تنذر الساعات القادمة بإمكانية اندلاع مواجهة عسكرية، بين الفصائل الفلسطينية وقوات الاحتلال، في حال لم يتدخل الوسطاء في هذه اللحظات الحاسمة، بعد تصعيد الأخيرة من إجراءاتها التعسفية التي تمثلت في فرض “عقوبات جماعية” ضد سكان القطاع، وهو ما دفع بنشطاء المقاومة الشعبية إلى توسيع عمليات إطلاق “البالونات الحارقة” وتطوير العملية، ما نجم عنه خلال الساعات ال 48 الماضية تسجيل عشرات الحرائق، في مناطق مستوطنات “غلاف غزة”. وبما يشير إلى ارتفاع التوتر، شنت طائرات الاحتلال، فجر أمس الأربعاء، سلسلة غارات على أهداف في قطاع غزة، حيث قصفت بعدة صواريخ منطقة تقع إلى الجنوب من مدينة غزة، وأرضًا قرب مطار غزة شرق مدينة رفح جنوب القطاع، كما استهدفت في رفح نقطة رصد للمقاومة، وأخرى على حدود بلدة جحر الديك. وأحدث القصف أصوات انفجارات ضخمة، هزت القطاع، مخلفة أضرارا مادية دون الإبلاغ عن وقوع إصابات، وقال ناطق باسم جيش الاحتلال إن القصف شاركت فيه المدفعية، وطال بنى تحت أرضية ونقاط مراقبة وموقعا عسكريا، محملا حركة حماس مسؤولية ما يجري في القطاع وما ينطلق منه وكذلك تبعات ذلك، وكان يشير إلى استمرار إطلاق “البالونات الحارقة”. وفي السياق، أكد الناطق باسم حركة حماس فوزي برهوم، أن الحركة لا يمكن أن تقبل بالحصار على غزة، ليكون “أمرا واقعا”، وقال: “الشعب الفلسطيني ومقاومته لن يستمرا في السكوت عليه”، لافتا إلى أن استمرار تصعيد الاحتلال على غزة وقصف مواقع المقاومة “يؤكد مضيه في سياساته وجرائمه”. وأضاف وهو يرد على الغارات: “لن تثني شعبنا الفلسطيني ومقاومته الباسلة عن مواصلة طريق النضال والكفاح دفاعا عن حقوقه وحريته، ووضع حد لمعاناة غزة وحصارها”، مؤكدا أن الحصار يهدف إلى تدمير حياة سكان غزة وعزلهم. السماح بصلاة الجمعة وعلى صعيد أخر أعلنت الحكومة الفلسطينية، أمس الأربعاء، السماح بأداء صلاة الجمعة في الساحات العامة والمفتوحة، مع اتخاذ الإجراءات الوقائية من فيروس كورونا. جاء ذلك وفق ما ذكره الناطق الرسمي باسم الحكومة إبراهيم ملحم، في مؤتمر صحافي بمقر رئاسة الوزراء الفلسطينية برام الله مساء يوم أمس. ووفق القرار، لا يزال الحظر يشمل صلاة الجمعة في المساجد.
ومنذ بدء إجراءات مواجهة مرض كورونا مطلع مارس/آذار الماضي، حظرت السلطة الفلسطينية الصلاة بالمساجد والساحات العامة، قبل أن تعيد فتحها مؤخرا في المساجد للصلوات الخمسة فقط دون الجمعة مع اتخاذ تدابير. وخلال المؤتمر الصحافي، أوضح ملحم، أن الحكومة أقرت بعد اجتماع أمس الاربعاء إعادة فتح المحلات التجارية ومختلف الأنشطة الاقتصادية يومي الجمعة والسبت مع الالتزام بإجراءات السلامة التي حددتها وزارة الصحة. وأمس الأربعاء، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان تسجيل 499 إصابة وحالة وفاة. وارتفع إجمالي الإصابات إلى 20 ألفا، و93، من بينها 115 وفاة، و11 ألفا و514 حالة شفاء.