سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
(فورين بوليسي): السفير السعودي فتح قناة تواصل سرية مع الحوثيين في "حوار السلام بالكويت 2016" تفاصيل جديدة عن محادثات الحوثيين والسعوديين والدور البريطاني..
كشفت مجلة فورين بوليسي الأميركية، عن تفاصيل جديدة تبيّن بدء المحادثات بين الحوثيين والمسؤولين السعوديين، بشكل مباشر في سلطنة عُمان والأردن والدور الذي لعبه السفير البريطاني لدى اليمن في إيصال الطرفين إلى طاولة التفاوض. ويوضح التقرير- الذي يشير إلى دور نائب وزير الدفاع السعودي الأمير/ خالد بن سلمان في حرب اليمن ومحاولته إخراج السعودية من الحرب- يوضح التقرير أن السعودية كانت مترددة في الانخراط مباشرة في محادثات مع الحوثيين منذ بدء الحرب، وأن القناة الخلفية التي فتحت بين الطرفين كانت عام 2016 والتي بدأها السفير السعودي لدى اليمن/ محمد آل جابر، لكنها تجمدت لاحقاً بسبب هجوم حوثي واسع على السعودية. وتزعم المجلة "حسب ترجمة موقع يمن مونيتور" أن المشاورات جاءت بعد تراجع السعوديين إلى حد كبير عن قرار مجلس الأمن الصادر في أبريل/ نيسان 2015م، والذي يؤكد شرعية الرئيس/ عبدربه منصور هادي ويطالب جماعة الانقلاب الحوثيين بتسليم الأراضي الواقعة تحت سيطرتهم وتسليم الأسلحة. وقال وزير الخارجية اليمني الأسبق/ أبوبكر القربي: إنه ومع مرور الوقت، أصبح ذلك واضحاً ليس للسعوديين فقط بل حتى للأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن، وهو أن "القرار 2216" غير واقعي وغير قابل للتنفيذ. وقالت المجلة الأميركية: إن السعوديين أنشأوا قناة خلفية سرية للوصول مباشرة إلى الحوثيين عند الحاجة، وهي القناة التي افتتحها السفير السعودي/ محمد آل جابر بمناقشات مع محمد عبدا لسلام- كبير مفاوضي الحوثيين- على هامش محادثات السلام برعاية الأممالمتحدة في الكويت في عام 2016. وحسب المجلة فقد "أسفرت تلك المحادثات عن اتفاق لوقف الأعمال العدائية وإنشاء لجنة للتخفيف من حدة التصعيد والقيام بالتنسيق في مدينة ظهران الجنوب بجنوب المملكة، حيث كان على المسؤولين الحوثيين والسعوديين مراقبة الالتزام بوقف الأعمال القتالية". وتقول المجلة "ولكن سرعان ما تلاشى الترتيب بعد أن شنت قوات الحوثيين هجومًا صاروخيًا على منشآت حيوية في يناير/كانون الثاني 2017، مما وضع القناة الدبلوماسية الخلفية في حالة جمود دون تفعيل." وفي الوقت نفسه، استمرت الولاياتالمتحدة وبريطانيا في الضغط على السعوديين والحوثيين لإعادة فتح المحادثات مع استمرار الحرب وتفاقم الأزمة الإنسانية. كان سفير المملكة المتحدة في اليمن، مايكل آرون، (الذي تم تعيينه في اليمن عام2018) ينقل الرسائل ذهابًا وإيابًا بين السعوديين والحوثيين، وفقًا لثلاثة مصادر دبلوماسية مطلعة على تفاصيل الاتصالات. وتقول المجلة إن "المدير العام لمديرية المخابرات السعودية/ خالد بن علي الحميدان استمر في تبادل رسائل واتساب مع محمد عبدالسلام، كبير المفاوضين الحوثيين". وفي سبتمبر/ أيلول، سافر حسين العزي، القيادي الحوثي، براً إلى العاصمة العمانيةمسقط، والتي كانت بمثابة قاعدة دبلوماسية غير رسمية للحوثيين، وفقًا لمصدر دبلوماسي تحدث ل"فورين بوليسي". وأضاف المصدر إن الحكومة البريطانية، في الوقت نفسه، ساعدت في ترتيب رحلة ل"العزي" إلى عمان بالأردن، حيث التقى العزي بنائب الحميدان. ورفضت الحكومتان البريطانية والسعودية طلبات التعليق. وتضيف المجلة: بعد وقت قصير من اجتماع عَمان بين "العزي" ونائب "الحميدان" أعلن الحوثيون، في 20 سبتمبر/أيلول، أعلن الحوثيون أنهم سيوقفون جميع الهجمات عبر الحدود ضد السعودية وتعهدوا بوقف الضربات بشكل دائم، إذا وعد السعوديون بوقف الضربات الجوية. لكن لم يوافق السعوديون على وقف الضربات الجوية، لكنهم قللوا من عدد الهجمات الجوية على أهداف الحوثيين. من جانبهم، يستمر الحوثيون في شن هجمات ضد المصالح السعودية على سبيل المثال، استولى الحوثيون مؤخراً على سفينة سعودية، إلى جانب سفينتين أخريين، في البحر الأحمر". تشير المجلة إلى ما ذكرته وكالة اسوشيتد برس أن "الحوثيين وسعوديين كانوا منذ ذلك الوقت على اتصال دائم عبر الفيديو طوال الشهرين الماضين". وحسب تقرير الوكالة فإن "الجانبين يناقشان إمكانية إعادة فتح المطار في صنعاء، وإنشاء مناطق عازلة بين الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن والحدود السعودية، والسعي لالتزام الحوثي بنأى بنفسه عن إيران". ونقلت المجلة عن مصدرين دبلوماسيين "كبار المسؤولين السعوديين والحوثيين عقدوا محادثات مباشرة في مسقط، على هامش اجتماع خالد بن سلمان مع السلطان العماني". وقالت المجلة إن القناة الخلفية هزت بعض المسؤولين في الحكومة اليمنية التي تدعمها السعودية، والذين تم استبعادهم إلى حد كبير من المحادثات. كما قامت السعودية بتهميش وسيط الأممالمتحدة، مارتن غريفيث - على الرغم من أن غريفيث قد دعم العملية إلى حد كبير على أساس أنه يمكن أن يساعد في إعطاء زخم لجهود الوساطة التي يبذلها. وقال مسؤول يمني رفيع: "لقد تم إخراج الحكومة اليمنية من الصورة، وهذا في رأيي خطير للغاية". وأضاف "إن من الأهمية بمكان الحفاظ على دور الأممالمتحدة كوسيط رئيسي". وقال: "إذا لم تفعل كل شيء بالشراكة مع الحكومة اليمنية، فسوف ينتهي بك الأمر بالانزلاق أعمق وأعمق في الصراع". وتابع المسؤول اليمني: "أي محاولة لعرقلة عملية الأممالمتحدة... ستنتهي بنا جميعاً في القفز إلى الهاوية". وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية: "لا أحد يريد أن يكون متفائلاً للغاية، لكنني أعتقد أن كل شخص أعرفه يقول إنه هذا هو الاتجاه الصحيح".