كثفت الحكومة اليمنية الشرعية، من حراكها السياسي، مع عدد من سفراء ودبلوماسيي الدول الكبرى باليمن، عقب أيام من تعليق مايعرف بالانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً، المشاورات حول تنفيذ اتفاق الرياض، الثلاثاء الماضي. واجري رئيس مجلس النواب اليمني «سلطان البركاني» سلسلة لقاءات مكثفة، مع كلا من سفير الولاياتالمتحدةالأمريكية والسفير البريطاني لدى اليمن، لمناقشة مستجدات تنفيذ اتفاق الرياض. حيث استقبل رئيس مجلس النواب سلطان البركاني، الجمعة، سفير الولاياتالمتحدةالأمريكية لدى اليمن «كويستوفر هنزل»، لمناقشة مستجدات الأوضاع على الساحة اليمنية ومساعي المملكة العربية السعودية لاستكمال تنفيذ اتفاق الرياض في الجانب العسكري والأمني وعودة كافة المؤسسات والهيئات إلى عدن، بحسب وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» الرسمية. ووفقا للوكالة فقد اطلع البركاني، السفير الامريكي على الخطوات التي تم الوصول إليها فيما يخص الحكومة ومبادرة السلام ووقف اطلاق النار التي يتبناها المبعوث الدولي الاممي مارتن جريفت والرؤى التي تقدم بها المبعوث الدولي للطرفين. وتطرق إلى انتهاكات ميليشيا الحوثي الانقلابية ومحاولة السيطرة على مزيد من الأراضي وهو ما يعد مؤشرا لا ينبئ بالرغبة في السلام بقدر ما يؤكد الرغبة في الاستمرار بالدماء وفرض الهيمنة وتمدد المشروع الإيراني وما تسبب فيه من إراقة للدماء وتدمير للمساكن والمنشآت. وقال البركاني «ان الحوثي لا يزال بعيدا عن الالتزام بالقرارات والمرجعيات ويحاول من خلال السلام والعنف والدماء فرض واقع جديد وفقا للمشروع الذي ينفذه». من جانبه أكد السفير الأمريكي، إن رسالة بلاده لإطراف اتفاق الرياض ثابتة ولا تتغير وهو الطلب من الطرفين التعامل مع المقترحات السعودية ومبادرتهم ووساطتهم والتعاون المطلق معهم للتنفيذ كما جاء في الاتفاق واليه تسريع التنفيذ، متمنيا أن لا يعمل البعض على أعاقه التنفيذ والخطوات المزمع القيام بها. وأشار إلى أن المبعوث الدولي يبذل جهودا كبيرة للوصول إلى صيغة متفق عليها ومقبولة لدى جميع الإطراف بما يزيل المعاناة عن الشعب اليمني وينهي حالة الاقتتال ويغلب خيار السلام. ولفت إلى إن الولاياتالمتحدة تعمل مع شركائها لجعل خيار السلام هو الخيار ذات الأولوية. وجدد دعم بلاده للشرعية اليمنية، في إطار المرجعيات والقرارات، متمنيا ان يعمل اليمنيون على إنهاء القتال والتوجه نحو توفير الأمن والاستقرار والحياة المعيشية للمواطنين وتحسن الوضع الاقتصادي. وكان رئيس مجلس النواب قد ناقش مع السفير البريطاني «مايكل ارون»، الجمعة، عبر اتصال هاتفي موضوع تنفيذ ما تبقى من اتفاق الرياض وخصوصا ما يتعلق بالشق العسكري والأمني وإعلان تشكيل الحكومة وموضوع الهجمات الحوثية على مأرب وإراقة الدماء وتدمير الممتلكات وعدم انصياع الحوثي للقبول بالجهود المبذولة لإحلال السلام. وأكد الجانبان على إن استكمال تنفيذ اتفاق الرياض وفقا للتسلسل الوارد فيه وفي إليه تسريع التنفيذ والتوجه نحو البناء والتنمية وتحسين مستوى الحياة المعيشية لأبناء الشعب اليمني. وأكد السفير البريطاني موقف بريطانيا الثابت تجاه عمليه السلام في اليمن والأربعاء الماضي، أعلن المجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً، في بيان، تعليق مفاوضاته مع الحكومة اليمنية بالسعودية، بشأن تنفيذ اتفاق الرياض الموقع بين الجانبين. وأرجع السبب إلى «استمرار وتزايد وتيرة عمليات التصعيد العسكري من قبل القوات الحكومية في محافظة أبين، وعدم التزامها بوقف إطلاق النار المتفق عليه». وفي 28 يوليو/ تموز المنصرم، أعلن التحالف العربي اتفاقا بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي بشأن تسريع تنفيذ اتفاق الرياض. وتتضمن الآلية المتفق عليها، إعلان المجلس الانتقالي التخلي عن الإدارة الذاتية، وتطبيق اتفاق الرياض وتشكيل حكومة كفاءات سياسية خلال 30 يوما. كما تتضمن وقف إطلاق النار والتصعيد بينهما، ومغادرة القوات العسكرية عدن، وفصل قوات الطرفين في (أبين) وإعادتها إلى مواقعها السابقة».