تتجه الأنظار، اليوم الأحد، إلى ملعب سان سيرو في مدينة ميلانو الإيطالية، لمتابعة القمة النارية بين إسبانيا وفرنسا في نهائي دوري الأمم الأوروبية، إذ ستحمل بين طياتها صداماً بين المسحة الشبابية للماتادور والخبرة التي يتحلى بها الديوك بطل العالم 2018. وشق المنتخبان طريقهما إلى المباراة النهائية بعد تقديمها عرضين رائعين، حيث نجح «لا روخا» في تخطي نظيره الإيطالي بطل أوروبا في يوليو الماضي، بنتيجة 2-1، وأوقف سلسلة من 37 مباراة لم يخسر فيها الأخير على مدى أكثر من 3 سنوات. أما فرنسا، فقلبت الطاولة على بلجيكا بعد تخلفها بهدفين نظيفين في نهاية الشوط الأول إلى فوز مثير 3-2 عندما سجل لها لاعبها تيو فرنانديز هدفاً في الرمق الأخير. ويعتمد لويس إنريكي مدرب إسبانيا على مجموعة شابة فرضت نفسها في الآونة الأخيرة، ولا سيما في كأس أوروبا الأخيرة، ببلوغها الدور نصف النهائي، قبل أن تخسر بركلات الترجيح أمام إيطاليا، وأبرز عناصرها لاعب وسط برشلونة بيدري (18 عاماً)، وزميله في الفريق الكتالوني جافي الذي شارك ضد إيطاليا في نصف نهائي دوري الأمم، وبات أصغر لاعب في تاريخ المنتخب الإسباني يفعل ذلك، محطماً رقماً قياسياً عمره 85 عاماً. وحطم جافي (17 عاماً و60 يوماً) رقم أنخل ثوبيتا ريدوندو الذي حمل قميص المنتخب الإسباني للمرة الأولى في سن 17 عاماً و284 يوماً في مباراة دولية ودية ضد تشيكوسلوفاكيا (1-صفر) عام 1936. أما منتخب فرنسا فيتسلح بالخبرة الكبيرة في صفوفه والتي تتجلى في مختلف صفوفه، بدءاً من حارس المرمى هوغو لوريس قائد منتخب بلاده الفائز بكأس العالم، ومدافع مانشستر يونايتد الجديد رافايل فاران، وزميله في الشياطين الحمر لاعب الوسط بول بوغبا، بالإضافة إلى الثلاثي الهجومي المرعب المؤلف من كريم بنزيمة وأنطوان غريزمان وكيليان مبابي. هل يمكن إيقاف ثلاثي هجوم فرنسا؟ من الصعب التفكير في منتخب يملك قوة هجومية أكبر من ثلاثي فرنسا كيليان مبابي وكريم بنزيمة وأنطوان جريزمان، وسيتعين على إسبانيا ايجاد طريقة لتعطيلهم. قبل النهائي أمام بلجيكا يوم الخميس الماضي، شكل مبابي وبنزيمة ثنائيا متعاونا وبحث كل منهما عن الآخر بانتظام، في حين لعب غريزمان بمرونة خلفهما. وتعامل دفاع إسبانيا جيدا بما يكفي مع هجوم إيطاليا في نصف النهائي، لكن سرعة مبابي وشراسة بنزيمة أمام المرمى ومهارات غريزمان تعني اختبارا مختلفا. ومن المتوقع أن يلعب إيمريك لابورت، المولود في فرنسا، بجوار باو توريس في قلب دفاع إسبانيا، وسيكون من المشوق رؤية أي تحولات خططية للمدرب لويس إنريكي لمواجهة أي تحديات يفرضها نظيره ديدييه ديشان. ما أبرز أسلحة إسبانيا؟ تسبب ميكل أويارزابال وبابلو سارابيا في مشاكل لا حصر لها لدفاع إيطاليا بسرعتهما وبراعتهما، ومع المهاجم فيران توريس يشكلون أخطر أسلحة إسبانيا، وسيأمل لويس إنريكي تكرار الأداء نفسه. ولعب ظهيرا فرنسا بنجامين بافارد وتيو هرنانديز في أدوار متقدمة، وقدّما مساندة هجومية رائعة حتى إن بافارد صنع هدف هرنانديز خلال الفوز في اللحظات الأخيرة في ملعب يوفنتوس. ولكن هل سيطلب ديشان منهما الحفاظ على العمق الهجومي نفسه مع مراقبة جناحي إسبانيا أم يتوقع من ثلاثي الدفاع تأدية الأدوار الرئيسة فقط؟ إذا فضل الخيار الثاني سيدفع على الأرجح بلوكا هرنانديز في اليسار بثلاثي الدفاع وجول كوندي في اليمين مع وجود رفائيل فاران في القلب. إلى أي درجة سيؤثر غياب كانتي؟ الفرنسي نغولو كانتي هو على الأرجح أفضل لاعب وسط مدافع في العالم، وغيابه بسبب إصابته ب"كوفيد-19″ ستضعف هذه المنطقة بوضوح. تعامل بول بوجبا وأدريان رابيو بشكل جيد أمام بلجيكا، لكن أسلوب التمرير الخاص بإسبانيا سيضع انضباطهما الدفاعي تحت الاختبار، ومن المهم عدم ترك مساحات. هل يتألق الفتى المعجزة مجددا؟ كان أداء غابي (17 عاما) لاعب وسط برشلونة في مباراته الأولى مع إسبانيا من أبرز اللقطات المبهرة خلال الفوز في الدور نصف النهائي، ورغم أنه خاض 3 مباريات فقط أساسيا مع ناديه فإنه أظهر ثبات لاعب مخضرم. هل سيسمح لويس إنريكي لأصغر لاعب دولي في تاريخ بلاده ببدء النهائي؟ وإذا قرر ذلك هل سيلعب بالهدوء نفسه كما فعل أمام إيطاليا؟ اذا أراد مدرب إسبانيا أداء أكثر تحفظا قد يتعين عليه اختيار رودري لاعب الوسط المدافع في مانشستر سيتي. هل يشكل توريس تهديدا؟ رغم أنه ليس مهاجما صريحا أو رأس حربة بالتشكيلة، فإن فيران توريس نال هذا الدور أمام إيطاليا وسجل هدفي الفوز. ولعب توريس، الذي عرف عادة كجناح، في قلب الهجوم مع مدربه بيب غوارديولا في مانشستر سيتي، واعتاد هذا المركز تدريجيا. لكنه سيواجه أحد أفضل المدافعين وهو فاران، وتأمل فرنسا تجنب لدغاته أمام المرمى. هذا، ويسبق منتخبا بلجيكاوإيطاليا النهائي بخوضها مباراة تحديد المركز الثالث والرابع عصر غدٍ الأحد.