط للصحيفة، أنّ "كريستوفر هنزل"، الدبلوماسي المخضرم، الذي أصبح في إبريل/نيسان الماضي، السفير الأول لإدارة ترامب إلى اليمن، هو من سيقود المحادثات الأميركية. وتلفت الصحيفة إلى لقاء مسؤولين أميركيين في عام 2015، وبعد اندلاع الحرب مع مبعوثين في جماعة الحوثي الانقلابية، حيث حاولت إدارة باراك أوباما في لقاء عمان الدفع باتجاه وقف إطلاق النار، والإفراج عن أميركيين ألقى الحوثيون القبض عليهم، مشيرة إلى أن المسؤولين الأميركيين التقوا قادة في الحركة الحوثية أثناء المحادثات التي عقدت في السويد في نهاية العام الماضي وبرعاية الأممالمتحدة. ويستدرك التقرير بأن محادثات مباشرة ومتميزة لم تحدث بين إدارة ترامب والحركة الحوثية منذ دخول ترامب إلى البيت الأبيض عام 2017، مشيرا إلى أن النزاع في اليمن تحول إلى سلسلة من النزاعات المحلية والتنافس الإقليمي والدولي بين الولاياتالمتحدةوإيران التي تدعم القوى الحوثية ضد التحالف الذي تقوده السعودية والمدعوم من واشنطن. وفي السياق قالت الصحيفة، إن إدارة ترامب تواجه عقبات خطيرة، حيث رأى البعض في خطوة الحوثيين تعيين سفير رسمي لهم لدى إيران، إشارة لمحاولة المعارضين منهم لمحادثات السلام، إخراج الجهود عن مسارها. وتقول الصحيفة إن الإدارة الأميركية تتعامل مع الحوثيين على أنهم حركة وكيلة عن إيران، التي تقول إنها المسؤولة عن الغارات بالصواريخ والطائرات المسيرة التي تنطلق من اليمن باتجاه أهداف في السعودية، مشيرة إلى أن قادة الحزبين في واشنطن التقوا في توافق نادر بشأن ضرورة وقف الحرب في اليمن؛ نظرا للثمن الإنساني الذي أدت إليه، وهو ما أثار مخاوف في كل من الرياض وأبو ظبي من أنهما تخسران الدعم الضروري داخل الكونغرس. إلى ذلك تنقل الصحيفة عن أفراد مطلعين على الجهود الدبلوماسية تأكيدهم أنه بات يُنظر، بشكل متزايد، إلى الرئيس اليمني المدعوم من السعودية عبد ربه منصور هادي، على أنّه عائق أمام المحادثات، وأنّ اللاعبين الأساسيين يبحثون في كيفية تهميشه، في محاولة منهم لتحريك محادثات السلام. كذلك، هناك مخاوف متزايدة في واشنطن من أن السعودية قد لا تكون جدية في إنهاء الصراع، ويخطّط مسؤولون أميركيون لعقد لقاء مع قادة سعوديين في واشنطن بهدف إقناعهم بتبني الدبلوماسية. ويكشف التقرير عن أن المسؤولين الأميركيين يخططون للقاء مسؤولين سعوديين في واشنطن؛ للتحدث معهم حول أهمية تبني الخيار الدبلوماسي، مشيرا إلى أن نائب وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان، شقيق ولي العهد، سيلتقي بوزير الخارجية مايك بومبيو يوم الأربعاء. وتذكر الصحيفة أن الخارجية رفضت الحديث عن المحادثات الخاصة، وأكد الناطق باسمها أن السفير الأميركي لليمن يتحدث مع اليمنيين كلهم لتحقيق أهداف الولاياتالمتحدة في البلد، مشيرة إلى أن الإمارات العربية المتحدة والسعودية أصدرتا يوم الاثنين بيانا مشتركا لنفي وجود خلافات بينهما في اليمن. وينوه التقرير إلى أن الولاياتالمتحدة حاولت في الماضي العثور على وسيط موثوق به قادر على التوسط بسلطة من القيادة الحوثية، مشيرا إلى أن من الشخصيات التي تم الاتصال بها محمد عبد السلام، المتحدث باسم الحوثيين، الذي تواصل معه الأميركيون خلال السنوات الماضية. وتعتقد الصحيفة أن من المؤكد أن تشمل القنوات الخلفية على مجموعة من التنازلات وبناء الثقة، لافتة إلى أن واشنطن ناقشت مطولا الكيفية التي يجب التعامل فيها مع الحركة الحوثية، وناقش بعض المسؤولين في البيت الأبيض أهمية تصنيفها حركة إرهابية، فيما قال آخرون إن هذا العمل سيقتل عملية السلام التي تشرف عليها الأممالمتحدة. وتختم "وول ستريت جورنال" تقريرها بالقول إنه على ما يبدو فإن الحركة الحوثية تنقسم بين دعاة الحرب ومن يريدون وقفها.