ارجع أستاذ الإعلام بجامعة صنعاء الدكتور محمد عبدالجبار سلام الدور السياسي التحرري في الصحافة ضد الإمامة والاستعمار إلى أربعينيات القرن المنصرم. وأشار في المحاضرة التي نظمها المركز اليمني للدراسات التاريخية واستراتيجيات المستقبل (منارات) اليوم بعنوان "دور الإعلام في الثورة والوحدة ( قراءة تاريخية تحليلية)" إلى انقسام الصحف في الخمسينيات والستينيات إلى مؤيدة للاستعمار بصورة غير مباشرة ومطالبة بالتحرر منه وإزالة الحكم الكهنوتي المتخلف تدعو كخلاصة لهذا النضال وهدف رئيس وعام لتحقيق الوحدة الوطنية اليمنية وقيام جمهورية يمنية موحدة. ونوه الدكتور سلام بما مثلته مدينة عدن من ملاذ لليمنيين وللأفكار والاتجاهات الوطنية والنظام الثوري والجمهوري لليمن وتشكيل الأحزاب والمنظمات الوطنية في شتى المجالات. واعتبر قيام ثورة 26سبتمبر 1962م منعطف تاريخي ومفصلي في مسيرة النضال الوطني نظراً لانتقال الثقل الوطني الثوري الذي شكل ألوان الطيف اليمني إلى صنعاء للدفاع عن الثورة والجمهورية من خلال انخراطهم في الحرس الوطني. وقال الدكتور سلام: بعد تحول صنعاء إلى مركز الثقل التي كانت تحتله عدن قبل قيام الثورة بدأت قوى الثورة في الجنوب تخطط وتعمل من صنعاء على تشكيل الجبهة القومية ثم جبهة التحرير وغيرها من الحركات الوطنية وقد سخرت إذاعة صنعاء برامج وتعليقات للإشادة بالثورة الاكتوبرية في الجنوب كامتداد للثورة السبتمبرية في الشمال وخصصت الكثير من برامج إذاعة تعز للقضية (الثورة في جنوب اليمن المحتل). وأضاف" هكذا استمرت الجهود الإعلامية في القيام بدورها الطليعي لإنجاح الثورة اليمنية باعتبار نجاحها بوابة مفضية لتحقيق الوحدة اليمنية". وأشار إلى ما شهدته الصحافة بعد قيام الثورة من انفتاح وحرية ويضيف " إلا اننا لم نشاهد المواقف التي نراها في صحافة اليوم التي تنادي بتفتيت وتقسيم اليمن وبعودة الإمامة والأمراء والسلاطين بكل صراحة وبصوت عالً وواضح وبدون خجل من تضحيات الشعب اليمني طوال تاريخه القديم والحديث والمعاصر. وشدد الدكتور سلام على ضرورة التصدي لهذه الأصوات النشاز عبر الصحف وكل وسائل الاتصال والإعلام عبر الندوات والحوار الواسع. وأشار في ختام محاضرته إلى ضرورة قراءة الأربعة العقود المنصرمة في تناول الصحافة لأحداثها والمشهد الإعلامي الراهن واستشراف ملامح وأفاق المستقبل ببعديه الاستراتيجي والمنظور.لافتاً إلى أن التحولات التي شهدها اليمن ما قبل إعادة تحقيق الوحدة وما بعدها يشكل الإعلام فيها سجلاً مرجعياً بالغ الأهمية والدلالة ليس لإعادة قراءة مراحل تاريخ الثورة اليمنية فحسب بل بهدف التعاطي الواعي مع أهمية دور الإعلام ومكانه في صناعة الأحداث وتحديد المواقف. أثريت المحاضرة بالعديد من المداخلات لعدد من الأكاديميين والباحثين.