اليوم/عبدا لحافظ الصمدي شدد أستاذ الإعلام بجامعة صنعاء الدكتور/ محمد عبدالجبار سلام على ضرورة التصدي لأصوات النشاز عبر الصحف وكل وسائل الاتصال والإعلام وعبر الندوات والحوار الواسع. وأشار في المحاضرة التي نظمها المركز اليمني للدراسات التاريخية واستراتيجيات المستقبل (منارات) الثلاثاء بعنوان "دور الإعلام في الثورة والوحدة ( قراءة تاريخية تحليلية)" إلى ضرورة قراءة الأربعة العقود المنصرمة في تناول الصحافة لأحداثها والمشهد الإعلامي الراهن واستشراف ملامح وآفاق المستقبل ببعديه الاستراتيجي والمنظور، لافتاً إلى أن التحولات التي شهدها اليمن ما قبل إعادة تحقيق الوحدة وما بعدها يشكل الإعلام فيها سجلاً مرجعياً بالغ الأهمية والدلالة ليس لإعادة قراءة مراحل تاريخ الثورة اليمنية فحسب بل بهدف التعاطي الواعي مع أهمية دور الإعلام ومكانه في صناعة الأحداث وتحديد المواقف. وارجع الدكتور سلام الدور السياسي التحرري في الصحافة ضد الإمامة والاستعمار إلى أربعينيات القرن المنصرم، مشيراً إلى انقسام الصحف في الخمسينيات والستينيات إلى مؤيدة للاستعمار بصورة غير مباشرة ومطالبة بالتحرر منه وإزالة الحكم الكهنوتي المتخلف كخلاصة لهذا النضال وهدف رئيس وعام لتحقيق الوحدة الوطنية اليمنية وقيام جمهورية يمنية موحدة. ونوه الدكتور سلام بما مثلته مدينة عدن من ملاذ لليمنيين وللأفكار والاتجاهات الوطنية والنظام الثوري والجمهوري لليمن وتشكيل الأحزاب والمنظمات الوطنية في شتى المجالات. واعتبر قيام ثورة 26سبتمبر 1962م منعطفاً تاريخياً ومفصلياً في مسيرة النضال الوطني نظراً لانتقال الثقل الوطني الثوري الذي شكل ألوان الطيف اليمني إلى صنعاء للدفاع عن الثورة والجمهورية من خلال انخراطهم في الحرس الوطني. وقال الدكتور سلام: بعد تحول صنعاء إلى مركز الثقل التي كانت تحتله عدن قبل قيام الثورة بدأت قوى الثورة في الجنوب تخطط وتعمل من صنعاء على تشكيل الجبهة القومية ثم جبهة التحرير وغيرها من الحركات الوطنية وقد سخرت إذاعة صنعاء برامج وتعليقات للإشادة بالثورة الاكتوبرية في الجنوب كامتداد للثورة السبتمبرية في الشمال وخصصت الكثير من برامج إذاعة تعز للقضية (الثورة في جنوب اليمن المحتل). وأضاف" هكذا استمرت الجهود الإعلامية في القيام بدورها الطليعي لإنجاح الثورة اليمنية باعتبار نجاحها بوابة مفضية لتحقيق الوحدة اليمنية". وأشار إلى ما شهدته الصحافة بعد قيام الثورة من انفتاح وحرية ويضيف " إلا أننا لم نشاهد المواقف التي نراها في صحافة اليوم التي تنادي بتفتيت وتقسيم اليمن وبعودة الإمامة والأمراء والسلاطين بكل صراحة وبصوت عالٍ وواضحٍ وبدون خجل من تضحيات الشعب اليمني طوال تاريخه القديم والحديث والمعاصر. وأثريت المحاضرة بالعديد من المداخلات لعدد من الأكاديميين والباحثين.