عوضًا عن البحث عن حلول للأزمة السياسية في اليمن ووضع استراتيجية لإنهاء حالة التوتر بين فرقاء الأزمة تحول المبعوث الأممي، هانس غروندبرغ، إلى زعماء القبائل اليمنية بهدف الخروج من الأزمة التي تشهدها البلاد. معربًا عن أمله في مساهمة القبيلة اليمنية في إنهاء الحرب الدائرة في البلد منذ نحو سبع سنوات. جاء ذلك خلال افتتاحه أعمال الملتقى القبلي اليمني في العاصمة الأردنية عمان، والذي ضم أكثر من 40 زعيماً قبلياً، بالإضافة إلى القائمة بأعمال بعثة الاتحاد الأوروبي في اليمن ماريون لاليس، والسفير الفرنسي لدى اليمن جان ماري صفا. وجاء المؤتمر القبلي بدعم كامل من الاتحاد الأوروبي في سياق إنشاء كيان قبلي بدور مشبوه وأهداف غير واضحة معتمدًا على حالة الفراغ السياسي وركود العمل الحزبي الذي غالبا ما تستغله أطراف خارجية لتمرير مخططاتها المشبوهة. رؤية مشبوهة. في السياق، أشار غروندبرغ الى أن "عدم التقدم في المفاوضات يستوجب ضرورة بدء حوارات ومحادثات جادة على المستويات المحلية والوطنية، وبينها زعماء القبائل". يسعى المبعوث الأممي لدى اليمن الى تحقيق تقدم يذكر في خضم انجاح عملية السلام، وهكذا على ما يبدوا. الا أن واقع الحال غير ما يعلن على وسائل الإعلام وشاشات التلفاز، حيث تعمل هذه المشاريع على تفريخ مراكز قوى تفتح سجال جديدة، وتخدم أجندة خارجية بالدرجة الأولى. وقال غروندبرغ "أتطلع إلى أن تساهم القبيلة اليمنية في الوصول إلى حل للأزمة اليمنية ودعم عملية السلام". هكذا تأتي التصريحات الإيجابية للمبعوث الأممي وهو يتحدث عن دور القبيلة في صناعة السلام، فيما الواقع أن القبيلة اليمنية لم تكن طرف في الصراع، وانما هي في الحقيقة شريحة من شرائح المجتمع اليمني، فلم يكن تواجدها في الساحة كجبهة تقاتل ضد جهة بعينها. فيما أعرب ناشطون عن قلقهم إزاء الملتقى القبلي ذا الطبيعة الغريبة والمشبوهة، حيث يعتقد البعض أن هذا الملتقى سيحول القبلية من طبيعتها الحالة، الى طرف وكيان مواز للدولة. وتابع: "ليس من مهامي تعديل أو المطالبة بإلغاء قرار مجلس الأمن 2216، الذي يطالب جماعة الحوثيين المسلحة بتسليم كل الأراضي التي استولوا عليها، بما فيها صنعاء، ونزع سلاحهم بالكامل، والسماح لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي باستئناف مسؤولياتها". وأشار غروندبرغ إلى أن مهمته "تتمثل في تنفيذ القرار 2216، الذي كُلف بموجبه من مجلس الأمن، وتجاوز القرار ليس من مهامي التي بدأتها قبل ثلاثة أشهر". وملتقى عمان يستمر يومين، بتنظيم من مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية ومبادرة إدارة الأزمات الدولية، بتمويل من الاتحاد الأوروبي، لبحث سبل إحلال السلام في اليمن. ويناقش زعماء قبائل الدور الحالي والمستقبلي للقبيلة اليمنية في فض النزاعات والتهدئة ووقف إطلاق النار، وتشكيل لجان تواصل مع الجهات المحلية والدولية لدعم عملية السلام، بقيادة الأممالمتحدة، وفق بيان للملتقى. بيان قبلي. دعا ملتقى قبلي المجتمع الدولي إلى تعزيز دور القبيلة اليمنية وأدواتها في احتواء الصراع وآثاره، وتقديم ضمانات لجهود الوسطاء المحليين لدعم وتسهيل عقد مؤتمر قبلي شامل داخل اليمن. جاء ذلك في بيان صادر عن الملتقى القبلي اليمني المنعقد في العاصمة الأردنية عمّان، أمس الاثنين، الذي ينظمه مركز صنعاء ومنظمة مبادرة الأزمات الدولية، برعاية من الاتحاد الأوروبي. وطالب زعما القبائل جميع أطراف النزاع في البلاد لوقف شامل وفوري لإطلاق النار، وفتح جميع الطرقات والممرات الإنسانية وفق ضوابط تضمن تدفق السلع وتسهّل حركة اليمنيين، واحترام حُرمة الطريق وحماية الإنسان اليمني. ودعا البيان أطراف النزاع لإطلاق جميع المعتقلين والأسرى، كما حث عموم اليمنيين لتفعيل القواعد العرفية بصفتها الضامن لعلاقة اليمنيين فيما بينهم، بما في ذلك احترام الأماكن السكنية ومخيمات النزوح والتوقف عن استهدافها. وجدد دعوة جميع الأطراف للانخراط الفوري مع المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ ووسطاء السلام إلى اليمن وتقديم تصوراتهم للحل، والالتزام وتنفيذ اتفاقي الرياض وستوكهولم لوقف نزيف الدم بين اليمنيين. وشدد البيان على ضرورة إنهاء الانقسام المالي في مختلف المناطق لرفع المعاناة عن كاهل المواطن اليمني، وتوريد كافة الموارد المالية للبنك المركزي وصرفها لصالح تلبية الخدمات الأساسية لكافة مناطق اليمن، وصرف رواتب موظفي الدولة. ودعا الأممالمتحدة والمجتمع الدولي خصوصًا الاتحاد الأوروبي لتعزيز دور القبيلة وأدواتها في احتواء الصراع وآثاره، وتقديم ضمانات لجهود الوسطاء المحليين لدعم وتسهيل عقد مؤتمر قبلي شامل داخل اليمن. وأقر المجتمعون انعقاد مؤتمر عام لكل القبائل اليمنية في الداخل وعقد لقاءات على مستوى المحافظات؛ ودعوة الوجاهات الاجتماعية والقبلية للانضمام لهذه الجهود التأسيسية. وكان الملتقى القبلي قد انعقد في الأول من أمس الأحد بمشاركة المبعوث الأممي والقائمة بأعمال بعثة الاتحاد الأوروبي إلى اليمن ماريون لاليس والسفير الفرنسي لدى اليمن جان ماري صفا وعدد من الدبلوماسيين.