عدن .. البنك المركزي يوقف تراخيص ويسحب أخرى من كيانات مصرفية    مجلس الأمن يعقد اجتماعاً طارئاً بشأن غزة    مقتل 27 فلسطينيا بنيران الجيش الاسرائيلي في غزة    استعدادا للمشاركة بكأس الخليج.. الإعلان عن القائمة الأولية للمنتخب الوطني للناشئين    محافظ شبوة اللواء عوض العولقي يعزي في وفاة الشيخ محمد بن محمد الزايدي    وداعا كريم..    معتقل سابق يكشف عن سجون سرية خارج إطار القانون في مأرب    وجع بحجم اليمن    هكذا تُغتال هيبة القضاء    باشراف أبوعلي الحضرمي: توجه لإنهاء أزمة التمرد القبلي في الهضبة "عسكريا"    مدرب أهلي تعز: جاهزون لمواجهة التعاون ونبحث عن النقاط الثلاث    مجلس الأمن يبحث توسيع العدوان الإسرائيلي على غزة    انتقالي لحج يدشن المخيم الصيفي الأول في مدارس مديرية الحوطة    وقفة في المسراخ بتعز تضامناً مع غزة    مركز لاهاي الدولي يشكّل فريقًا حقوقيًا لزيارة سجن الأمن السياسي في مأرب اليمنية    إتلاف كمية من الأدوية المخدرة في محافظة تعز    مليشيات الحوثي الارهابية تختطف طفلين بعد اختطاف والدهما في ذمار    المشي قبل الأكل أم بعده.. أيهما يحرق الدهون أكثر؟    الرهوي يشارك في اللقاء التحضيري لأمانة العاصمة لتدشين فعاليات المولد النبوي    الحديدة.. لقاء موسع للعلماء والخطباء بالمراوعة لتعزيز الحشد لفعاليات المولد النبوي    إلى حضارم العزلة: خريطة حضرموت التاريخية من باب المندب إلى المهرة    الرئيس الزُبيدي يؤكد حرص الدولة على دعم الاستثمارات المحلية    رامي المحمود وفعل الإدارة الوطنية للإفراج عنه    فعالية لشركتي النفط والغاز بذمار بذكرى المولد النبوي    السلطات البريطانية تعتقل 365 شخصا في مظاهرة مؤيدة لمنظمة "فلسطين أكشن"    روسيا تحذر إسرائيل من عواقب وخيمة بعد قرارها احتلال غزة    تقرير أممي: نزوح داخلي لعشرات الأسر اليمنية لاسباب متعددة    شكراً للفريق السامعي الذي ألف بينهم    الاصاد يحذر من أمطار رعدية مصحوبة بحبات البرد على 9 محافظات خلال الساعات القادمة    أحمد سيف.. الذاكرة التي لا تغيب وصوت الدولة المدنية    أسعار الصرف مقابل الريال اليمني الأحد 10 أغسطس/آب 2025    الدكتورة زايد : هذا ما يحدث للإنسان عند فقدان أحد الأسنان    بعد محاولة اختطاف طفلة في ذمار .. ظاهرة اختطاف الأطفال يعود إلى الواجهة    رسميا.. النصر يضم مدافع برشلونة    علماء يكتشفون أن نقص عنصر غذائي "شائع" قد يسبب الزهايمر    فوائد صحية لتناول القرفة لا يعرفها كثيرون    المناظرة اليتيمة التي طأطأت رأس الإمامة في التاريخ!    جيولوجيون يعثرون على آثار كارثة كونية في قاع المحيط    بالعلامة الكاملة.. نيوزيلندا في ربع النهائي    تراجع حوادث الدراجات النارية بنسبة 65%    وزارة التربية والتعليم تعلن نتيجة الدور الثاني لاختبارات الشهادة الأساسية    موريتانيا تنعش آمالها في بلوغ ربع نهائي كأس إفريقيا للمحليين    مواجهة نارية مساء اليوم بين ليفربول وكريستال بالاس    مأرب بلا كهرباء.. الفساد يلتهم جزء من موازنة المحطة الغازية ويخرجها عن الخدمة    عودة 6 صيادين بعد أشهر من الاختطاف في سجون العدوان السعودي    لماذا تتجعد أصابعنا في الماء تفسير طبي    الدكتور عبدالله العليمي يعزي أمين عام محلي شبوة عبدربه هشلة في وفاة شقيقه الشيخ محمد هشلة    وقف صرف مرتبات المسؤولين بما فيهم أعضاء مجلس الرئاسة بالعملة الأجنبية    الانفصال الذي يسوّقه إخوان اليمن على مقاسهم    لا للمنطقة العسكرية الاولى ولا للكلاب الحمر و للجرو الرضيع من ثديها    السكوتر ينقذ مدرب جوام    بطولة " بيسان " تعز 2025... -عودة الحياه الرياضية وعجلتها الكروية!    إصلاح المهرة ينفذ برنامجاً تدريبياً لتعزيز قدرات كوادره في الإعلام الجديد    وزير الثقافة والسياحة يؤكد على أهمية الدور التنويري للمثقفين والأدباء    استئناف أعمال الترميم والصيانة في قلعة القاهرة التاريخية بتعز    فؤاد الحميري، له من اسمه نصيب    مهرجان القاهرة السينمائي يطلق «CAIRO'S XR»    من أين لك هذا المال؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عن تنفيذ اتفاق الرياض وتشكيل الحكومة.. أين تقف السعودية من توجهات الانتقالي وهل هي عاجزة أم داعمة؟ تقدير موقف
نشر في أخبار اليوم يوم 26 - 12 - 2020

لازال الوضع جنوبي اليمن سيما في محافظة عدن، الذي سمتها السلطة الشرعية عاصمة مؤقتة للبلاد، غامضاً، ولا ينم عن قرب حدوث انفراجه للازمة القائمة بين الحكومة والمجلس الانتقالي من جهة، والسعودية والإمارات، قطبي التحالف العربي في اليمن، من جهة ثانية.. فما يدور في عدن ومحافظة أبين يتجاوز نزاع الحكومة والانتقالي على السلطة والإيرادات والنفوذ، حيث يرى مراقبون سياسيون، أن ما يحدث في جنوب اليمن ككل هو صراع مصالح ونفوذ وسيطرة على منافذ استراتيجية، بين قطبي التحالف، وإن حاولا إظهار غير ذلك أو منعه من الخروج للعلن. إلاّ أن تعنت فصائل المجلس الانتقالي المسلحة أمام التوجهات السعودية فيما يتعلق بتنفيذ الشق العسكري والأمني لاتفاق الرياض، المتعثر منذ توقيعه في الخامس من نوفمبر من العام المنصرم، يعزز من فرضة وجود صراع مصالح بين الحليفين "السعودية والإمارات"، والذي تبدو فيه السعودية حالياً مع حليفتها المفترضة، الحكومة الشرعية الحلقة الأضعف، سيما وأن التنازلات التي ظلت السعودية تجبر حليفها المفترض، على تقديمها لصالح الإمارات وأدواتها في الجنوب وسكوتها عن ايقاف المطارات والموانئ والمنشآت النفطية لسنوات، على أمل أن تستطيع إقناع الإمارات في عودة الحكومة الشرعية إلى الجنوب وممارسة سلطاتها كاملة، تبدد تماماً بالانقلاب الذي أعلنه المجلس الانتقالي في أغسطس من العام المنصرم، وطرد الحكومة من عدن بعد حصار عدد من وزرائها في قصر معاشيق ثم إخراجهم من البلاد..

السعودية تأخرت..
يقول أحد قادة الحراك الجنوبي، مفضلاً عدم الكشف عن هويته خشة تعرضه لأي أذى، أن السعودية اصطدمت بعدد من الحواجز والألغام التي زرعتها الإمارات أمامها في المحافظات الجنوبية سيما في عدن ومحيطها، بعد أن تسلمت القوات السعودية المهمة، عقب إعلان الإمارات انسحابها الشكلي من عدن وبعض المواقع في المحافظات الجنوبية وسلمت معسكر رأس عباس الذي تتخذ منه قوات التحالف مقراً لها، لقوات الواجب السعودية مع تواجد شكلي في ميناء عدن والبنك المركزي، وشعرت أن تدخلها في جنوب اليمن والعاصمة المؤقتة تأخر كثيراً، وأدركت أنها أخطأت حين تركت الساحة لحليفها الاستراتيجي الذي ذهب يثبت أقدامه بقوة عسكرية وأمنية خارجة عن سلطة الشرعية، وعبر شراء ولاءات كثير من القيادات والقوى السياسية الجنوبية، التي كانت تعتقد السعودية أن ولائها لها من المسلمات متناسية الإرث الاشتراكي والنزعة القومية التي أحيتها الإمارات في تلك القوى لسحب البساط من تحت السعودية بهدوء، على مدى أكثر من ثلاث سنوات، كانت حينها السلطة السعودية منشغلة بترتيب بيتها الداخلي وتواجه ولازالت تحديدات وتهديدات وعداوات خارجية وداخلية كثيرة، ترى السعودية اليوم أن حليفتها الإمارات ساهمت في تأجيج عدد منها وخلقها أمام المملكة..

انفراج أم شرعنة لانفجار أكبر..
يعتقد البعض أن الإعلان عن تشكيل حكومة يمنية، لا تمتلك اي ن أدوات القوة العسكرية والاقتصادية والأمنية في الجنوب، يشارك فيه الانتقالي، سيعمل على حلحلة الوضع الملغوم القائم اليوم في المحافظات الجنوبية، خاصة عدن وأبين ولحج والضالع، وسيساعد على توحيد الجبهة الداخلية للشرعية، للتمكن من مواجهة الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران. إلاّ أن الشواهد حتى اليوم والمعطيات القائمة على الأرض تقود الجميع إلى غير هذه النتيجة، ففي الوقت الذي تبدي السعودية محاولتها للوصول إلى نقطة "أ" في استقرار المناطق المحررة جنوب اليمن لتأمن مصالحها هناك سيما شرق اليمن، وتثبت شيء من شرعية الحكومة ولو بأدائها الضعيف لتحقيق وانتزاع مصالحها المستقبلية شرقي اليمن، وبما يجعلها الحليف الأقوى للقوى الدولية في هذه الرقعة المضطربة، تدفع الإمارات بأدواتها "الانتقالي" إلى القفز إلى ما هو أبعد من النقطة "ن"، وفي حين تحاول السعودية أن تظهر للعالم انها نجحت في وقف الصراع في جنوب اليمن بين القوات الحكومية وقوات المجلس الانتقالي ونزعت فتيل التوتر، وأنها استطاعت انجاز تنفيذ اتفاق الرياض الذي رعته وضمنت تنفيذه، يذهب المجلس الانتقالي إلى المطالبة بخروج القوات الحكومية من أبين وشبوة وحضرموت والمهرة وتنفيذ بقية بنود الشق السياسي، ووضع اشتراطات جديدة تتعلق بإدارة الملفات الاقتصادية والأجهزة السيادية بعيداً عن النظام واللوائح والقوانين اليمنية المنظمة لعمل مؤسسات الدولة التي يجب على الحكومة أن توجدها ولو في حدودها الدنيا. كما يذهب قادة الانتقالي إلى توجيه القوات في أبين إلى التمركز في المصالح الحكومية الحيوية ومعسكرات القوات الحكومية، بعيداً عن بنود اتفاق الرياض، وسط صمت سعودي يرى البعض أن المملكة لا تحبذ أن تنكشف بأنها باتت ضعيفة أمام المليشيا التي بنتها وسلحتها الإمارات بأموال سعودية على مدى سنوات، فتفضل الصمت بدلاً عن الاعتراض الذي قد يجعلها تظهر أنها باتت تحت رحمة الإمارات وأدواتها جنوب اليمن بعد أن خذلت حليفها الشرعي لفترات طويلة..
وفي السياق يرى محللون سياسيون أن هذا الطرح يدعمه التحذير الذي أطلقه، مستشار الرئيس هادي أواخر الأسبوع الجاري، الدكتور أحمد عبيد بن دغر، الذي أطلق تحذيرات من مساعي المجلس الانتقالي الجنوبي للاستحواذ على العاصمة المؤقتة (عدن).
وألمح أحمد عبيد بن دغر، مستشار الرئيس هادي، إلى بوادر انسداد بين الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي فيما يتعلق بماهية القوة التي ستتولى تأمين عدن، عقب وصول الحكومة، حيث يصر المجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات على التحكم بالقرار الأمني والعسكري فيها. على عكس ما تسعى إليه السعودية، التي كانت قد جهزت قوة "حماية المنشآت" وقوة أخرى من الحماية الرئاسية، بحسب اتفاق الرياض لتولي هذه المهمة. إلاّ أن توجهات السعودية تصطدم بتعنت وتهرب من الانتقالي والإمارات، حيث يصر الانتقالي وبإيعاز من الإمارات على بقاء قواته العسكرية "دعم وإسناد وأحزمة أمنية وصاعقة" داخل عدن خلافاً لما تم الاتفاق عليه، الأمر الذي سيجعل من الحكومة القادمة بدون "مخالب" أي بدون قوة أمنية أو عسكرية، ومنزوعة الصلاحيات وستبقى توجهاتها وقرارتها وأعضائها، تحت رحمة قيادة الانتقالي وقواته التي تسيطر على المدينة وتحاصرها من لحج وأبين والعلم والضالع..
كما حذّر بن دغر، في بيان صحافي نشره على حسابه الرسمي ب"تويتر"، من مساعي الانفصاليين للاستحواذ على عدن، وقال إن ذلك سيكون سبباً للفوضى واستدعاء للقوة من خارج الشرعية والقانون.
وشدد المستشار الرئاسي على ضرورة اغتنام الفرصة التاريخية، التي يتيحها اتفاق الرياض، لتعزيز روح الشراكة، وإعادة البناء على قواعد من التسامح والصفح ونسيان الماضي.
وفي وقت سابق، رفض المجلس الانتقالي الجنوبي السماح لألوية "الحماية الرئاسية" المكلفة بحماية مقرات الدولة السيادية بما فيها قصر "معاشيق" بالوصول إلى عدن، واشترط تولى ما تسمى "قوات الحزام الأمني" و"الدعم والإسناد"، الملف الأمني والعسكري كاملاً في العاصمة المؤقتة، وتدخلت بعد ذلك أطراف في التحالف بمقترح يسمح لكتيبتين فقط من الحماية الرئاسية لتأمين قصر معاشيق الذي ستتواجد فيه الحكومة الشرعية. إلاّ أن هذا لم يتم حيث يرى قادة عسكريون أن تنفيذ الشق العسكري والأمني من الاتفاق بهذه الطريقة ما هو إلاّ هروب من تنفيذ الاتفاق ككل، ومحاولة لخلق واقع جديد في المحافظات الجنوبية وشرعنة انقلاب المجلس الانتقالي، وزرع لغم كبير قد ينفجر في أي لحظة ..

ليس هناك ما هو أسوء من طعنات الحليف
وفي هذا الإطار يقول أحد أعضاء البرلمان اليمني، وهو من المحافظات الجنوبية، وطلب عدم الإفصاح عن هويته كونه غير مخول بالحديث لوسائل الإعلام، أن قيادة الحكومة الشرعية والأحزاب السياسية اليمنية، تتحمل جزء كبير من المسؤولية في إيجاد هذا الوضع الشاذ في المحافظات الجنوبية، مؤكداً في الوقت ذاته بأن هذا الوضع ناجم أيضاً عن صراع قوى إقليمه من بينها السعودية والإمارات للاستحواذ على هذه المنطقة الجغرافية الحيوية والاستراتيجية التي هي جزء مهم في جنوب الجزيرة العربية وتسيطر على واحد من أهم المضايق والممرات المائية ولديها ثروات وجزر لازالت بكر لم يتم استثمارها بعد، الأمر الذي تسعى كل من السعودية والإمارات على تقديم نفسها للقوى الدولية أنها الأجدر بإدارة هذه البقعة الجغرافية الرخوة والتي يمكن اعادت تشكيلها بعيداً عن الصراع الدائر في شمال اليمن، وهو اعتقاد خاطئ، وبما يضمن مصالح الدولة "السعودية أو الإمارات" التي ستثبت أنها موجودة على أرض الواقع ولديها أدوات محلية تنفذ أي طلب دون اعتراض وبأقل كلفة، مفيداً بأن هذا الهدف يجعل من الإمارات في الوقت الراهن، صاحبة الحظ الأوفر أمام تلك القوى، لكن وبحسب البرلماني اليمني، أن قواعد اللعبة والصراع الدائر قد تتغير تماماً مع وجود أحداث طارئة قد تشهدها منطقة الشرق الأوسط ومنطقة الخليج العربي، خاصة مع وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض، والذي قد يعمل على تغيير أدوات اللعبة، مع اداخل إضافات وتحسينات على قواعد الصراع في هذه المنطقة المضطربة والغنية في آن واحد، ليستمر استنزاف دول الخليج وتأمين المصالح الأميركية بأقل كلفة، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنه في حين تسعى الإمارات إلى تثبيت أدواتها المحلية في المحافظات الجنوبية، وتحييد القوات المشتركة المرابطة في مناطق الساحل الغربي عن أي صراع قائم حالياً بين الشرعية وأدواتها، سيما وأنها لم تضمن بعد ولاء مطلق من قوات العمالقة التي ينتمي أغلب قادة فصائلها ومنتسبيها للتيار السلفي القريب من السعودية، تعمل المملكة على خلق قوى موازية في الجنوب موالية لها، لكنها بعيدة عن الشرعية، وتعمل على شراء ولاءات عدد من قادة المجلس الانتقالي، عوضاً عن محاولتها تقوية وجهات وقطاعات قبلية في لحج سيما مناطق "يافع وردفان والصبيحة"، مؤكداً في الوقت ذاته أن السعودية دائماً بطيئة في تحركاتها نتيجة البيروقراطية التي تنتهجها في التعامل مع كل الملفات سواء الداخلية أو الخارجية، عوضاً عن أنها وجدت نفسها مكبلة بأطماع وطموح حليفتها، مما يجعل الإمارات قادرة على تسجيل نقاط تفوق على حساب حليفتها السعودية، لاعتمادها سياسة ديناميكية سلسلة تجعل من اتخاذ القرار من المسؤولين الأصغر في الميدان سهل ووارد في أي لحظة، على عكس السعودية التي يتطلب اتخاذ أي قرار في الميدان ولو على مستوى بسيط للصعود إلى أعلى الهرم لاتخاذ قرار مماثل.
ما يجب على المملكة..
وسيدرك البرلماني بالقول: إن على المملكة العربية السعودية التخلص من الهواجس التي زراعتها الإمارات في مصادر اتخاذ القرار في الديوان الملكي تجاه قوى يمنية معينة الجميع يعرفها، والسير باتجاه تقديم دعم حقيقي للقوات الحكومية في مأرب بما يمكنها من تحقيق نقاط تفوق عسكرية على مليشيا الحوثي ويكبح أطماع إيران التوسعية نحو حقول النفط السعودية، وتعزيز سلطة الشرعية في شبوة، ودعمها في إخراج القوات الإماراتية من منشأة بلحاف، وقد شرعت في الترتيب لذلك بحسب البرلماني اليمني، وإخراج قوات الانتقالي من أبين وعدن، وهو ما سيعزز من موقف السعودية ليس في جنوب اليمن فحسب وإنما في اليمن ككل..

المصالحة بين السعودية وقطر..
ونوه البرلماني إلى أن السعودية لازالت تفضل الضغط على الإمارات بصورة غير مباشرة وخارج الجغرافيا اليمنية كي لا تجد نفسها في مواجهة انقلابين شمالاً وجنوباً وساحل غربي بعيد عن أي تواجد حكومي تتدفق منه كل ما تحتاجه المليشيا لضرب منشأتها الحيوية وأمنها القومي، موضحاً بأن الوتيرة التي بدت تسير عليها جهود المصالحة بين السعودية وقطر على وجهة الخصوص ودول الخليج بشكل عام، واحدة من أوراق الضغط التي تستخدمها المملكة في مواجهة طموحات وأطماع الإمارات في اليمن، خاصة وأن الجهود الأميركية والكويتية والعمانية اقتصرت مؤخراً على السعودية وقطر، مع محاولة ترميم جسر العلاقات السعودية – التركية، بعيداً عن الإعلام، وهي أمور مجتمعة يرى فيها النائب البرلماني ومراقبين سياسيين تصب في خانة مصلحة اليمن بعيداً عن مشاريع الملشنة والانقلابات وتضمن مصالح السعودية وتحمي أمنها القومي، إن تم انجازها.. غير مستبعداً في ذات الوقت بأن تكون السعودية باتت تردد حالياً عبارة "ليس هناك ما هو أسوء من طعنات الحليف"..

رؤية مغايرة..
هذا الرأي والتحليل للوضع القائم في الجنوب، يعتبره عدد من المراقبين السياسيين والعسكريين أنه غير مقارب للواقع، على اعتبار أن ما يتم وتم في المحافظات الجنوبية، وبإلقاء نظرة على ترك قوات الحكومة الشرعية منكشفة أمام مليشيا الحوثي في مأرب "بدون سلاح نوعي، بدون مرتبات لقوات الجيش"، والسكوت عن انقلاب قوات المجلس الانتقالي في سقطرى، وتعزيزاته العسكرية في أبين، وعدم خروجها من عدن، حيث تؤكد المعلومات أن قوات الحزام الأمني تسلمت العشرات من الدوريات الأمنية الحديثة، ضمن دفعة أولى قدمتها الإمارات لتثبيت سيطرة حلفائها على مدينة عدن، في مخالفة صريحة للبند الخاص بإعادة الإنتشار الأمني وفق اتفاق الرياض في العاصمة المؤقتة (جنوب البلاد). الذي يتضمن في ملحقه العسكري والأمني، إسناد مهام تأمين مدينة عدن لقوات الأمن العام والنجدة التابعتين لوزارة الداخلية، إضافة إلى خروج كافة التشكيلات الأمنية والعسكرية التابعة للمجلس الإنتقالي من المدينة إلى المحافظات المجاورة تمهيدًا لإعادة تنظيمها ودمجها في وزارتي الدفاع والداخلية. سكوت غير مبرر ويصل حد التواطؤ مع توجهات الانتقالي المدعوم من الإمارات على حساب اليمن..
كما يروا أن صمت السعودية على هذا من خلال لجنتها الميدانية المشرفة على تنفيذ الشق العسكري والأمني من الاتفاق، وسكوتها على الدفع بهذه الدوريات واستعراضها في شوارع المدينة، إضافة إلى استلام المجلس الإنتقالي مواقع أمنية جديدة في مدينة عدن، في هذا التوقيت الذي يأتي بالتزامن مع تطبيق الملحق العسكري والأمني لإتفاق الرياض بدءًا من محافظة أبين، يشير إلى أن السعودية شريكة مع الإمارات في خلق هذا الوضع المضطرب وتخادم مع الإمارات في كل ما يدور هناك بهدف إيصال الحكومة الشرعية إلى القبول بتسليم الجنوب لمليشيا المجلس الانتقالي وايجاد واقع جديد في جنوب اليمن، مماثل لما بات يسمى "سلطة الأمر الواقع" في جغرافيا المناطق الشمالية الواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي، ولكن تحت مظلة الشرعية والتحالف وتحت عنوان "المصالحة" التي بدورها تقود المجتمع الدولي والشرعية أيضاً إلى القبول بانقلاب مليشيا الحوثي في المناطق الخاضعة لسيطرتها، مع بقاء بؤر توتر و صراع دائمة في مأرب وشبوة ذات الثروات النفطية والغازية، وتعز ذات الكثافة السكانية، والانفراد بحضرموت، بما يسهل للأمم المتحدة عبر مبعوثها وبعثتها الخاصة باليمن، تفتيت وتجزئة الأزمة اليمنية، الذي يهدف في المحصلة النهائية الوصول إلى يمن مقسم وكنتونات صغيرة وشعب أشد فقراً وجوعاً غارق في الصراعات المناطقية والطائفية من جهة، وتسهل في انجاز صفقة تقاسم النفوذ بين إيران وعدوها الشكلي، الكيان الصهيوني "إسرائيل"، كشرطيين أساسيين في المنطقة. لتظل بقية الدول وفي مقدمتها دول الخليج ومصر وسوريا وبعض القوى اليمنية، أدوات تتلاقى توجيهات من الشرطيان القويان، اللذان اتفقا عبر القوى الدولية على كيفية اقتسام الكعكة من نفط وممرات ومنافذ مائية حيوية تتحكم بمصدر منبع الثروات الذاهبة إلى القارة الأوروبية وبقية دول العالم..
تظل هذه الرؤى كسيناريوهات محتملة الحدوث كنتيجة للصراع الدائر في البلد الذي كان ذات يوم يطلق عليه "اليمن السعيد" وبات أكثر الدول بؤساً وجوعاً وفقراً نتيجة كثير م العوامل الداخلية والخارجية، تسببت في تغذيتها غياب المشروع الوطني الكبير وحضور المصالح الضيقة على مستوى الأطراف الداخلية، وأطماع مصالح الأطراف الخارجية..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.